السبت، 14 يناير 2017

#ترامب ... المَنْصورُ بالرعبِ :
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,(الدكتور مهند جاسم الحسيني)
إذا أردنَا أن نعرفَ شيئاً مِن الخطواتِ المتوقعةِ للرئيسِ الأميركي الجديدِ -TRUMB- يجبُ علينَا أن نستعينَ بعدةِ مقدماتِ نعتقدُ بصحتِهَا, وعلى أساسِهَا سوفَ نرسمُ عدةَ خطوطٍ عامةٍ لهذهِ الشخصيةِ المكتنفةِ بالغموضِ الى حدٍ كبيرٍ جداً ...

فمثلاً :
إنَّ أيَّ رئيسٍ جديدٍ وفي ولايتهِ الأولى سيسعى الى رسمِ خارطةٍ الى أن يُرسخَ موطئ قدمهُ في أعتابِ الولايةِ الثانيةِ, وهنا لابدَ لهُ مِن أن لا يتخلَ عن نفسِ فريقِ العملِ مِن الإستشاريينَ والمفكرينَ والمروجينَ الإعلاميينَ الذينَ كانوا سبباً في طريقِ نجاحهِ ووصولهِ الى سدةِ الرئاسةِ الأميركيةِ, الرئاسةِ الأعظمِ على مستوى كوكبِ الأرضِ والمجموعةِ الشمسيةِ !!!

فكَمَا أنَّ هؤلاءِ الإستشاريينَ كانتْ لهُم القدرةُ على إنجاحهِ وتقديمهِ كرئيساً محتملاً في الحقبةِ الحاليةِ للبلادِ, فلَهُم أنَّ يبقوا عليهِ ناجحاً الى نهايةِ الفترةِ الأولى وصولاً الى الولايةِ الثانيةِ للرئاسةِ الأميركيةِ, بشرطِ أن يستعينَ بالكثيرِ مِنهُم في حقائبهِ الوزاريةِ وعلى رئسهَا الخارجيةُ والدفاعُ والماليةُ, وهذا مِن الحقِ القانوني الذي يتمتعُ بهِ هذا الرئيسُ, حيثُ يختارُ أيَّ فردٍ يرغبُ فيهِ, أسواءُ كانَ مِن الشارعِ أو مِن أقاربهِ أو مِن أعضاءِ حملتهِ الأنتخابيةِ أو حزبهِ, فحريةُ الخيارُ متروكةٌ لهُ ...

#وهنا ...
تتوفرُ فرصةٌ ذهبيةٌ كبيرةٌ جداً لهذا الرئيسُ, حيثُ أنَّ عنصرَ المفاجئةِ التي تسلمَ بهَا مقاليدَ الحكمِ, وعدمَ إمتلاكهِ سيرةٍ سياسيةٍ معروفةٍ عندَ المراقبينَ, جعلتْ البابَ مفتوحاً على مصراعيهِ للسيناريوهَاتِ المحتملةِ التي سيقدمُ عليهَا في المستقبلِ, بل إنَّ عنصري المفاجأةِ والخشيةِ ستبقيانِ مستحكمةً في أذهانِ كلِّ قياداتِ العالمِ, لأنَّ بوصلةَ هذا الرجلِ غيرِ معلومةِ الإتجاهِ, لذا فلهُ أن يختارَ فريقَ عملهِ وأفرادَ حكومتهِ بنفسِ المقدارِ مِن الغموضِ, بحيثُ ستكونُ هذهِ الحكومةُ الجديدةُ أشبهُ بالثقبِ الأسودِ والذي مِن الصعبِ أن تُسلطَ عليهِ أضواءُ الإعلامِ لمعرفةِ ما يُطبخُ مِن مؤامراتٍ داخلهَا !!!

ولكَ أن تتخيلَ مقدارَ الخوفِ والخشيةِ والصدمةِ العالميةِ في حالِ لو جَهَلَ ساسةُ العالمِ كلَّ أفرادِ الحكومةِ الأميركيةِ الجديدةِ, فهذا يعني الحاجةَ الى أشهرٍ وربَّمَا سنواتِ لفهمِ كلَّ فردٍ مِن أفرادِ الحكومةِ, بل الى تكرارِ اللقاءاتِ حتى يُعادَ صياغةِ الكثيرِ مِن الثوابتِ المتفقِ عليهَا بينَ البلدانِ مِن طرفٍ وبينَ الإدارةِ الأميركيةِ الجديدةِ مِن طرفٍ آخرٍ !!!

لأنَّ الكثيرَ مِن الثوابتْ المتفقِ عليهَا لا ضمانَ لهَا بعدَ أن يكنَ تاجرٌ ومقامرٌ على عرشِ أعظمِ دولةٍ في العالَمِ, وبالخصوصِ أنَّ الكثيرَ مِنهَا غيرُ ملزمةِ التنفيذِ في الحالاتِ الإعتياديةِ, حيثُ ستكونَ المنفعةُ هي العنصرُ الغالبُ في كلِّ التعاملاتِ مع الخارجِ, ولا وجودَ لمَا يُعرفُ بالدبلماسيةِ الدوليةِ, بل أقلُ مَا يُتَعَاملُ بهِ ما يُعرفُ بالمصالحِ المشتركةِ بينَ الأطرافِ !!!

#وحقاً ...
أنَّ الإدارةَ الأميركيةَ ما قبلَ ترامبَ الرئيسِ الجديدِ, هي ليستْ الأدارةَ ما بعدَ ترامبَ, لأنَّ كلَّ السياساتِ كانتْ معلومةً مِن قبلِ السياسيينَ عن كلا الحزبينِ, فبمجردِ صعودِ أحدِ أفرادِ الحزبينِ مِمَن شغلَ منصباً سياسياً أو سيادياً سابقاً, سيكونُ سياستهُ مكشوفةً ومتوقعةً إتجاهُ العالمِ الخارجي, بينَمَا أن يصلَ الحالُ الى شخصٍ لا يُرى خارجَ ملاعبِ الكولفِ والأبراجِ الناطحةِ للسحابِ والسهراتِ الصاخبةِ المغلقةِ على نفسِهَا, هنَا سيضطرُ الكلُّ الى إعادةِ صياغةِ الكثيرِ مِن الثوابتِ أو تأكيدِ الإتفاقِ عليهَا !!!

وهذا ماجعلَ العالمَ الخارجي وبشكلٍ ملفتٍ للنظرِ, في حالةِ ذهولٍ وصدمةٍ وصعقةٍ كبيرةٍ جداً, بل لَم يتوقعْ أولئكَ السياسيونَ الكبارُ والمؤثرونَ في المشاهدِ السياسيةِ العالميةِ -مِن حيثُ التدخل الإستخباري والإعلامي والمالي لتغييرِ قناعةِ الشعوبِ في رؤسائهَا لغرضِ إنتخابِهِم- فوزَ هذا الشخصِ على الإطلاقِ, لأنَّهُم كدسوا الأموالَ والإعلامَ لفوزِ منافستهِ هيلاري كلينتون, لا لشيءٍ سوى أنَّهَا معلومةَ السيرةِ والتحركِ السياسي في المستقبلِ, بل مِن الراجحِ عندَهُم ما لو تسنى لهَا الحكمُ لمَا غايرتْ الكثيرَ مِن خطى السابقينَ عليهَا مِن الجمهوريينَ والديمقراطيينَ ...

بل إنَّ ما بُذِلَ مِن أموالٍ مِن قبلِ الكثيرِ مِن الدولِ العظمى في العالمِ, لا حباً بكلنتونَ أن تكونَ رئيسةً, بل خوفاً مِن المجهولِ ومِن قراراتِ الرئيسِ المجهولِ وغيرِ معلومِ التصرفِ والتفكيرِ والحالةِ النفسيةِ, وهذا ما يَجعلهُم في حالِ ترقبٍ ووجلٍ شديدينِ, بل وصلَ بهِم الحالُ الى إستعجالِ عقدِ اللقاءاتِ معهُ للتأكدِ مِن خطوطهِ العريضةِ التي أتفقوا عليهَا عبرَ عقودٍ !!!

#وكمَا_بينَا_سابقاً :
أنَّ السياساتِ الأميركيةِ مرسومةٌ مسبقاً ولعشراتِ السنينَ, وليسَ لهذا الرئيسِ الإ العملِ بمضمونِ الكثيرِ مِنهَا, مع تركِ فسحةِ عملٍ لهُ, والتي مِن خلالِهَا سيشعرُ العالمُ بأنَّهُ رئيسٌ فعليٌ للعالمِ بأسرهِ ...

ولكنَ هذهِ السياساتُ لا تصبُ أهتماماً على الرؤى الداخليةِ للبلادِ بقدرِ ما تهتمُ الى الرؤى الخارجيةِ لهَا, فمثلاً لا تهتمُ بطبيعةِ العلاقاتِ بينَ الإتحادِ الأوربي مِن جانبٍ والأميركيةِ مِن جانبٍ آخرٍ, ولا بعلاقةِ أميركا بإسرائيلِ, بقدرِ ما لهَا مِن رؤى تخصُ العولمةَ والسيطرةَ على العالمِ بأسرهِ, والحفاظَ على الأمنِ القومي والتقدمِ العسكري, وما يرتبطُ بهَا !!!

وهذا الشيءُ الذي لَم يلتفتْ لهُ الكثيرُ مِن المحللينَ والكُتابِ, وهو أنَّ ما يُرسمَ مِن السياساتِ لا تقيدُ كثيراً التحركَ الرئاسي بحيثُ يصل الى مرحلةِ الموظفِ في الحكومةِ أو الإدارةِ, بل هنالكَ عدةُ ملفاتٍ تبقى مِن صلاحيةِ الرئيسِ العملِ عليهَا, وهي لا تقلُ أهميةٌ عن تلكَ التي تبقى محجوبةً عنهُ طيلةَ فترةِ رئاستهِ, بل تُعدُ وتوكلُ الى الرئيسِ القادمِ في الفترةِ الإنتخابيةِ القادمةِ !!!

#ولكن ...
للجانبِ الأميركي الكثيرُ مِن الخياراتِ التي سيمتلكُهَا بعدَ حصولِ هذهِ الصدمةِ العالميةِ بإنتخابِ عقاري وتاجرٍ كرئيسٍ أميركي, حيثُ يُمكن للوكالاتِ الإستخباريةِ وفريقِ المستشارينَ المخضرمينَ, الذينَ تخرجَ على أيديهِم الكثيرِ مِن رؤساءِ الولاياتِ المتحدةِ الأميركيةِ, أن يُشيروا على الرئيسِ الكثيرَ مِن الملفاتِ التي تتناسبُ مع هولِ هذهِ الصدمةِ, حيثُ عاملَ الوجلِ والخوفِ المستحكمِ مِن ما سيقدمُ عليهِ هذا الرئيسُ, سيجعلُ العالمَ في حالةِ صمتْ دولي أمامَ الكثيرِ مِن الخطواتِ الخطرةِ مستقبلاً, فللإستشاريينَ أن يُحركوا الكثيرَ مِن هذهِ الملفاتِ التي حركُوهَا بعدَ أحداثِ الحادي عشرِ مِن سبتمبرَ !!!

بل إنَّ أي تحركٍ رئاسي جديدٍ سيجعلُ العالمَ الغربي والشرقي يُعيدَ إصطفافهُ مِن جديدٍ مع الجانبِ الأميركي أيضاً, وهذا الإصطفافُ لا يُمكن الحصولَ عليهِ مع رئيسٍ معلومِ السيرةِ والتوجهِ والسياسةِ ...

فمَا لو فكرتْ أميركا أن تعيدَ رسمَ خارطةِ السياسيةِ والعسكريةِ في العالمِ بأسرهِ, بعدَ أن سأمتْ الخارطةَ القديمةَ, فعليهَا أن تحركَ تلكَ الملفاتِ التي أعدتْ مسبقاً لهذا الغرضِ, مع رمي الرئيسِ بهذا التحولِ السياسي والإنعطافِ الدبلماسي الكبيرِ, بل إستغلالُ صفةِ الخوفِ والخشيةِ المسيطرةِ على العالمِ !!!

وبالخصوصِ أنَّ هنالكَ عدةُ مقوماتٍ لهذا التحولِ السياسي والدبلماسي الأميركي, وهو أنَّ غالبيةَ مَن سيطرَ على مقاعدِ الكونكرس هُم مِن الجمهوريينَ, وهذا يعني أنَّ الرئيسَ ترامبَ سوفَ لا يخوضَ جولاتِ مفاوضاتِ معهُم لإستحصالِ بعضِ القراراتِ المنسجمةِ مع هذا التغييرِ, بقدرِ ما يحتاجُ الى إرضائِهِم وإقناعِهِم, أي أنَّ مهمةَ ترامبَ ستكونُ سهلةً بشكلٍ كبيرٍ ما لُو قِيستْ بمرحلةِ الرئيسِ أوباما, الذي كانَ يضعُ نصبَ عينيهِ المعارضةَ في مجلسي الشيوخِ والبرلمانِ !!!

#وبالمقابلِ ...
أنَّ هنالكَ الكثيرَ مِن الملفاتِ التي سوفَ ترسمُ للرئيسِ ترامبَ خطواتهُ القادمةَ, وسيكونُ هذا الرئيسُ مجبراً على تكملةِ المشوارِ قدماَ, بل مع إستعمالِ ما يملكهُ مِن الرهبةِ في قلوبِ الساسةِ والرؤساءِ في العالمِ ...

يعني أنَّ الدعوى عدمِ قدرةِ الرئيسِ على التحكمِ التامِ بمقاليدِ الحكمِ والتحركِ بحريةٍ تامةٍ, هي دعوى صحيحةٌ وبشكلٍ كبيرٍ, ولكن هذا لا يعني أنَّ الإستشاريينَ سيفرضونَ على الرئيسِ هذهِ الستراتيجياتِ المستقبليةِ, وهو سيكونُ ملتزماً بهَا وبفعلِهَا, وفيما لو تخاذلَ عن إمتثالِهَا سيكونُ رئيساً فاشلاً ومهدداً بالإقالةِ, طبعاً لا !!!

فمثلاً إذا كانَ الهدفُ المنشودُ هو إعادةَ رسمِ خارطةِ الشرقِ الأوسطِ مثلاً, وهذا الهدفُ يحتاجُ الى عدةِ سنينَ لا تسمحهَا الولايتانِ معاً, فيُتركُ أمرَ الإكمالِ الى الرئيسِ التالي لإكمالِ المخططِ المتفقِ عليهِ, بل إنَّ أمرَ الإكمالِ سيكونُ خياراً لابدَ مِنهُ, بل وخيارُ تركهِ سيكونُ خياراً رمادياً بطبيعةِ الحالِ !!!

وبهذهِ الطريقةِ سوفَ لا ينقضُ الرئيسُ الجديدُ عملَ القديمِ أبداً, بل وكأنمَا يسيرونَ عبرَ مئاتِ السنينَ لتنفيذِ نفسِ المخططِ, ولكنهُ بالحقيقةِ أمرٌ لابدَ مِن فعلهِ يُلقى على عاتقِ الرئيسِ الجديدِ إكمالهُ, وبهذهِ الطريقةِ يُستعبدُ الرئيسُ كسابقيهِ عندَ مؤسسةِ الرؤيا المستقبيلةِ في أميركا, وأمَا أمرُ الأمورِ الأخرى فتتركُ للرئيسِ عملُهَا بشرطِ أن لا تتعارضُ مع النظرةِ العامةِ الواجبِ على الرئيسِ عملهَا ...

#وبقي_عندنَا_تساؤلٌ_لابدَ_مِن_طرحهِ :
إذا كانتْ السياساتُ الأميركيةُ موضوعةً مسبقاً, إذن لماذا كلُّ هذا الحذرُ العربي والعالمي على حدٍ سواءٍ, فيُمكن للرئيسِ السابقِ أن يفعلَ نفسَ الشيءِ في حالِ إقتضتْ الضرورةُ ذلك ؟!!

وبالحقيقةِ أنَّ هذا التساؤلَ يُنَبِؤنَا بإنهيارِ فرضيةِ الخططِ المرسومةِ مستقبلاً للرئيسِ الجديدِ, ولكن الحقيقةُ غيرُ ذلكَ على الإطلاقِ, لأنَّ الأهدافَ الستراتيجيةَ الأميركيةَ غيرُ معروفةٍ مِن قبلِ الرؤساءِ أبداً, وفي الغالبِ لا يعلمُ بهَا الرئيسُ إلا إذا كانَ جزءاً مِن هذا المشورعِ, ولهذا فإنَّ نفسَ الستراتيجياتِ هي غيرُ معلومةٍ عندَ الكثيرِ مِن هؤلاءِ الرؤساءِ, ولكن ربمَا ان يكونَ الرئيسُ حجرَ عثرةٍ في تمريرِ هذا المشروعِ, مِن خلالِ معرفةِ سياستهِ العامةِ من قبلِ رؤساءِ وسياسيي باقي الدولِ في العالمِ, فلذا تُفضلُ الإدارةُ إبعادهُ بطريقةِ الإنتخاباتِ مع تغييرِ السياسةِ المتفقِ والمتعارفِ عليهَا أميركياً ...

ومِن هنَا رأينَا الرئيسَ الفرنسي فرانسوا أولاند كيفَ هرعَ الى الإعلامِ مرعوباً لإرسالِ رسالةِ تأكدِ للحفاظِ على المبادئ المتفقِ عليهَا بينَ البلدينِ منذُ عقودٍ, وهذهِ الرسالةُ تُنَبِؤنَا وبوضوحٍ أنَّ الرئيسَ الفرنسي قد أحسَ بخطرِ هذا التغييرِ الإنتخابي, وهو يعني التغييرَ لكلِّ الستراتيجياتِ المتفقِ عليهَا والتي لا تخضعُ للخطوطِ العريضةِ أميركياً ...

بل حتى الرئيسُ الروسي فلادمير بوتن قدَ أعربَ عن أريحيتهِ #كذباً بفوزِ دونالد ترامب كذباً, وأبدى إستعدادهُ للتعاونِ مَع الجانبِ الأميركي, بشرطِ أن لا يقفُ الرئيسُ الجديدُ بوجهِ طموحِ روسيا في نشرِ قواعِدِهَا خارجِ أراضيهَا كسوريا مثلاً !!!

والدليلُ على عدمِ التعارضِ هذا, أنَّ التصريحَ جاءَ مِن قبلِ الرئيسِ بوتن ولا زالَ أسطولهُ البحري متحركاً صوبَ السواحلِ السوريا, ولو كانَ يأملُ هذا الرئيسُ مِن ترامب خيراً, لأوقفَ تقدمَ هذا الإسطولِ في عرضِ البحرِ, كبادرةِ حُسنِ نيةٍ, ولكنهُ يعلم أن الرئيسَ الأميركي الجديدَ هو إختيارُ الشؤمِ على العالمِ بأسرهِ, بل أنَّ ما يحصلُ في سوريا لا تحسمهُ التفاوضاتِ أبداً, لذا أعربَ عن صعوبةِ التفاوضِ بينَ الجانبينِ الأميركي والروسي !!!

وحتى تلكَ الدعايةِ الإنتخابيةِ التي أطلقهَا الرئيسُ الروسي لحملةِ ترامب, لَم تكن حقيقيةً أبداً, حيثُ أرادَ الروسُ أن يستغلَ الديمقراطيونَ مديحَ الرئيسِ بوتن لهُ, لشنِ أبشعِ عملياتِ التسقيطِ لهُ, بل لإسقاطهِ مِن أعينِ الراغبينَ فيهِ رئيساً, لأنَّ الحكومةَ الروسيةَ تُثيرُ الحساسيةَ عندَ الشعوبِ الأميركيةِ, لذا جاءتْ هذهِ الدعايةُ لهُ مِن قبلِ الروسِ مِن بابِ التسقيطِ الإنتخابي ليسَ إلا !!!

ومَا يؤكدُ ذلكَ :
 العملُ الجادُ والحثيثُ مِن قبلِ الحكومة الروسية الى التنصلِ مِن عمليةِ إختراقِ أميلَ هيلاري كلونتون, بل والردُّ عليهِ بإسلوبٍ يحملُ شيئاً مِن القسوةِ والإستغرابِ, لأنَّ أمرَ إثباتِ هذا الخرقِ مِن قبلِ الروسِ, بل وإستعمالِ هيلاري لأميلهَا الشخصي في قضايا الدولةِ, سيجعلهَا مستبعدةً مِن الإنتخاباتِ, وهذا ما لا ترغبُ فيهِ دولُ العالمِ قاطبةً وعلى رئسِهَا روسيا !!!

#وهنَا ...
لابأسَ أن أستعجلَ ماينبغي أن يُبحثَ في سلسلةِ (غيابُ الحكومةِ العراقيةِ .. وإستحكامُ سطوةِ الميلشياتِ), ولو على نحو التلميحِ والإشارةِ ...

الظاهرُ أنَّ هذهِ القيادةَ الأميركيةَ سَيتقدمُهَا الرعبُ قبلَ التحركِ العسكري, وسريانُ الخوفِ في قلوبِ المقابلِ مِن عواملِ النصرِ المحتومِ لهَا, لذا فإنَّ هذهِ الإدارةَ ستبقى محافظةً هذهِ المرةِ على هذهِ الهيبةِ الى إنهاءِ سائرِ الملفاتِ التي تراكمتْ منذُ نهايةِ الحربِ العالميةِ الثانيةِ ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق