الجمعة، 12 أغسطس 2016

الدِيمُقْرَاطِيــةُ ... نَارُ عَصَبِ الجَاهِلِيةِ :

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,(الدكتور مُهند جاسم الحسيني)
بعدَ أن مكننَا اللهُ تعالى مِن حلِ الكثيرِ من شائكاتِ السياسةِ, ووقفنَا على مُبرماتِ طلاسِمِهَا, حتى باتتْ الكثيرُ مِن رؤى أهلِ الكياسةِ, كالعجينةِ في أكفنَا نقلبُهَا ونصنعُ منهَا ما نشاءُ ونريدُ, ولا فضلَ لإحدٍ علينَا بعدَ اللهِ تعالى إلا أولئكَ الداعونَ القائمونَ في الليلِ والمُتهجدونَ في الأسحارِ والداعونَ لِخدامِهِم بالخيرِ والصلاحِ والإصلاحِ ...
وبَعدَ هذهِ المنةُ الحقيقيةُ, لابدَ لنَا مِن تَسديدِ أكثرِ الضرباتِ ألماً ووجعاً وقتلاً في سبيلِ اللهِ تعالى الى صدرِ الدجالِ وخدمةِ مشروعهِ مِن أئمةِ الضلالةِ والنِفاقِ ...
نعم ...
أنَّ أكثرَ ما يخافُهُ الرسولُ محمدٌ (صَلى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَمَ) على أمتهِ مِن الدجالِ هم أئمةِ الضلالةِ, لأنَّهُم هُم مَن يُمَهدُ للدجالِ سلطانَهُ, ويَيُحققُ بينَ ظهراني المُسلمينَ إستقرارهُ وأمانَهُ ...
وبالمقابلِ إنَّ أخشى ما يخافهُ الدجالُ هُم أئمةُ الفلاحِ, وحاملي مَشروعَ الهدايةِ والصلاحِ, لأنَّهُم يعملونَ بالضدِ مِن أئمةِ السرقاتِ والسِفاحِ, فإن وافاهُم اللهُ تعالى آجالَهُم من قَبلِ أن يَكتبَ لَهُم النَصْرَ والنجاحَ, فقدَ أوفاهُم مَا وعدهُم من الرحمةِ وحسنِ العاقبةِ والفلاحِ ...
‫#‏المُهم‬ :
فاليعلمْ الكلُّ دونَ إستثناءٍ يُذكر, أنَّ العصفَ الذي بدأت بوادرهُ في الإتحادِ الأوربي, نتيجةً لهفوةٍ وزلةِ لسانٍ صرحَ بِهَا الرئيسُ البريطاني ‫#‏ديفد_كامرون‬, بأنهُ سيجري إستفتاءاً شعبياً في عمومِ المملكةِ المتحدةِ UK, إيماناً منهُ أنَّ الشعبَ البريطاني إرتقى الى مرحلةِ أن يَفهَمَ دهاليزَ السياسةِ وسَبَرَ غورَ المُستقبلِ الإقتصادي للبلدِ, كأولئكَ مِن أصحابِ الكياسةِ والسِياسةِ !!!
علماً أنَّ أمرَ الإستفتاءِ لم يَكن مُلزماً على الحكومةِ فِعْلُهُ دستورياً أو قانونياً, بل أنَّ المَصالحةَ العليا للبلادِ وتشخيصُ ما ينبغي فِعلهُ للعبادِ, موكولاً لنفسِ الحكومةِ فعلهُ, ولكن ماذا نفعلُ مَع مَنْ باعهُ في السياسةِ قليلٌ, وفي الكِياسةِ ضئيلٌ ...
إنَّ الشعوبَ مهمَا بلغَ رقيهَا ومَعرفَتُهَا وثقافَتُهَا, لكنَّهَا تبقى قصيرةُ النظرِ, بسيطةُ الإدراكِ لما تُمليهَا عليهَا المَصالحُ العامةِ مِن أمورٍ, لذا لا ينبغي الرجوعُ للشعوبِ والمُجتمعاتِ في كلِّ ما لم يبلغوا مِن كبيرِ سعتهِ وبُعدَ غورُ معرفتَهُ, بل يجبُ علينَا أن نكتفي بِتَثقيفِهِم الى مرحلةٍ يتمكنوا بِهَا مِن إنتخابِ المُخلصينَ لِبلدِهِم حسبَ مَنظرِهِم, وأما ما يحتاجُ الى إقرارهِ الى التخصصِ نجعلُ أصواتَهُم في النأي عنهُ ...
ولا أعلم ماذا يتوقعُ الرئيسُ البريطاني ومَن معهُ من المُستشاريينَ والسياسينَ مِن عمليةٍ أسموهَا خطئاً بالديمقراطيةِ -إنتخابات- إذا كانتْ تتعارضُ نتائجُهَا مع المَصلحةِ العليا للبلادِ, وبالمُقابلِ تتوافقُ مَع المَصلحةِ الضيقةِ للعددِ الكثيرِ من الأفرادِ, والذينَ أسموهُم بالطبقةِ الوسطى وأصحابِ الدخلِ المحدودِ, فهل هنا يفهم الفردُ البسيطُ مصالحَ البلادِ ويُقدِمُهَا على مصلحتهِ الشخصيةِ, أم ينظرُ الى المَصلحةِ مِن خلالِ مَنظورهِ الخاصِ الضيقِ ؟؟؟
بالتأكيدِ سيكون الجوابُ أن المصلحةَ التي سوفَ يتحركُ نحوهَا الفردُ العادي والمُواطُ البسيطُ هي : ما ترتبطُ بعيشهِ وشخصهِ وعائلتهِ, وأما ما ترتبطُ مع المصالحِ العليا فلا يَدركهَا أصلاً ولا يتخيلهَا فضلاً على أن يعيهَا ويقدمَهَا على مصلحتهِ الشخصيةِ !!!
لذا هنا وقعتْ الحكومةُ البريطانيةُ بأكبرِ فخٍ طالما نصبتهُ للشعوبِ في البلدانِ الناميةِ والمَسحوقةِ من العالَمِ, وهي أنَّ بمقدورِ الشعوبِ أن تُشخصَ مصلَحَتَهَا بنفسِهَا, ولها القدرةُ أن تتخذَ مَنْ يلي أمرَهَا, حتى باتتْ كلَّ الشعوبِ أسيرةً لهذا القانون الذي ظاهرهُ الخيرُ والفلاحُ, لأنهُ يُشْعِرُ الفردَ بقيمتهِ من خلالِ إدلائهِ بصوتهِ, بينما باطنهُ الظلمُ والحيفُ والفقرُ والجهلُ والمرضُ والقتلُ والدمارُ ولخروجُ من أسرٍ الى آخرٍ, ومِن تحتِ عينِ المَطرِ الى الميزابِ !!!
نعم ...
أستطيعُ القولَ أنَّ قانونَ مايُعْرَفُ بالإنتخابِ, من أشدِ القوانينَ إجحافاً للوطنينَ الشرفاءِ المخلصينَ, لأنَّهُ لا يؤسسُ لسيادةِ ورياسةِ وقيادةِ أحدٍ إلا سُراقَ المالِ وأربابَ الميلشياتِ وأصحابَ الحرامِ ومالكي الماكنةِ الإعلاميةِ, وأدلُ دليلٍ على قولي هذا ما شهدهُ الشارعُ العراقي مِن كلِّ العملياتِ الديمقراطيةِ الإنتخابيةِ مِن عامِ سقوطِ الطاغيةِ المقبورِ وحزبهِ المُجرمِ الكافرِ الى هذهِ الأيامِ, حيثُ لم يتسلطُ على رقابِنَا إلا الطاغي بعدَ الطاغي والظالمُ والسارقُ والعميلُ وعرابو الإحتلالِ الشرقي والغربي !!!
نعم, هذهِ الحقيقةُ التي وصلنَا إليهَا مِن أبسطِ شعارٍ رفعهُ الدجالُ المنحرفُ, وأيدتهُ عليهِ أئمةُ الضلالةِ وشارعةِ البدعِ ومبييرةِ السنةِ ومقويةِ الباطلِ, حتى بتنا نريدُ التغييرَ والتخلصَ مِن هذهِ الطغمةِ الفاسدةِ بأيِّ وسيلةٍ غيرَ تلكَ التي ركبوا بِهَا على ظهورنَا لا نستطيعُ, لماذا لأنَّ الكلَّ بجدُ لنفسهِ المُبررَ أنَّ تقريرَ المصيرِ والتغييرَ لا يتمُ إلا من خلالِ صناديقِ الإقتراعِ والإنتخابِ, بل ويملأ السجونَ والمقابرَ بالجثثِ والموتى إذا فكروا أن يخرجنهُ بغيرِ هذا الطريقِ المرسومِ, لأنَّ هذا الظالمُ مَلَكَ مِن الأموالِ الحرامِ والإعلامِ الزائفِ والفضائياتِ ورجالِ الدينِ والمرجعياتِ العباسيةِ المروانيةِ البيزنطينيةِ ما يَدعو لهُ ويبررَ لهُ ويسوقهُ لنَا رئيساً مرةً أخرى ومراتاً ومراتاً ...
نعم ...
كلنَا نتذكرُ تلكَ الأيامَ والأشهرَ الأوائلِ من سقوطِ النظامِ الصدامي البعثي, كيفَ كانتْ الأمةُ مُتجهةً حقاً وصدقاً الى جادةِ الصلاحِ والتغييرِ, حيثُ رأينا الكلَّ كيفَ كانَ يُمْحَقُ قلبُهُ في جوفهِ عندما يرى السرقاتِ والخروقاتِ من قبلِ النفرِ الضالِ, مع تغطيةِ قواتِ الإحتلالِ لهُم والعملِ على تمهيدهِ إليهِم, وكم كنا نرى المساجدَ ملأى مِن المُصلينَ والمُستفتينَ على أمورِ دينِهِم ودنياهُم ...
ولكن ماذا حصلَ وماذا جرى على شعبِنَا وأهلِنَا, أنهُ تم تسليطَ الضوءِ على أئمةِ الضلالةِ من علماءٍ وسياسيينَ وميلشياتٍ ومجرمينَ, حتى باتَ كلَّ الناسِ لا يرونَ سواهُم منقذينَ ومُخلصينَ ومَهديينَ, بل عندما أرادوا التغييرَ والتبديلَ لهذهِ الوجوه الفاسدةِ بعدَ إنكشافِهَا, لم يجدوا سواهُم تملأ صورهُم وبرامِجُهُم أعمدةَ الكهرباءِ والساحاتِ العامةِ وشاشاتِ التلفازِ الإقليميةِ والعالميةِ, حتى باتْ الكلُّ أسيرَ أحزابِهِم وقوائمِهِم !!!
والآن ..
أنى الخلاصُ والتحررُ مِن قانونٍ أصبحتْ نفسُ بريطانيا ضحيةً لهُ ؟؟؟
والى أينَ المهربُ مِن قانونٍ شرعنَ بقاءَ الفاسدينَ قابعينَ على رؤوسِ وصدورِ المُستضعفينَ مِن الناسِ ؟؟؟
وكيفَ التغييرُ مع عشعشةِ هكذا مافياتٍ مدعومةٍ من قوى عالميةٍ وإقليميةِ ودينيةٍ, ولا يستحونَ مِن التبجحِ بهَا والتَكلمِ بإسمِهَا ؟؟؟
لذا فكما آمنا سابقاً بدراساتٍ إقتصاديةٍ وسياسيةٍ وبعدَهَا بانَ فَشَلُهَا كالإقطاعيةِ والشيوعيةِ وأخواتِهَا, فَعَمَلنَا على تغييرِهَا الى سياساتٍ إقتصاديةٍ أخرى كالرأسماليةِ مثلاً, فلابدَ لنَا كمثقفينَ ووطنيينَ وشرفاءٍ -لأننَا محبينَ للأرضِ والعُرضِ-, أن نعملَ جاهدينَ على أن نجدَ ما يُخلصنَا مِن هذهِ الطغمةِ الفاسدةِ التي صعدتْ الى سدةِ الحُكمِ عن طريقِ أصواتِ الناخبيينَ وصناديقَ الإقتراعِ, لأنَّهَا لا يُمكن أن تجلبَ لَّنا غيرَ هؤلاءِ الفاسدينَ, بل وأضعافٍ مضاعفةٍ مع كلِّ عمليةِ إنتخاباتٍ جديدةٍ ...
لأنَّ هذا القانونَ وهذهِ الممارسةَ بَآنَّ فشلُهَا عبرَ التأريخِ والى الآن, ولم تُمثلْ سوى عمليةِ تدويرٍ لنفسِ الأحزابِ والسياسيينَ, وأدلُ دليلٍ على ذلكَ, أنهُ لم نرَ إقليمياً في الدولِ التي تعتمدُ هذهِ الممارسةِ ولا عالمياً, إنبثاقِ أحزابٍ جديدةٍ أبداً, بل أنَّ نفسَ الأحزابِ يعادُ تدويرُ الرؤساءِ من صفوفِهَا والى الأبدِ ...
هذهِ بالنسبةِ للشعوبِ الحديثةِ, وأما ما لو رجعنَا الى التأريخِ قليلاً, فسنجدُ العشراتَ من الأمثلةِ الحيةِ والى اليومِ, فإنَّ ما أبرزتُهُ كلُّ العملياتِ الإنتخابيةِ التي أجروهَا أولئكَ الأوائلُ, سوى الفاسدينَ والفارغينَ والمنافقينَ والسراقَ, ومَن يَشكُ في كلامي فليذهبْ الى أيِّ ريزخونَ أو قارئ منبرٍ مِن أولئكَ الذينَ يقولونَ ما لا يفعلونَ, وسيجدُ عندهُ من الشواهدِ المئاتِ ...
نعم ...
نصوتُ بنعمٍ والفِ نعمٍ ونعمٍ للإنتخاباتِ, عندما يكون المواطنُ مواطناً صالحاً وقادراً على التمييزِ الحقيقي لأولئكَ الفاسدينَ, بل وقادراً على مُعاقبَتِهِم مِن خلالِ إنتخابِ المُخلصينَ الوطنيينَ, ولا يحصلُ مِثلُ هذا المواطنُ القادرُ على التمييزِ ومثلُ أولئكَ الشرفاءِ الوطنيينَ, في مثلِ هكذا حالاتٍ للإقصاءِ والإبعادِ والقتلِ والتهجيرِ والتعسفِ لكلِّ أولئكَ الوطنيينَ الشرفاءِ, ومِن أولئكَ الغيارى على الدينِ والوطنِ والشعبِ ...
أما مَع عملياتِ التهميشِ بطريقةِ القتلِ والسحلِ والحرقِ والتمثيلِ بجثثِ بإسمِ أولادِ علي بنِ أبي طالبٍ عليها الصلاةُ والسلامُ, فلا نتوقعُ الخيرَ مِن ألفٍ عمليةٍ ديمقراطيةٍ وإنتخابيةٍ متكررةٍ, بل يبقى شبحُ التسافلُ والإنهيارُ هو المُتزايدُ والمُتصاعدُ بمرورِ الأيامِ ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق