الإعلامُ وإظهارُ دُوَلِ الخَلِيجِ بِمَلابِسِ النَوْمِ :
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,(الدكتور مهند جاسم الحسيني)
لايخفى على أيِّ عربي وغيرِ عربي, بأنَّ دولَ الخليجِ هي الدولُ المسيطرةُ تمامَ السيطرةِ على الماكنةِ الإعلاميةِ العربيةِ والإسلاميةِ في العالمِ, وأنَّ هذهِ السيطرةُ تراهَا مؤثرةً تمامَ التأثيرِ على التركيبةِ الفكريةِ والنفسيةِ للمسلمينَ عامةً, أسواءُ كانتْ رداتُ الفعلِ سلباً أو إيجاباً, ولكنهَا أثرتْ بأحدِ طرقِ التأثيرِ على طريقةِ تفكيرهِ وإنفعالاتهِ الشخصيةِ الفرديةِ والمجتمعيةِ !!!
وبالتالي فإنَّ أيَّ دولةٍ ترغبُ أن تطبقَ مشروعَهَا في المستقبلِ, فلابدَ مِن أن تُولي إهتماماً بهذا القطاعِ الهامِ والمؤثرِ في تفاعلاتِ وإنفعالاتِ المتابعينَ, وإنَّ السيطرةَ على هذا القطاعِ يُمكن أن يُغني الكثيرَ مِن الدولَ مِن مسألةِ التجنيدِ لنشرِ مَا يُعرفُ #بالإشاعةِ_الأمنيةِ, التي تُعجلُ في تحركِ الخلايا النائمةِ في تلكَ البلدانِ, وتُرغبُ في تحركِ المناؤينَ لسياساتِ الدولةِ, بل وخلقُ مَا يُعرفُ بالطابورِ الخامسِ !!!
وإنَّ نشرَ هكذا إشاعاتٍ في تلكَ البلدانِ المعاديةِ ولو على نحو السياسي, لا يُمكن السيطرةُ عليهِ أبداً, لأنَّ الإشاعةَ تَنتقلُ عبرَ الأثيرِ, وعبرَ الأقمارِ الصناعيةِ, وبتردداتٍ يصعبُ السيطرةُ عليهَا مِن قبلِ تقنيينَ الدولةِ ومهندسيهَا ...
لذا فإنَّ الإهتمامَ بالماكنةِ الإعلاميةِ باتَ مِن الأمورِ المهمةِ جداً ولا غنى لإحدى الدولِ عنهَا, بالخصوصِ تلكَ الدولُ التي تنشرُ ثقافتهَا السياسيةِ, أو التي ترغبُ في المستقبلِ مِن السيطرةِ على عقولِ ومشاعرِ تلكَ الشعوبِ, لتحققْ مَا يُعرفُ بالطابورِ الخامسِ في المستقبلِ !!!
#ومِن_هنَا :
فإنَّ مِن اللازمِ على الدولِ المتحفظةِ عن أن تسلمَ أمنَ بلادِهَا أن ترعِ إهتماماً خاصاً في هذا القطاعِ المهمِ, بل وترعي إهتماماً إستثنائياً بأن تجدَ البدائلَ التي تُغني المشاهدينَ عن متابعةِ تلكَ الماكناتِ بعدَ فرضِ الحظرِ والإغلاقِ على بعضِهَا !!!
لأنَّهُ مِن الخطأ جداً أن نتوهمَ أنَّ الهدفَ مِن تلكمُ القنواتِ هو نشرِ الثقافةِ العقائديةِ والدينيةِ والإخلاقيةِ, وبالتالي تنتجُ جيلاً متفسخاً ومتميعاً, لا لأنَّ الأموالَ والميزانياتِ التي تُبذلُ مِن تلكَ الخزاناتِ, لا تبررهَا تلكَ الأغراضُ أبداً, لأنَّ السياساتِ والحكامَ لايَهُمُهُم أبداً, العقائدَ والمذاهبَ والدينَ الذي تعتنقُ, بل مَا يهمهُم كيفيةَ السيطرةِ على العقولِ للحيلولةِ مِن التمردِ عليهِم, و الحفاظِ على سلطانِهِم وتوسعتهِ !!!
لذا فعلى الحصفاءِ مِن القياداتِ أنَّ تلاحظَ آماراتِ الخطرِ والتحركِ الأمني مِن خلالِ مَا تنشرهُ بعضُ القناواتِ الفضائيةِ ووسائلِ الإعلامِ, لأنَّ الهدفَ مِنهَا سياسي وليسَ ديني, نعم أنَّ البرامجَ الدينيةَ والترفيهيةَ وغيرَهَا, مَا هي إلا وسيلةً للكسبِ والضمِ وزيادةِ العديدِ مِن الطابورِ الخامسِ, والذي هو أخطرُ الجيوشِ على الإطلاقِ, بل وهو مِن أفتكِ الأسلحةِ المستخدمةِ في الحروبِ, لأنَّهُم العينُ والمصدرُ والألغامُ الخاملةُ التي تنتظرُ أن تَسمحَ لهَا الفرصةَ !!!
#لذا :
فالملايينَ التي تُصرفُ على قطاعِ الإعلامِ المحلي, هو أفضلُ مِن بذلِ الملياراتِ والميزانياتِ التي سَتُصرفُ في مكافحةِ مَا سيولدهُ الإعلامُ المقابلِ للطرفِ الآخرِ, وكمَا قيلَ قديماً : الوقايةُ خيرٌ مِن العلاجِ !!!
ولابأسَ أن أضربَ لكُم مثلاً رَأهُ الكثيرُ مِن الأحبةِ والأعزةِ خلالِ الشهرِ الكريمِ, هَل إستطاعتْ العوائلُ العربيةُ بشكلٍ عامٍ, والعراقيةُ على الوجهِ الخاصِ, أن تتحررَ مِن متابعةِ القنواتِ الخليجيةِ, أسواءُ تلكَ التي تَعتني بالدراما أو الوثائقيةِ والتأريخيةِ والإخباريةِ ... ؟؟؟
بالتأكيدِ كلا !!!
لأنَّ الخياراتِ محدودةً أمامَهَا, وبالخصوصِ أنَّ الإعلامِ العراقي والعربي غيرِ الخليجي هو مَن ساعدَ على إنتشارِ هذهِ القنواتِ وبرامجِهَا أسرعَ مِن إنتشارِ النارِ في الهشيمِ, لأنَّهَا إنتهجتْ تقديمَ الأسوءِ والأردأ والأضحلَ, بحيثُ أرغمتْ الجميعَ أن يتلقَ ثقافتهُ وأفكارهُ مِن الآخرينَ, بل وكلُّ فردٍ صارَ إعلاناً في مكانِ عملهِ لتلكَ القنواتِ والبرامجِ !!!
والمثالُ الآخرُ الذي يجبُ إضافتهُ, هو : مَا تناقلتهُ نفسُ الوسائلِ الإعلاميةِ التي تثقفتْ الشعوبُ على متابعتِهَا حولَ الأزمةِ الخليجيةِ فيمَا بينَهَا, وقدَ أظهرتْ جارتهَا الأقربَ قطرَ إنهَا معملاً للإرهابِ العالمي, وملاذاً للمحرضينَ عليهِ, وقبلةً للمتأمرينَ معهُ على رؤوساءِ سائرِ حكامِ المنطقةِ !!!!
وبالمقابلِ لَم يستطعْ الإعلامُ المناهضُ لهذهِ الفكرةِ مِن أن يدافعَ عن الحكومةِ القطريةِ, بل لَم يستطيعْ الجميعُ مِن أن يستغلَ هذا الخلافَ بأيِّ مكسبٍ سياسي أو فكري, لا لشيءٍ سوى أنَّ الإعلامَ الذي تملكهُ الحكوماتُ المناهضةُ للخليجِ متخلفٌ جداً جداً جداً, وطبعاً إنَّ البقاءَ على تَخْلِفِ الإعلامِ ناتجٌ عن النظرةِ الضيقةِ للمستقبلِ ولو بعدَ ساعةٍ !!!
بينمَا إستطاعتْ الدولُ الخليجيةُ أن تُأزمَ الموقفَ خلالَ نصفِ ساعةٍ فقط مِن خلالِ عولمةِ إعلامِهَا, وهذهِ القدرةُ على التأثيرِ والسيطرةِ على العقولِ والقدرةُ على البثِ والنشرِ وبأسرعِ مِن الضوءِ, ناتجٌ فقط عن النشرِ المجانبِ للقضايا السياسيةِ في الأيامِ الإعتياديةِ, أي أنَّ كسبَ الشيعةِ والسنةِ والمسيحِ واليهودِ وغيرهِم مِن المناحلِ بواسطةِ قنواتِ الدراما والأفلامِ, رفَع عددَ متابعيهَا الى ملايينَ المشاهدينَ في سائرِ العربِ المنتشرينَ في العالمِ, بينمَا إستغلتْ هذهِ القنواتُ لبثِ نفسِ الخلافِ والإتحادِ ضدَ الدولةِ قطر, مع تحقيقِ نفسِ عددِ المشاهداتِ المعتادةِ, حتى صارَ المنبعُ الوحيدُ للقضيةِ السياسيةِ القطريةِ هي نفسُ هذهِ القنواتِ !!!
أنظرْ كيفَ بدأوا يؤسسونَ لأنفسِهِم وأفكارِهِم قبلَ سنواتِ كمَا يفعلُ الغربُ تماماً !!!
ويصرفونَ ملايينَ مِن الدولاراتِ للحصولِ على أكثرِ مشاهدينَ العربِ في العالمِ !!!
بل وكيفَ يستغلونَ المسيحَ والمنحلينَ مِن المقدمينَ والممثلينَ, ليقوموا بأدوارٍ لا يتناسبُ القيامُ بهَا بحسبِ مَا يرفعونهُ مِن شعاراتٍ إسلاميةٍ, بل ويبينونَ ذلكَ صراحةً مِن خلالِ أسماءِ المقدمينَ والممثلينَ في قنواتهِم, فالمقدمةُ كرستينا ونجوى ولارا و غيرهنَّ مِن النسوةِ, بينمَا عندمَا يأتي الدورُ للرجالِ, والذي لا يحتاجونَ للتحللِ الإخلاقي, فيقدمونَ المسلمينَ مِن أبناءِ بلادِهِم, حيثُ المقدمُ محمد وسمان وعلي وابو بكرٍ وعمرُ وهكذا مع باقي الأسماءِ الإسلاميةِ !!!
هكذا هُم يكسبونَ الشعوبَ, وهكذا يثقفونَ الناسَ, وهكذا يُزيدونَ عددَ المشاهدينَ, بهذهِ الطريقةِ مِن الخسةِ ومِن الدناءةِ والرذيلةِ, بل إنَّ نفسَ الدولةِ تَبثُ البرامجَ الدينيةِ والعقائديةِ في قناةٍ, بينمَا تبثُ برامجَ الإنحلالِ في قنواتٍ أخرى, بحيثُ لا يفلتْ مِن قبضتِهَا المتدينُ المسكينُ ولا المنحلُ والمتميعُ, وهذا مَا يُؤكدُ لنَا نظريةُ زيادةِ المتابعينَ والمشاهدينَ والمتلقينَ مِن الناسِ, لأنَّ الثقافةَ المُتلاقاةِ ليسَ الهدفُ مِن ورائِهَا سوى جذبِ أكبرِ عددِ مِن المتابعينَ, إذاناً وتمهيداً للخطوبِ الكبيرةِ المُعَدِ لهَا في المستقبلِ !!!
#ومِن_هنَا :
يُمكن أن تشتعلَ أزمةً إعلاميةً لا واقعَ لهَا خلفَ شاشةِ التلفازِ, ويُمكن أن تُخمدَ ويُتَعَتَمُ على نارٍ متأججةٍ تُهددُ الأخضرَ واليابسِ مِن البلدانِ, كمَا تفاعلَ الناسُ مع أحدَ فَرْدَتي حذاءٍ لطفلٍ ملقاةٍ على ضفافِ بحرِ إيجة, بينمَا جهلَ ناسُ مَا يحصلُ على مسلمي الروهنكا في بورمَا, مِن حرقٍ وقتلٍ وتمثيلٍ وترويعٍ وتهجيرٍ, بل تُبنى لكهنةِ القتلةِ مِن البوذيينَ الأديرةُ وأماكنُ العبادةِ في بلادِ الخليجِ, تعبيرا لحريةِ العبادةِ والمُعتقدِ !!!
طبعاً نحنُ في صددِ ضربِ الأمثلةِ, ليتمكنْ القارئُ اللبيبُ مِن الفهمِ الكاملِ للمشروعِ المخططِ لهُ, بل وأن يستطيعَ السيطرةَ على الأحداثِ في العالمينِ الإسلامي وغيرِ الإسلامي, فيُعَودَ نفسهُ على الفهمِ والتمعنِ والتَفَرسِ, حتى لو لَم يُظْهِرْ المقابلُ ذلكَ, وبالتأكيدِ فإنَّ المقابلُ سوفَ لا يظهرُ ذلكَ فقط, بل يُموهُ الحقيقةَ أيمَا تمويهٍ !!!
ومِن خلالِ متابعاتي المُستفيضةِ لمَا كتبهُ المحللونَ والكُتابَ والمثقفونَ والصحفيونَ مِن مقالاتٍ وتقاريرٍ, حقاً كانَ يدعونَا الى التوجعِ والتضجرِ والتألمِ, فإننَا لَم نستطعْ أن ننتجَ كاتباً واحداً ولا مثقفاً متفرداً في فهمِ الأحداثِ, بل كُلَّ ما قامَ بهِ الأعزةُ ما بينَ نقلٍ للأخبارِ, وترتيبٍ للأحداثٍ, والعملُ على السبقِ أشبهُ مَا يكونَ بالسبقِ الصحفي, المهمُ أن يَكتبَ فلانٌ قبلَ فلانٍ, أو أن يُنزلَ علانٌ عدداً مِن المشاركاتِ أكثرَ مِن الآخرينَ, وبمجموعِهَا لا ترتقي الى أن تكونَ مقالاً يُعلقُ على أبسطِ الصفحاتِ في مواقعِ التواصلِ !!!
لمَاذا لا نحاولُ فهمَ الأمورِ بشكلٍ كاملٍ, ونحاولُ أن نرتقي بالناسِ والمتابعينَ الى فهمِ مَا يحصلُ بشكلٍ حقيقي, بل لماذا لا نعملُ على تعليمَ المقابلِ كيفَ يَتَمَكنُ مِن التحقيقِ والتنقيبِ عن الحقيقةِ بنفسهِ , ولو بشكلٍ معتدٍ بهِ ومقبولٍ ؟!!!
أنتم تعلمونَ أن حتى أولئكَ المسيطرينَ على الماكنةِ الإعلاميةِ العربيةِ, لا يرتقونَ بالرغمِ ممَا يملكونَ الى أبسطِ مقوماتِ المحللينَ والكُتابِ والصحفيينَ, بل يفتقرونَ الى أن يُؤثروا بالناسِ بدونِ إظهارِ المفاتنِ والعري والإباحةِ الى المتابعينَ, فجلُ مَن يُتابعُ القنواتِ الخليجيةِ مثلاً, فلا يُتابعهَا إلا بمعيةِ مَا تظهرهُ المقدمةُ مِن مفاتِنِهَا, ومَا تقدمهُ للمتلقينَ مِن إغراءاتٍ وغواياتٍ, تجعلَ الكلُّ يرتبطُ بهَا وبالقناةِ بطريقةٍ غيرِ مهنيةٍ !!!
لذا فإنَّ المهنيةُ مطلوبةٌ لدينَا وبشكلٍ كبيرٍ, لنسدْ الفراغَ المتروكَ مِن قبلِ هؤلاءِ الإباحيينِ وعارضي الأزياءِ, لأنَّ المهنيةُ باتتْ مُبتغى الكثيرُ يبحثُ عنهُ في صفحاتِ التواصلِ الإجتماعي, بل أنَّ الراغبينَ في معرفةِ الحقيقةِ, في الغالبِ نجدهُ يبحثُ بنفسهِ عن الحقيقةِ وينقبُ عنهَا في هذهِ الصفحاتِ المباركةِ, وهذهِ خصلةً يُمكنُ الإستفادةُ منها كثيراً, لأنَّهَا لا يُمكنُ أن تُسدُ مِن قبلِ عواهرِ القنواتِ الفضائيةِ ولا عارضي البرامجِ ...
وبالحقيقةُ فإننَا بذرنَا الكثيرَ مِن البَذَرَاتِ في هذا الجانبِ, ولم يؤتي الكثيرُ مِنهَا ثمرتهُ لحدِ الآن, بل أنَّ الأعمَ الأغلبَ قدَ مَاتَ فورَ إنفلاقِ حبتهِ, بسببِ التباغضِ والتحاسدِ والتناحرِ, الذي أُمْنِتْ بهِ قضيتنَا الحقةُ وبشكلٍ مفضوحٍ وعلني, ونعملُ على الإستمرارِ في بذرِ بعضاً أخراً, ولكن لا نرَ فيهِ أملاً لولا أملنَا باللهِ تعالى مجدهُ وعلى ذكرهُ, ولولا تيمننَا بالواردِ مِن المعصومينَ عليهُم الصلاةُ والسلامُ بأنَّ نيةَ المؤمنِ خيرٌ مِن عملهِ, فلولا تَعَلُقَنَا بهذهِ الآمالُ, لزالتْ الهمتْ وخارتْ القوى ولا ننهي العملُ الى أن يقضي اللهُ أمراً كانَ مفعولاً ...
#وهنَا :
لابأسَ أن أثيرَ إنتباهَ القراءِ الكرامِ الى مسألةٍ مهمةٍ جداً, وهي أنَّ الكثيرَ مِن السيناريوهاتِ السياسيةِ والعسكريةِ المرادُ تحقيقُهَا على أرضِ الواقعِ, أسواءُ كانتْ داخلَ الحدودِ أو خارجهَا, أي ضمنَ البلادِ الأخرى, لابدَ مِن تُبنى على أساسِ ما تُبنى عليهِ أفلامِ الدرامَا والأكشنِ مِن تسلسلِ الأحداثِ وترابطِ المواقفِ وتتابعِ المشاهدِ, بحيثُ يضمنُ رسمةُ تلكَ السيناريوهاتِ أن تحققَ الهدفَ المنشودَ في الواقعِ الخارجي, بل لابدَ مِن إحضارِ الكثيرَ مِن الكُتابِ والمحللينَ والمنتجينَ والمخرجينَ, وبأضعافِ ما يُهيءُ للأعمالِ الفنيةِ, بحيثُ يجعلونَ مِن المقابلِ متفاعلاً بشكلٍ حقيقي خارجي, ومِن ثُم تُسْتَثمرُ تلكَ الإنفعالاتُ وردودُ الأفعالِ مِن قبلِ المتخصصينَ مِن أجهزةِ الإستخباراتِ العالميةِ المُستفيدةِ !!!
#فكمَا :
لتلكَ المؤسساتِ الإستخباريةِ مِن القدرةِ أن تُصورَ الوقائعِ الخارجيةِ على شكلِ أعمالٍ فنيةٍ, لتبثْ أحداثهَا على الوسائل الإعلاميةِ, فكذلكَ لهَا القدرةُ أن تفعلَ العكسُ تماماً وبأكثرِ جدارةٍ أيضاً ...
حيثُ تقومُ بكتابةِ السيناريو المؤثرُ والمرجو لإستحصالِ الأهدافِ المرجوةِ, ولكن يَتُمُ البثُ والتمثيلُ والإخراجُ على أرضِ الواقعِ !!!
ولهذا نلاحظُ أن البلدانَ في الغالبِ ما تخافُ مِن الوسائلِ الإعلاميةِ, وبالخصوصِ تلكَ البلادِ التي تُبدعُ في هذا الجانبِ, لأنَّ صرفهَا للملياراتِ مِن الدولاراتِ, ولجعلِ القطاعِ الإعلامي لا يَقلُ أهميةً عن القطاعِ العسكري والأمني, تجعلهَا عارفةً تمامَ المعرفتي بمخاطرِ هذا القطاعِ, لأنَّهَا سبقَ وإن إستخدمتهُ في التهيأةِ للقضايا الأمنيةِ والعسكريةِ, بل واستغلتهُ أيمَا إستغلالٍ في هذا الجانبِ !!!
#ولهذا :
رأينَا رؤية العينِ, كيفَ تعاملَ الخليجُ العربي ومصرُ مع الأزمةِ القطريةِ, لَم نرَ أنَّهُ قد تحركتْ طائرةٌ ولا دبابةٌ ولا جحافلاً للقواتِ الأرضيةِ, ولم تتمُ المحاصرةُ البحريةُ العسكريةُ بواسطةِ الأساطيلِ, بل أنَّ جلَّ التعاملِ كانَ تعاملاً إعلامياً بامتيازِ !!!
حيثُ في ليلةٍ وضحاهَا بزغتْ شمسُ النهارِ على أنَّ الممولَ الوحيدَ للإرهابِ الإقليمي عموماً هي حكومةُ قطرٍ, بل أنَّ الحركاتِ المتمردةِ والإرهابيةِ والمُسلحةِ لَم تنبثقْ إلا مِن منابرِ وبنوكِ هذهِ الحكومةِ !!!
وبالتالي فإنَّ القضاءَ على منابعِ الإرهابِ الماليةِ, وإنهاءِ عصبِ التمويلِ لآلافِ المسلحينَ في العالمِ, لا ينتهي عندَ السيطرةِ على آبارِ النفطِ, وإستنقاذِ الآماكنِ الأثريةِ مِنهَا, مَا لم يَتمُ القضاءُ على البئرِ التي لا تنضبُ, والعينُ التي لا تجفُ, المُتَمَثِلَةِ بدولةِ قطرٍ !!!
إنظر وتمعن كيفَ صارتْ قطرُ الخيرِ والعطاءِ والشقيقةِ والعروبةِ خليجياً, منبعاً مِن منابعِ الأرهابِ مالياً, ومصدراً مِن مصادرِ التطرفِ فكرياً, بينَ ليلةٍ وضحاهَا أصبحتْ الحكومةُ في قطرٍ على شفى حفرةٍ مِن نارِ الإنهيارِ الإقتصادي !!!
#ومِن_هنَا :
تستوضحُ لنَا عدةُ أمورٍ مهمةٍ جداً, بل ويُمكن أن نضعَ يدَ القارئ اللبيبِ على أصلِ الخلافِ الخليجي, بعدَ أن عصفتْ كتاباتُ الكُتابِ والمحللينَ في كلِّ خليةٍ مِن خلايا رأسهِ, وباتتْ أحجيةُ الخلافُ الخليجي متناقصةُ القطعِ, بحيثُ لا يُمكن أن يهتدِ أيُّ متابعٍ الى أسبابِ مَا رامتْ إليهِ الأمورُ, وانتهتْ إليهِ الأحداثُ, والنتائجُ التي تنتهي إليهَا مستقبلاً !!!
#الأمرُ الأولُ :
إن هنالكَ جديةً حقيقيةً لمحاربةِ الإرهابِ في المنطقةِ, طبعاً الإرهابُ الذي وضعتْ شروطهُ الإدارةُ الأميركيةُ الجديدةُ, بحيثُ يصبُ بصالحِ الدولِ التي أعلنتْ وتبنتْ هذا المشروعَ بنفسهَا, وعلى رأسِهَا دولُ الخليجِ ومصرُ العربيةُ ...
وإنَّ هذهِ الجديةَ في مكافحةِ الإرهابِ واستئصالِ منابعهِ وإنهاءِ تواجدهِ, هو أحدُ البنودِ التي وعدَ بهَا الرئيسُ الأميركي دونالد ترامب شعبهُ, مِن خلالِ إستئصالِ الإرهابِ من على سطحِ الكوكبِ كَما عبرَ هو في خطابهِ بعدَ الفوزِ برئاسةِ الإدارةِ الأميركيةِ ...
والإرهابُ الذي سيتُم القضاءُ عليهِ لابدَ أن يكونَ إرهاباً سياسياً, وبالتالي ستكونُ الأهدافُ المتوخاةُ مِن إجتثاثهِ أهدافاً سياسيةً محضةً ...
وبمَا أنَّ السياساتُ تتقاطعُ في مناطقِ تواجدِ الإرهابِ -الشرقُ الأوسطُ وشمالُ أفريقيا-, لذا فإنَّ أمرَ القضاءِ عليهَا سيتقاطعُ مع سياساتِ الدولِ الراعيةِ والمستفيدةِ منهُ بكلِّ تأكيدِ !!!
لذا فلابدَ مِن أن يُضربَ أقربَ طرفٍ مِن الأطرافِ الخليجيةِ, وفي البدايةِ, حتى يتسنَ أن يُسوقَ لمحاربةِ الإرهابِ أنَّهُ محاربةً حياديةً, لأنَّ أولَ بلدٍ قَد تَم إعلانُ الحربِ عليهِ هي مِن الدولِ الإسلامِ السني السلفي, والمُتَمَثِلةُ بقطرِ الخليجِ العربي !!!
وهنَا سوفَ تُستغلُ هذهِ النقطةُ إعلامياً وبشكلٍ كبيرٍ جداً وذكي, وسوفَ يُوضحُ للناسِ بأنَّ الحربَ حربٌ على الإرهابِ, وليسَ الغرضُ منهَا إستهدافُ دولاً بعينِهَا !!!
وهنا سوفَ تكمنُ المشكلةُ الحقيقيةُ حقاً, لأنَّ الهدفَ سيكونُ واضحاً جداً بالنسبةِ للكثيرِ مِن قراءِ وعرفاءِ السياسةِ الدوليةِ, ولكن لا يُمكن البوحُ بهذا السيناريو, لأنَّ البوحَ بهِ وتثقيفَ الناسِ عليهِ فرعٌ لدعمِ التطرفِ والإرهابِ, بل أنَّ إقناعَ الرأي العامِ بهذا السيناريو يحتاجُ الى ماكنةٍ إعلاميةٍ ضخمةٍ جداً, لا تملكُهَا دولُ الممانعةِ لهذهِ الفكرةِ !!!
#الأمرُ_الثاني :
تفريعاً على ما قلنَاهُ في الأمرِ الأولِ, فإنَّ إستهدافَ الحركاتِ المتطرفةِ كالإخوانِ وحركةِ حماسٍ, تبعثُ برسالةٍ مطمئنةٍ جداً الى الحكومةِ المصريةِ -وليسَ الدولةُ المصريةُ-, بحيثُ ستدخلُ هذهِ الحكومةُ بشكلٍ كاملٍ جداً في هذا المشروعِ, وبكلِّ قدراتِهَا العسكريةِ والأمنيةِ, لأنَّ الهدفَ الأولَ مِن هذا المشروعِ هدفُ يصبُ بالصالحِ الأمنِ القومي المصري مباشرةً, وليسَ لهُ علاقةٌ بالأمنِ الخليجي ولا العالمي, لأنَّ حركةَ الإخوانِ وحماسِ لم تُشكلُ قلقاً دولياً أبداً, فلا هدفَ مِن القضاءِ عليهَا ...
لذا جاءَ البدءُ بإعلانِ التحركِ على هاتينِ الجهتينِ, والجهاتِ السنيةِ السلفيةِ الأخرى حتى على مستوى شمالِ أفريقيا, كليبيا وتونسَ والجزائرِ, إلا رسالةَ تطمينٍ للرئيسِ المصري وحكومتهِ, للإستنقاعِ بهذا المشروعِ حدَ الأذنينِ والثمالةِ الكاملةِ, وبالخصوصِ أنَّ هذا الدورُ البارزُ في هذا المشروعِ مِن قبلِ الحكومةِ المصريةِ, سيعززُ الهدفَ القيادي لزعامةِ دولِ شمالِ أفريقيا, وهو حلماً مصرياً طالمَا سعتْ لتحقيقيهِ, بأن تلعبَ دوراً قيادياً في تلكَ المنطقةِ, كمَا أوعِزَ نفسُ الدورِ للمملكةِ العربيةِ السعوديةِ في الشرق الأوسطِ !!!
وهذا يكشفُ مقدارَ الوعودِ التي أبرمهَا الرئيسُ الأميركي ترامب لحظةَ لقاءهِ الأولى بالسيسي فورَ فوزهِ بالرئاسةِ الأميركيةِ, بل وهذا يكشفُ أيضاً أنَّ الميلَ المصري للجانبِ الروسي باتَ على المحكِ, وإستعدتْ الحكومةُ المصريةُ بأن تغادرَ المعسكرَ الروسي الى المعسكرِ الأميركي, بمَا لاقتهُ مِن إغراءاتٍ يسيلُ لها لعابُ الساسةِ المصريينَ مِن الجانبِ الأميركي الجادِ هذهِ المرةِ !!!
وهذا مَا يُؤكدُ وجهةَ نظرنَا بأنَّ القضاءَ على الإرهابِ في المنطقةِ سوفَ يتقاطعُ مع سياساتِ الكثيرِ مِن الدولِ ذاتِ النفوذِ في المنطقةِ, لأنُّهُ سيدخلُ حكوماتٍ تحتَ جنحِ الإدارةِ الأميركيةِ, ويهددُ حكوماتٍ أخرَ وتخرجهَا سياسياً أو فعلياً من تحتِ جناحِ الجانبِ الروسي !!!
#الأمرُ_الثالثُ :
تحقيقاً لوعدٍ أخرٍ من وعودِ الإدارةِ الأميركيةِ الجديدةِ, مِن الوقوفِ الى جانبِ حكومةِ الإحتلالِ الإسرائلي في فلسطينَ, لأنَّ العملَ على إنهاءِ التمويلِ المالي على حركةِ الإخوانِ وحماسٍ تبعثُ ببرقيةِ إرتياحٍ حقيقيةِ الى الجانبِ الإسرائيلي, لأنَّ حركةَ الإخوانِ حركةً سياسيةً بامتيازٍ, وليسَ لهَا هَمٌ الا بلوغِ السلطةِ في أي بلدٍ عربي, وبالخصوصِ في مصرَ, لأنَّ تشكيلَ الحكومةِ الإخوانيةِ في مصرَ, سيجعلهَا قريبةً مِن الجناحِ العسكري لهَا حماسٍ, وتُلغى بينهمَا الحدودُ بشكلٍ نهائي, كمَا حصلَ في زمنِ رئاسةِ محمد مرسي, وهذا ما يُشكلُ قلقاً حقيقياً بالنسبةِ لإسرائيل, لذلكَ فإنَّ تجفيفَ منابعَ الإرهابِ سيعودُ على الحكومةِ الإسرائيلةِ بالمنفعةِ الكبيرةِ جداً, لأنَّهُ يحولُ بينَ الإخوانِ وبينَ التسلقِ الى السلطةِ بمرورِ الزمنِ !!!
وهنَا سينحلُ الإشكالُ الذي لا زالَ قائماً الى هذهِ الساعةِ عندَ المحللينَ عموماً, وهو لماذا وافقتْ إسرائيلُ الى دولِ الخليجِ وأميركا بالتحركِ ضدَ الحليفةِ الستراتيجيةِ قطر, دونَ أن تحركَ ساكناً ولو إعلامياً, فمِن هذا النقطةِ ومِن مَا
سيأتي، سيتبينُ لنَا سرَّ هذا السكوتِ المطبقِ !!!
#وهنَا :
لابدَ لنَا مِن إثارةِ التَسائلِ التالي, وهو :
لماذا سعتْ دولُ الخليجِ الى الخيارِ الإقتصادي والتضييقِ على الشعبِ القطري, دونَ التفكيرِ بخياراتٍ أخرى أكثرُ نجاعةً, وبالخصوصِ سيصبحُ هذا السؤالُ مثيراً للدهشةِ مَا لو علمنَا أن قطرَ مِن الصعبِ عليهَا جداً أن تتأثرَ كثيراً بهكذا طريقةٍ, بل ستجعلهَا ترتمي في أحضانِ الكثيرِ مِن الدولِ التي لا ترغبُ الإدارةُ الأميركيةُ ولا الخليجُ أن تلجأ إليهَا !!!؟؟؟؟
وهنَا ستكونُ الإجابةُ مِن عدةِ نقاطٍ أهمهَا :
#أولاً :
إنَّهُ ليس بالمقدورِ الخليجي عموماً أن يضغطَ على الحكومةِ القطريةِ بأكثرِ مِن هذا الحدِ, لأنَّ عاملَ الحصارَ الإقتصادي لا يحتاجُ الى الرجوعِ الى الأممِ المتحدةِ لإستحصالِ الموافقةِ, ولهذا رأينَا تباكي الخارجيةِ القطريةِ في المحافلِ الدوليةِ لإستمالَتِهِم الى السعي الدبلوماسي الى فكِ الحصارِ عنهَا, دونَ السعي الى تقديمِ شكوى ضدَ أشقائِهَا الخليجيينَ !!!
#ثانياً :
إعلانُ شنِ الحربِ على أيِّ بلدٍ لا يتمُ إلا مِن خلالِ إستحصالِ موافقاتٍ أمميةٍ, خصوصاً إذا كانتْ الحربُ ضدَ حكومةٍ شرعيةٍ ومعترفٍ بهَا في أروقةِ الأممِ المتحدةِ ...
لذا فلابدَ مِن اللجوءِ الى التضيقِ الإقتصادي على قطرٍ فقط, بل حتى أن قطاعَ الطيرانِ والنقلِ البحري مِن القطاعاتِ التي يُمكن للحكوماتِ أن تعملَ حظراً عليهَا, لأنَّ نفسَ التهمةَ بدعمِ الإرهابِ وتهديدِ الأمنِ القومي تكونُ كافيةً بإتخاذِهَا دون الرجوعِ الى المحافلِ الدوليةِ ...
لذلكَ لَم نرَ أن الدولَ العظمى والمؤثرةَ في القرارِ الدولي ضغطتْ بغيرِ الدبلوماسيةِ على دولِ الخليجيةِ, بل أن الإعلامَ العالمي ربَّمَا إكتفى بالتفرجِ والدعوةِ الى التهدئةِ ...
#ثالثاً :
إنَّ الإتهامَ بدعمِ الإرهابِ سيكونُ علاجهُ إقتصادياً وليسَ عسكرياً كمَا التهمةُ بالتدخلِ في شؤونِ البلادِ الداخليةِ, لأنَ دراسةَ الأموالِ الخارجيةِ مِن دولةِ قطرٍ, ومعرفةَ مقدارهَا, وهل هي منتظمةٌ أو متقطعةٌ, كفيلةٌ في الإكتفاءِ في فرضِ الحصارِ عليهَا, لأنَّ الأموالَ المتدفقةَ الى الخارجِ سوفَ تكونُ الحكومةُ القطريةُ بأحوجِ ما يكونُ إليهَا, لسدِ النقصِ الحاصلِ في التقتيرِ على الشعبِ, مِن خلالِ البحثِ عن أسواقٍ جديدةٍ, ربمَا يكلفُ قطاعُ النقلِ فيهَا بازديادِ الأسعارِ الى ضعفينِ عمَا كانَ عليهِ في السابقِ !!!
#رابعاً :
إنَّ الشعبَ القطري مِن الشعوبِ المترفةِ جداً, ليسَ عندهُم الوازعُ العقائدي ولا الوطني على مقاومةِ الحظرِ الإقتصاديةِ, فلذلكَ يُعتبرُ الحظرُ الإقتصادي بمثابةِ حربِ عظِ الأصابعِ, والتي ستصرخُ منهُ الحكومةُ عاجلاً أو آجلاً !!!
#والأعجبُ_حقاً :
المواقفُ المتناقضةُ للإدارةِ الأميركيةِ التي إتخذتهَا أزاءَ الإختلافِ الحاصلِ بينَ أهمِ مكوناتِ البيتِ الخليجي, والأكثرِ تأثيراً في الأحداثِ, بل والأكثرِ حلفاً مع الجانبينِ الأميركي والإسرائيلي !!!
هكذا حللهَا الكُتابُ والمحللونَ والمقدمونَ في برامجِ, وبهذهِ السطحيةِ والبساطةِ أليسَ كذلكَ ؟؟؟!!!
وهكذا فهمهَا الجميعُ أليسَ كذلكَ ؟؟؟!!!
#كلا_كلا_كلا :
لم يكن الموقفُ الأميركي موقفاً متناقضاً, فلم يكن موقفُ الرئاسةُ والخارجيةُ والدفاعُ موقفاً متناقضاً, بل مِن أروعِ المواقفِ إنسجاماً, وأشدِ التحركاتِ السياسيةِ دبلوماسيةً, بل هي حركةُ مَن يعرفُ ماذا يُريدُ وماذا يفعلُ وماذا يبغي !!!
لأنَّ الحظرَ الإقتصادي على قطر مِن قبلِ شقيقاتِهَا الخليجياتِ, لم يكن الهدفُ مِن ورائهِ إسقاطاً للنظامِ في قطر, حسبُ مَا فهمتهَا الحكومةُ القطريةُ بواسطةِ مُستشاريهَا, ومعهُم الحقُ طبعاً, لأنَّهُ كمَا أسلفنَا بأنَّ الشعبَ القطري لا يَملكُ واعزاً للصبرِ على الحصارِ, لذا ستنهارُ الحكومةُ بمرورِ فترةٍ قليلةٍ, لذا يتحتمُ على الحكومةِ القطريةِ مِن أن تلقي بنفسهَا بأحضانِ أكثرِ البلدانِ عداءاً لأميركا, حفاظاَ على الملكِ العضوضِ !!!
لذا فلا سيناريو محتملٌ أن تدخلَ فيهِ الحكومةُ القطريةُ غيرَ الإرتماءِ بأحضانِ جارتِهَا والأقربِ لهَا إقليمياً إيرانَ, بل لا تُجدُ فرصةٌ سانحةٌ لإيرانَ لتتوغلَ بالبيتِ الخليجي أفضلَ مِن هذهِ الفرصةِ, ولتسجلَ خرقاً يعادلُ مَا عانتهُ مِن جراءِ خسارتِهَا في سوريا واليمنِ !!!
ولكن نتيجةً لموافقةِ وزارةِ الدفاعِ الأميركيةِ ببيعِ أساطيلاً كاملةً مِن الطائراتِ الحربيةِ الى الحكومةِ القطريةِ , وبالمناوراتِ البحريةِ المُشتركةِ بينَ الجانبينِ, أرسلتْ أميركا رسالةً واضحةً أن الحكومةَ القطريةَ غيرُ مهددةٍ ولا مبررَ لخوفِهَا على مستقبلهَا وكرسيهَا, لأنَّ الخلافَ بينَ الجانبينِ الأميركي والخليجي مِن جهةٍ وبينَ الحكومةِ القطريةِ لا يصلُ الى حدِ العملِ على تبديلِ الحكومةِ وإنهيارِ الدولةِ هناكَ, لذا لا حاجة الى كلِّ هذا الذعرِ حدَ الإرتماءِ بأحضانِ الجانبِ الإيراني !!!
وهنا عادَ الروعُ الى قلبِ الحكومةِ القطريةِ مِن خلالِ فهمِ هذهِ الرسالةِ, وتبقى الموافقةُ على النقاطِ المقدمةِ خليجيةً مسألةً دبلوماسيةً بإمتيازٍ, لا حاجةَ معهَا بالبحثِ عن تحالفاتٍ مع قوى إقليميةٍ أو دوليةٍ, لأنَّ الحكومةَ بِمأمنٍ مِن هذا الحصارِ, ومَن سيعاني فقط وفقط (الشعبُ القطري) !!!
#وهنا :
حقاً أريدُ تسجيلَ موقفٍ آخرٍ, بأنَّ الحكوماتِ العربيةَ مهمَا كانتْ مجتمعةً, ومهما كانتْ تملكُ من الإمكانياتِ العسكريةِ والماليةِ, فلا تستطيعَ أن تخرجَ رابحةً في أيةِ حربٍ تخوضهَا, حتى لو كانتْ مع أتفهِ القوى في المنطقةِ, لأنَّ أنظارهُم كأنظارِ الثورِ, وأحلامَهُم كأحلامِ الصبيةِ, لا يَهُمُهَا إلا الأهدافَ التي أمامَهَا, ولو فضل الربِّ والإلهِ والمنقذِ والموعودِ (أميركا), لمَا رأينَا بقاءَ الحكوماتِ العربيةِ أكثرِ مِن بضعةِ سنواتٍ, ولكن أميركا مَن إستطاعتْ أن تُبقي هذهِ الأنظمة لحدِ اليومِ, مِن خلالِ منع تشكلِ تحالفاتٍ تهددُ تواجدهَا وبقائِهَا, بسببِ التهورِ العربي عموماً والخليجي على نحو الخصوصِ !!!
وأسألكُم الدعاءُ ...
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,(الدكتور مهند جاسم الحسيني)
لايخفى على أيِّ عربي وغيرِ عربي, بأنَّ دولَ الخليجِ هي الدولُ المسيطرةُ تمامَ السيطرةِ على الماكنةِ الإعلاميةِ العربيةِ والإسلاميةِ في العالمِ, وأنَّ هذهِ السيطرةُ تراهَا مؤثرةً تمامَ التأثيرِ على التركيبةِ الفكريةِ والنفسيةِ للمسلمينَ عامةً, أسواءُ كانتْ رداتُ الفعلِ سلباً أو إيجاباً, ولكنهَا أثرتْ بأحدِ طرقِ التأثيرِ على طريقةِ تفكيرهِ وإنفعالاتهِ الشخصيةِ الفرديةِ والمجتمعيةِ !!!
وبالتالي فإنَّ أيَّ دولةٍ ترغبُ أن تطبقَ مشروعَهَا في المستقبلِ, فلابدَ مِن أن تُولي إهتماماً بهذا القطاعِ الهامِ والمؤثرِ في تفاعلاتِ وإنفعالاتِ المتابعينَ, وإنَّ السيطرةَ على هذا القطاعِ يُمكن أن يُغني الكثيرَ مِن الدولَ مِن مسألةِ التجنيدِ لنشرِ مَا يُعرفُ #بالإشاعةِ_الأمنيةِ, التي تُعجلُ في تحركِ الخلايا النائمةِ في تلكَ البلدانِ, وتُرغبُ في تحركِ المناؤينَ لسياساتِ الدولةِ, بل وخلقُ مَا يُعرفُ بالطابورِ الخامسِ !!!
وإنَّ نشرَ هكذا إشاعاتٍ في تلكَ البلدانِ المعاديةِ ولو على نحو السياسي, لا يُمكن السيطرةُ عليهِ أبداً, لأنَّ الإشاعةَ تَنتقلُ عبرَ الأثيرِ, وعبرَ الأقمارِ الصناعيةِ, وبتردداتٍ يصعبُ السيطرةُ عليهَا مِن قبلِ تقنيينَ الدولةِ ومهندسيهَا ...
لذا فإنَّ الإهتمامَ بالماكنةِ الإعلاميةِ باتَ مِن الأمورِ المهمةِ جداً ولا غنى لإحدى الدولِ عنهَا, بالخصوصِ تلكَ الدولُ التي تنشرُ ثقافتهَا السياسيةِ, أو التي ترغبُ في المستقبلِ مِن السيطرةِ على عقولِ ومشاعرِ تلكَ الشعوبِ, لتحققْ مَا يُعرفُ بالطابورِ الخامسِ في المستقبلِ !!!
#ومِن_هنَا :
فإنَّ مِن اللازمِ على الدولِ المتحفظةِ عن أن تسلمَ أمنَ بلادِهَا أن ترعِ إهتماماً خاصاً في هذا القطاعِ المهمِ, بل وترعي إهتماماً إستثنائياً بأن تجدَ البدائلَ التي تُغني المشاهدينَ عن متابعةِ تلكَ الماكناتِ بعدَ فرضِ الحظرِ والإغلاقِ على بعضِهَا !!!
لأنَّهُ مِن الخطأ جداً أن نتوهمَ أنَّ الهدفَ مِن تلكمُ القنواتِ هو نشرِ الثقافةِ العقائديةِ والدينيةِ والإخلاقيةِ, وبالتالي تنتجُ جيلاً متفسخاً ومتميعاً, لا لأنَّ الأموالَ والميزانياتِ التي تُبذلُ مِن تلكَ الخزاناتِ, لا تبررهَا تلكَ الأغراضُ أبداً, لأنَّ السياساتِ والحكامَ لايَهُمُهُم أبداً, العقائدَ والمذاهبَ والدينَ الذي تعتنقُ, بل مَا يهمهُم كيفيةَ السيطرةِ على العقولِ للحيلولةِ مِن التمردِ عليهِم, و الحفاظِ على سلطانِهِم وتوسعتهِ !!!
لذا فعلى الحصفاءِ مِن القياداتِ أنَّ تلاحظَ آماراتِ الخطرِ والتحركِ الأمني مِن خلالِ مَا تنشرهُ بعضُ القناواتِ الفضائيةِ ووسائلِ الإعلامِ, لأنَّ الهدفَ مِنهَا سياسي وليسَ ديني, نعم أنَّ البرامجَ الدينيةَ والترفيهيةَ وغيرَهَا, مَا هي إلا وسيلةً للكسبِ والضمِ وزيادةِ العديدِ مِن الطابورِ الخامسِ, والذي هو أخطرُ الجيوشِ على الإطلاقِ, بل وهو مِن أفتكِ الأسلحةِ المستخدمةِ في الحروبِ, لأنَّهُم العينُ والمصدرُ والألغامُ الخاملةُ التي تنتظرُ أن تَسمحَ لهَا الفرصةَ !!!
#لذا :
فالملايينَ التي تُصرفُ على قطاعِ الإعلامِ المحلي, هو أفضلُ مِن بذلِ الملياراتِ والميزانياتِ التي سَتُصرفُ في مكافحةِ مَا سيولدهُ الإعلامُ المقابلِ للطرفِ الآخرِ, وكمَا قيلَ قديماً : الوقايةُ خيرٌ مِن العلاجِ !!!
ولابأسَ أن أضربَ لكُم مثلاً رَأهُ الكثيرُ مِن الأحبةِ والأعزةِ خلالِ الشهرِ الكريمِ, هَل إستطاعتْ العوائلُ العربيةُ بشكلٍ عامٍ, والعراقيةُ على الوجهِ الخاصِ, أن تتحررَ مِن متابعةِ القنواتِ الخليجيةِ, أسواءُ تلكَ التي تَعتني بالدراما أو الوثائقيةِ والتأريخيةِ والإخباريةِ ... ؟؟؟
بالتأكيدِ كلا !!!
لأنَّ الخياراتِ محدودةً أمامَهَا, وبالخصوصِ أنَّ الإعلامِ العراقي والعربي غيرِ الخليجي هو مَن ساعدَ على إنتشارِ هذهِ القنواتِ وبرامجِهَا أسرعَ مِن إنتشارِ النارِ في الهشيمِ, لأنَّهَا إنتهجتْ تقديمَ الأسوءِ والأردأ والأضحلَ, بحيثُ أرغمتْ الجميعَ أن يتلقَ ثقافتهُ وأفكارهُ مِن الآخرينَ, بل وكلُّ فردٍ صارَ إعلاناً في مكانِ عملهِ لتلكَ القنواتِ والبرامجِ !!!
والمثالُ الآخرُ الذي يجبُ إضافتهُ, هو : مَا تناقلتهُ نفسُ الوسائلِ الإعلاميةِ التي تثقفتْ الشعوبُ على متابعتِهَا حولَ الأزمةِ الخليجيةِ فيمَا بينَهَا, وقدَ أظهرتْ جارتهَا الأقربَ قطرَ إنهَا معملاً للإرهابِ العالمي, وملاذاً للمحرضينَ عليهِ, وقبلةً للمتأمرينَ معهُ على رؤوساءِ سائرِ حكامِ المنطقةِ !!!!
وبالمقابلِ لَم يستطعْ الإعلامُ المناهضُ لهذهِ الفكرةِ مِن أن يدافعَ عن الحكومةِ القطريةِ, بل لَم يستطيعْ الجميعُ مِن أن يستغلَ هذا الخلافَ بأيِّ مكسبٍ سياسي أو فكري, لا لشيءٍ سوى أنَّ الإعلامَ الذي تملكهُ الحكوماتُ المناهضةُ للخليجِ متخلفٌ جداً جداً جداً, وطبعاً إنَّ البقاءَ على تَخْلِفِ الإعلامِ ناتجٌ عن النظرةِ الضيقةِ للمستقبلِ ولو بعدَ ساعةٍ !!!
بينمَا إستطاعتْ الدولُ الخليجيةُ أن تُأزمَ الموقفَ خلالَ نصفِ ساعةٍ فقط مِن خلالِ عولمةِ إعلامِهَا, وهذهِ القدرةُ على التأثيرِ والسيطرةِ على العقولِ والقدرةُ على البثِ والنشرِ وبأسرعِ مِن الضوءِ, ناتجٌ فقط عن النشرِ المجانبِ للقضايا السياسيةِ في الأيامِ الإعتياديةِ, أي أنَّ كسبَ الشيعةِ والسنةِ والمسيحِ واليهودِ وغيرهِم مِن المناحلِ بواسطةِ قنواتِ الدراما والأفلامِ, رفَع عددَ متابعيهَا الى ملايينَ المشاهدينَ في سائرِ العربِ المنتشرينَ في العالمِ, بينمَا إستغلتْ هذهِ القنواتُ لبثِ نفسِ الخلافِ والإتحادِ ضدَ الدولةِ قطر, مع تحقيقِ نفسِ عددِ المشاهداتِ المعتادةِ, حتى صارَ المنبعُ الوحيدُ للقضيةِ السياسيةِ القطريةِ هي نفسُ هذهِ القنواتِ !!!
أنظرْ كيفَ بدأوا يؤسسونَ لأنفسِهِم وأفكارِهِم قبلَ سنواتِ كمَا يفعلُ الغربُ تماماً !!!
ويصرفونَ ملايينَ مِن الدولاراتِ للحصولِ على أكثرِ مشاهدينَ العربِ في العالمِ !!!
بل وكيفَ يستغلونَ المسيحَ والمنحلينَ مِن المقدمينَ والممثلينَ, ليقوموا بأدوارٍ لا يتناسبُ القيامُ بهَا بحسبِ مَا يرفعونهُ مِن شعاراتٍ إسلاميةٍ, بل ويبينونَ ذلكَ صراحةً مِن خلالِ أسماءِ المقدمينَ والممثلينَ في قنواتهِم, فالمقدمةُ كرستينا ونجوى ولارا و غيرهنَّ مِن النسوةِ, بينمَا عندمَا يأتي الدورُ للرجالِ, والذي لا يحتاجونَ للتحللِ الإخلاقي, فيقدمونَ المسلمينَ مِن أبناءِ بلادِهِم, حيثُ المقدمُ محمد وسمان وعلي وابو بكرٍ وعمرُ وهكذا مع باقي الأسماءِ الإسلاميةِ !!!
هكذا هُم يكسبونَ الشعوبَ, وهكذا يثقفونَ الناسَ, وهكذا يُزيدونَ عددَ المشاهدينَ, بهذهِ الطريقةِ مِن الخسةِ ومِن الدناءةِ والرذيلةِ, بل إنَّ نفسَ الدولةِ تَبثُ البرامجَ الدينيةِ والعقائديةِ في قناةٍ, بينمَا تبثُ برامجَ الإنحلالِ في قنواتٍ أخرى, بحيثُ لا يفلتْ مِن قبضتِهَا المتدينُ المسكينُ ولا المنحلُ والمتميعُ, وهذا مَا يُؤكدُ لنَا نظريةُ زيادةِ المتابعينَ والمشاهدينَ والمتلقينَ مِن الناسِ, لأنَّ الثقافةَ المُتلاقاةِ ليسَ الهدفُ مِن ورائِهَا سوى جذبِ أكبرِ عددِ مِن المتابعينَ, إذاناً وتمهيداً للخطوبِ الكبيرةِ المُعَدِ لهَا في المستقبلِ !!!
#ومِن_هنَا :
يُمكن أن تشتعلَ أزمةً إعلاميةً لا واقعَ لهَا خلفَ شاشةِ التلفازِ, ويُمكن أن تُخمدَ ويُتَعَتَمُ على نارٍ متأججةٍ تُهددُ الأخضرَ واليابسِ مِن البلدانِ, كمَا تفاعلَ الناسُ مع أحدَ فَرْدَتي حذاءٍ لطفلٍ ملقاةٍ على ضفافِ بحرِ إيجة, بينمَا جهلَ ناسُ مَا يحصلُ على مسلمي الروهنكا في بورمَا, مِن حرقٍ وقتلٍ وتمثيلٍ وترويعٍ وتهجيرٍ, بل تُبنى لكهنةِ القتلةِ مِن البوذيينَ الأديرةُ وأماكنُ العبادةِ في بلادِ الخليجِ, تعبيرا لحريةِ العبادةِ والمُعتقدِ !!!
طبعاً نحنُ في صددِ ضربِ الأمثلةِ, ليتمكنْ القارئُ اللبيبُ مِن الفهمِ الكاملِ للمشروعِ المخططِ لهُ, بل وأن يستطيعَ السيطرةَ على الأحداثِ في العالمينِ الإسلامي وغيرِ الإسلامي, فيُعَودَ نفسهُ على الفهمِ والتمعنِ والتَفَرسِ, حتى لو لَم يُظْهِرْ المقابلُ ذلكَ, وبالتأكيدِ فإنَّ المقابلُ سوفَ لا يظهرُ ذلكَ فقط, بل يُموهُ الحقيقةَ أيمَا تمويهٍ !!!
ومِن خلالِ متابعاتي المُستفيضةِ لمَا كتبهُ المحللونَ والكُتابَ والمثقفونَ والصحفيونَ مِن مقالاتٍ وتقاريرٍ, حقاً كانَ يدعونَا الى التوجعِ والتضجرِ والتألمِ, فإننَا لَم نستطعْ أن ننتجَ كاتباً واحداً ولا مثقفاً متفرداً في فهمِ الأحداثِ, بل كُلَّ ما قامَ بهِ الأعزةُ ما بينَ نقلٍ للأخبارِ, وترتيبٍ للأحداثٍ, والعملُ على السبقِ أشبهُ مَا يكونَ بالسبقِ الصحفي, المهمُ أن يَكتبَ فلانٌ قبلَ فلانٍ, أو أن يُنزلَ علانٌ عدداً مِن المشاركاتِ أكثرَ مِن الآخرينَ, وبمجموعِهَا لا ترتقي الى أن تكونَ مقالاً يُعلقُ على أبسطِ الصفحاتِ في مواقعِ التواصلِ !!!
لمَاذا لا نحاولُ فهمَ الأمورِ بشكلٍ كاملٍ, ونحاولُ أن نرتقي بالناسِ والمتابعينَ الى فهمِ مَا يحصلُ بشكلٍ حقيقي, بل لماذا لا نعملُ على تعليمَ المقابلِ كيفَ يَتَمَكنُ مِن التحقيقِ والتنقيبِ عن الحقيقةِ بنفسهِ , ولو بشكلٍ معتدٍ بهِ ومقبولٍ ؟!!!
أنتم تعلمونَ أن حتى أولئكَ المسيطرينَ على الماكنةِ الإعلاميةِ العربيةِ, لا يرتقونَ بالرغمِ ممَا يملكونَ الى أبسطِ مقوماتِ المحللينَ والكُتابِ والصحفيينَ, بل يفتقرونَ الى أن يُؤثروا بالناسِ بدونِ إظهارِ المفاتنِ والعري والإباحةِ الى المتابعينَ, فجلُ مَن يُتابعُ القنواتِ الخليجيةِ مثلاً, فلا يُتابعهَا إلا بمعيةِ مَا تظهرهُ المقدمةُ مِن مفاتِنِهَا, ومَا تقدمهُ للمتلقينَ مِن إغراءاتٍ وغواياتٍ, تجعلَ الكلُّ يرتبطُ بهَا وبالقناةِ بطريقةٍ غيرِ مهنيةٍ !!!
لذا فإنَّ المهنيةُ مطلوبةٌ لدينَا وبشكلٍ كبيرٍ, لنسدْ الفراغَ المتروكَ مِن قبلِ هؤلاءِ الإباحيينِ وعارضي الأزياءِ, لأنَّ المهنيةُ باتتْ مُبتغى الكثيرُ يبحثُ عنهُ في صفحاتِ التواصلِ الإجتماعي, بل أنَّ الراغبينَ في معرفةِ الحقيقةِ, في الغالبِ نجدهُ يبحثُ بنفسهِ عن الحقيقةِ وينقبُ عنهَا في هذهِ الصفحاتِ المباركةِ, وهذهِ خصلةً يُمكنُ الإستفادةُ منها كثيراً, لأنَّهَا لا يُمكنُ أن تُسدُ مِن قبلِ عواهرِ القنواتِ الفضائيةِ ولا عارضي البرامجِ ...
وبالحقيقةُ فإننَا بذرنَا الكثيرَ مِن البَذَرَاتِ في هذا الجانبِ, ولم يؤتي الكثيرُ مِنهَا ثمرتهُ لحدِ الآن, بل أنَّ الأعمَ الأغلبَ قدَ مَاتَ فورَ إنفلاقِ حبتهِ, بسببِ التباغضِ والتحاسدِ والتناحرِ, الذي أُمْنِتْ بهِ قضيتنَا الحقةُ وبشكلٍ مفضوحٍ وعلني, ونعملُ على الإستمرارِ في بذرِ بعضاً أخراً, ولكن لا نرَ فيهِ أملاً لولا أملنَا باللهِ تعالى مجدهُ وعلى ذكرهُ, ولولا تيمننَا بالواردِ مِن المعصومينَ عليهُم الصلاةُ والسلامُ بأنَّ نيةَ المؤمنِ خيرٌ مِن عملهِ, فلولا تَعَلُقَنَا بهذهِ الآمالُ, لزالتْ الهمتْ وخارتْ القوى ولا ننهي العملُ الى أن يقضي اللهُ أمراً كانَ مفعولاً ...
#وهنَا :
لابأسَ أن أثيرَ إنتباهَ القراءِ الكرامِ الى مسألةٍ مهمةٍ جداً, وهي أنَّ الكثيرَ مِن السيناريوهاتِ السياسيةِ والعسكريةِ المرادُ تحقيقُهَا على أرضِ الواقعِ, أسواءُ كانتْ داخلَ الحدودِ أو خارجهَا, أي ضمنَ البلادِ الأخرى, لابدَ مِن تُبنى على أساسِ ما تُبنى عليهِ أفلامِ الدرامَا والأكشنِ مِن تسلسلِ الأحداثِ وترابطِ المواقفِ وتتابعِ المشاهدِ, بحيثُ يضمنُ رسمةُ تلكَ السيناريوهاتِ أن تحققَ الهدفَ المنشودَ في الواقعِ الخارجي, بل لابدَ مِن إحضارِ الكثيرَ مِن الكُتابِ والمحللينَ والمنتجينَ والمخرجينَ, وبأضعافِ ما يُهيءُ للأعمالِ الفنيةِ, بحيثُ يجعلونَ مِن المقابلِ متفاعلاً بشكلٍ حقيقي خارجي, ومِن ثُم تُسْتَثمرُ تلكَ الإنفعالاتُ وردودُ الأفعالِ مِن قبلِ المتخصصينَ مِن أجهزةِ الإستخباراتِ العالميةِ المُستفيدةِ !!!
#فكمَا :
لتلكَ المؤسساتِ الإستخباريةِ مِن القدرةِ أن تُصورَ الوقائعِ الخارجيةِ على شكلِ أعمالٍ فنيةٍ, لتبثْ أحداثهَا على الوسائل الإعلاميةِ, فكذلكَ لهَا القدرةُ أن تفعلَ العكسُ تماماً وبأكثرِ جدارةٍ أيضاً ...
حيثُ تقومُ بكتابةِ السيناريو المؤثرُ والمرجو لإستحصالِ الأهدافِ المرجوةِ, ولكن يَتُمُ البثُ والتمثيلُ والإخراجُ على أرضِ الواقعِ !!!
ولهذا نلاحظُ أن البلدانَ في الغالبِ ما تخافُ مِن الوسائلِ الإعلاميةِ, وبالخصوصِ تلكَ البلادِ التي تُبدعُ في هذا الجانبِ, لأنَّ صرفهَا للملياراتِ مِن الدولاراتِ, ولجعلِ القطاعِ الإعلامي لا يَقلُ أهميةً عن القطاعِ العسكري والأمني, تجعلهَا عارفةً تمامَ المعرفتي بمخاطرِ هذا القطاعِ, لأنَّهَا سبقَ وإن إستخدمتهُ في التهيأةِ للقضايا الأمنيةِ والعسكريةِ, بل واستغلتهُ أيمَا إستغلالٍ في هذا الجانبِ !!!
#ولهذا :
رأينَا رؤية العينِ, كيفَ تعاملَ الخليجُ العربي ومصرُ مع الأزمةِ القطريةِ, لَم نرَ أنَّهُ قد تحركتْ طائرةٌ ولا دبابةٌ ولا جحافلاً للقواتِ الأرضيةِ, ولم تتمُ المحاصرةُ البحريةُ العسكريةُ بواسطةِ الأساطيلِ, بل أنَّ جلَّ التعاملِ كانَ تعاملاً إعلامياً بامتيازِ !!!
حيثُ في ليلةٍ وضحاهَا بزغتْ شمسُ النهارِ على أنَّ الممولَ الوحيدَ للإرهابِ الإقليمي عموماً هي حكومةُ قطرٍ, بل أنَّ الحركاتِ المتمردةِ والإرهابيةِ والمُسلحةِ لَم تنبثقْ إلا مِن منابرِ وبنوكِ هذهِ الحكومةِ !!!
وبالتالي فإنَّ القضاءَ على منابعِ الإرهابِ الماليةِ, وإنهاءِ عصبِ التمويلِ لآلافِ المسلحينَ في العالمِ, لا ينتهي عندَ السيطرةِ على آبارِ النفطِ, وإستنقاذِ الآماكنِ الأثريةِ مِنهَا, مَا لم يَتمُ القضاءُ على البئرِ التي لا تنضبُ, والعينُ التي لا تجفُ, المُتَمَثِلَةِ بدولةِ قطرٍ !!!
إنظر وتمعن كيفَ صارتْ قطرُ الخيرِ والعطاءِ والشقيقةِ والعروبةِ خليجياً, منبعاً مِن منابعِ الأرهابِ مالياً, ومصدراً مِن مصادرِ التطرفِ فكرياً, بينَ ليلةٍ وضحاهَا أصبحتْ الحكومةُ في قطرٍ على شفى حفرةٍ مِن نارِ الإنهيارِ الإقتصادي !!!
#ومِن_هنَا :
تستوضحُ لنَا عدةُ أمورٍ مهمةٍ جداً, بل ويُمكن أن نضعَ يدَ القارئ اللبيبِ على أصلِ الخلافِ الخليجي, بعدَ أن عصفتْ كتاباتُ الكُتابِ والمحللينَ في كلِّ خليةٍ مِن خلايا رأسهِ, وباتتْ أحجيةُ الخلافُ الخليجي متناقصةُ القطعِ, بحيثُ لا يُمكن أن يهتدِ أيُّ متابعٍ الى أسبابِ مَا رامتْ إليهِ الأمورُ, وانتهتْ إليهِ الأحداثُ, والنتائجُ التي تنتهي إليهَا مستقبلاً !!!
#الأمرُ الأولُ :
إن هنالكَ جديةً حقيقيةً لمحاربةِ الإرهابِ في المنطقةِ, طبعاً الإرهابُ الذي وضعتْ شروطهُ الإدارةُ الأميركيةُ الجديدةُ, بحيثُ يصبُ بصالحِ الدولِ التي أعلنتْ وتبنتْ هذا المشروعَ بنفسهَا, وعلى رأسِهَا دولُ الخليجِ ومصرُ العربيةُ ...
وإنَّ هذهِ الجديةَ في مكافحةِ الإرهابِ واستئصالِ منابعهِ وإنهاءِ تواجدهِ, هو أحدُ البنودِ التي وعدَ بهَا الرئيسُ الأميركي دونالد ترامب شعبهُ, مِن خلالِ إستئصالِ الإرهابِ من على سطحِ الكوكبِ كَما عبرَ هو في خطابهِ بعدَ الفوزِ برئاسةِ الإدارةِ الأميركيةِ ...
والإرهابُ الذي سيتُم القضاءُ عليهِ لابدَ أن يكونَ إرهاباً سياسياً, وبالتالي ستكونُ الأهدافُ المتوخاةُ مِن إجتثاثهِ أهدافاً سياسيةً محضةً ...
وبمَا أنَّ السياساتُ تتقاطعُ في مناطقِ تواجدِ الإرهابِ -الشرقُ الأوسطُ وشمالُ أفريقيا-, لذا فإنَّ أمرَ القضاءِ عليهَا سيتقاطعُ مع سياساتِ الدولِ الراعيةِ والمستفيدةِ منهُ بكلِّ تأكيدِ !!!
لذا فلابدَ مِن أن يُضربَ أقربَ طرفٍ مِن الأطرافِ الخليجيةِ, وفي البدايةِ, حتى يتسنَ أن يُسوقَ لمحاربةِ الإرهابِ أنَّهُ محاربةً حياديةً, لأنَّ أولَ بلدٍ قَد تَم إعلانُ الحربِ عليهِ هي مِن الدولِ الإسلامِ السني السلفي, والمُتَمَثِلةُ بقطرِ الخليجِ العربي !!!
وهنَا سوفَ تُستغلُ هذهِ النقطةُ إعلامياً وبشكلٍ كبيرٍ جداً وذكي, وسوفَ يُوضحُ للناسِ بأنَّ الحربَ حربٌ على الإرهابِ, وليسَ الغرضُ منهَا إستهدافُ دولاً بعينِهَا !!!
وهنا سوفَ تكمنُ المشكلةُ الحقيقيةُ حقاً, لأنَّ الهدفَ سيكونُ واضحاً جداً بالنسبةِ للكثيرِ مِن قراءِ وعرفاءِ السياسةِ الدوليةِ, ولكن لا يُمكن البوحُ بهذا السيناريو, لأنَّ البوحَ بهِ وتثقيفَ الناسِ عليهِ فرعٌ لدعمِ التطرفِ والإرهابِ, بل أنَّ إقناعَ الرأي العامِ بهذا السيناريو يحتاجُ الى ماكنةٍ إعلاميةٍ ضخمةٍ جداً, لا تملكُهَا دولُ الممانعةِ لهذهِ الفكرةِ !!!
#الأمرُ_الثاني :
تفريعاً على ما قلنَاهُ في الأمرِ الأولِ, فإنَّ إستهدافَ الحركاتِ المتطرفةِ كالإخوانِ وحركةِ حماسٍ, تبعثُ برسالةٍ مطمئنةٍ جداً الى الحكومةِ المصريةِ -وليسَ الدولةُ المصريةُ-, بحيثُ ستدخلُ هذهِ الحكومةُ بشكلٍ كاملٍ جداً في هذا المشروعِ, وبكلِّ قدراتِهَا العسكريةِ والأمنيةِ, لأنَّ الهدفَ الأولَ مِن هذا المشروعِ هدفُ يصبُ بالصالحِ الأمنِ القومي المصري مباشرةً, وليسَ لهُ علاقةٌ بالأمنِ الخليجي ولا العالمي, لأنَّ حركةَ الإخوانِ وحماسِ لم تُشكلُ قلقاً دولياً أبداً, فلا هدفَ مِن القضاءِ عليهَا ...
لذا جاءَ البدءُ بإعلانِ التحركِ على هاتينِ الجهتينِ, والجهاتِ السنيةِ السلفيةِ الأخرى حتى على مستوى شمالِ أفريقيا, كليبيا وتونسَ والجزائرِ, إلا رسالةَ تطمينٍ للرئيسِ المصري وحكومتهِ, للإستنقاعِ بهذا المشروعِ حدَ الأذنينِ والثمالةِ الكاملةِ, وبالخصوصِ أنَّ هذا الدورُ البارزُ في هذا المشروعِ مِن قبلِ الحكومةِ المصريةِ, سيعززُ الهدفَ القيادي لزعامةِ دولِ شمالِ أفريقيا, وهو حلماً مصرياً طالمَا سعتْ لتحقيقيهِ, بأن تلعبَ دوراً قيادياً في تلكَ المنطقةِ, كمَا أوعِزَ نفسُ الدورِ للمملكةِ العربيةِ السعوديةِ في الشرق الأوسطِ !!!
وهذا يكشفُ مقدارَ الوعودِ التي أبرمهَا الرئيسُ الأميركي ترامب لحظةَ لقاءهِ الأولى بالسيسي فورَ فوزهِ بالرئاسةِ الأميركيةِ, بل وهذا يكشفُ أيضاً أنَّ الميلَ المصري للجانبِ الروسي باتَ على المحكِ, وإستعدتْ الحكومةُ المصريةُ بأن تغادرَ المعسكرَ الروسي الى المعسكرِ الأميركي, بمَا لاقتهُ مِن إغراءاتٍ يسيلُ لها لعابُ الساسةِ المصريينَ مِن الجانبِ الأميركي الجادِ هذهِ المرةِ !!!
وهذا مَا يُؤكدُ وجهةَ نظرنَا بأنَّ القضاءَ على الإرهابِ في المنطقةِ سوفَ يتقاطعُ مع سياساتِ الكثيرِ مِن الدولِ ذاتِ النفوذِ في المنطقةِ, لأنُّهُ سيدخلُ حكوماتٍ تحتَ جنحِ الإدارةِ الأميركيةِ, ويهددُ حكوماتٍ أخرَ وتخرجهَا سياسياً أو فعلياً من تحتِ جناحِ الجانبِ الروسي !!!
#الأمرُ_الثالثُ :
تحقيقاً لوعدٍ أخرٍ من وعودِ الإدارةِ الأميركيةِ الجديدةِ, مِن الوقوفِ الى جانبِ حكومةِ الإحتلالِ الإسرائلي في فلسطينَ, لأنَّ العملَ على إنهاءِ التمويلِ المالي على حركةِ الإخوانِ وحماسٍ تبعثُ ببرقيةِ إرتياحٍ حقيقيةِ الى الجانبِ الإسرائيلي, لأنَّ حركةَ الإخوانِ حركةً سياسيةً بامتيازٍ, وليسَ لهَا هَمٌ الا بلوغِ السلطةِ في أي بلدٍ عربي, وبالخصوصِ في مصرَ, لأنَّ تشكيلَ الحكومةِ الإخوانيةِ في مصرَ, سيجعلهَا قريبةً مِن الجناحِ العسكري لهَا حماسٍ, وتُلغى بينهمَا الحدودُ بشكلٍ نهائي, كمَا حصلَ في زمنِ رئاسةِ محمد مرسي, وهذا ما يُشكلُ قلقاً حقيقياً بالنسبةِ لإسرائيل, لذلكَ فإنَّ تجفيفَ منابعَ الإرهابِ سيعودُ على الحكومةِ الإسرائيلةِ بالمنفعةِ الكبيرةِ جداً, لأنَّهُ يحولُ بينَ الإخوانِ وبينَ التسلقِ الى السلطةِ بمرورِ الزمنِ !!!
وهنَا سينحلُ الإشكالُ الذي لا زالَ قائماً الى هذهِ الساعةِ عندَ المحللينَ عموماً, وهو لماذا وافقتْ إسرائيلُ الى دولِ الخليجِ وأميركا بالتحركِ ضدَ الحليفةِ الستراتيجيةِ قطر, دونَ أن تحركَ ساكناً ولو إعلامياً, فمِن هذا النقطةِ ومِن مَا
سيأتي، سيتبينُ لنَا سرَّ هذا السكوتِ المطبقِ !!!
#وهنَا :
لابدَ لنَا مِن إثارةِ التَسائلِ التالي, وهو :
لماذا سعتْ دولُ الخليجِ الى الخيارِ الإقتصادي والتضييقِ على الشعبِ القطري, دونَ التفكيرِ بخياراتٍ أخرى أكثرُ نجاعةً, وبالخصوصِ سيصبحُ هذا السؤالُ مثيراً للدهشةِ مَا لو علمنَا أن قطرَ مِن الصعبِ عليهَا جداً أن تتأثرَ كثيراً بهكذا طريقةٍ, بل ستجعلهَا ترتمي في أحضانِ الكثيرِ مِن الدولِ التي لا ترغبُ الإدارةُ الأميركيةُ ولا الخليجُ أن تلجأ إليهَا !!!؟؟؟؟
وهنَا ستكونُ الإجابةُ مِن عدةِ نقاطٍ أهمهَا :
#أولاً :
إنَّهُ ليس بالمقدورِ الخليجي عموماً أن يضغطَ على الحكومةِ القطريةِ بأكثرِ مِن هذا الحدِ, لأنَّ عاملَ الحصارَ الإقتصادي لا يحتاجُ الى الرجوعِ الى الأممِ المتحدةِ لإستحصالِ الموافقةِ, ولهذا رأينَا تباكي الخارجيةِ القطريةِ في المحافلِ الدوليةِ لإستمالَتِهِم الى السعي الدبلوماسي الى فكِ الحصارِ عنهَا, دونَ السعي الى تقديمِ شكوى ضدَ أشقائِهَا الخليجيينَ !!!
#ثانياً :
إعلانُ شنِ الحربِ على أيِّ بلدٍ لا يتمُ إلا مِن خلالِ إستحصالِ موافقاتٍ أمميةٍ, خصوصاً إذا كانتْ الحربُ ضدَ حكومةٍ شرعيةٍ ومعترفٍ بهَا في أروقةِ الأممِ المتحدةِ ...
لذا فلابدَ مِن اللجوءِ الى التضيقِ الإقتصادي على قطرٍ فقط, بل حتى أن قطاعَ الطيرانِ والنقلِ البحري مِن القطاعاتِ التي يُمكن للحكوماتِ أن تعملَ حظراً عليهَا, لأنَّ نفسَ التهمةَ بدعمِ الإرهابِ وتهديدِ الأمنِ القومي تكونُ كافيةً بإتخاذِهَا دون الرجوعِ الى المحافلِ الدوليةِ ...
لذلكَ لَم نرَ أن الدولَ العظمى والمؤثرةَ في القرارِ الدولي ضغطتْ بغيرِ الدبلوماسيةِ على دولِ الخليجيةِ, بل أن الإعلامَ العالمي ربَّمَا إكتفى بالتفرجِ والدعوةِ الى التهدئةِ ...
#ثالثاً :
إنَّ الإتهامَ بدعمِ الإرهابِ سيكونُ علاجهُ إقتصادياً وليسَ عسكرياً كمَا التهمةُ بالتدخلِ في شؤونِ البلادِ الداخليةِ, لأنَ دراسةَ الأموالِ الخارجيةِ مِن دولةِ قطرٍ, ومعرفةَ مقدارهَا, وهل هي منتظمةٌ أو متقطعةٌ, كفيلةٌ في الإكتفاءِ في فرضِ الحصارِ عليهَا, لأنَّ الأموالَ المتدفقةَ الى الخارجِ سوفَ تكونُ الحكومةُ القطريةُ بأحوجِ ما يكونُ إليهَا, لسدِ النقصِ الحاصلِ في التقتيرِ على الشعبِ, مِن خلالِ البحثِ عن أسواقٍ جديدةٍ, ربمَا يكلفُ قطاعُ النقلِ فيهَا بازديادِ الأسعارِ الى ضعفينِ عمَا كانَ عليهِ في السابقِ !!!
#رابعاً :
إنَّ الشعبَ القطري مِن الشعوبِ المترفةِ جداً, ليسَ عندهُم الوازعُ العقائدي ولا الوطني على مقاومةِ الحظرِ الإقتصاديةِ, فلذلكَ يُعتبرُ الحظرُ الإقتصادي بمثابةِ حربِ عظِ الأصابعِ, والتي ستصرخُ منهُ الحكومةُ عاجلاً أو آجلاً !!!
#والأعجبُ_حقاً :
المواقفُ المتناقضةُ للإدارةِ الأميركيةِ التي إتخذتهَا أزاءَ الإختلافِ الحاصلِ بينَ أهمِ مكوناتِ البيتِ الخليجي, والأكثرِ تأثيراً في الأحداثِ, بل والأكثرِ حلفاً مع الجانبينِ الأميركي والإسرائيلي !!!
هكذا حللهَا الكُتابُ والمحللونَ والمقدمونَ في برامجِ, وبهذهِ السطحيةِ والبساطةِ أليسَ كذلكَ ؟؟؟!!!
وهكذا فهمهَا الجميعُ أليسَ كذلكَ ؟؟؟!!!
#كلا_كلا_كلا :
لم يكن الموقفُ الأميركي موقفاً متناقضاً, فلم يكن موقفُ الرئاسةُ والخارجيةُ والدفاعُ موقفاً متناقضاً, بل مِن أروعِ المواقفِ إنسجاماً, وأشدِ التحركاتِ السياسيةِ دبلوماسيةً, بل هي حركةُ مَن يعرفُ ماذا يُريدُ وماذا يفعلُ وماذا يبغي !!!
لأنَّ الحظرَ الإقتصادي على قطر مِن قبلِ شقيقاتِهَا الخليجياتِ, لم يكن الهدفُ مِن ورائهِ إسقاطاً للنظامِ في قطر, حسبُ مَا فهمتهَا الحكومةُ القطريةُ بواسطةِ مُستشاريهَا, ومعهُم الحقُ طبعاً, لأنَّهُ كمَا أسلفنَا بأنَّ الشعبَ القطري لا يَملكُ واعزاً للصبرِ على الحصارِ, لذا ستنهارُ الحكومةُ بمرورِ فترةٍ قليلةٍ, لذا يتحتمُ على الحكومةِ القطريةِ مِن أن تلقي بنفسهَا بأحضانِ أكثرِ البلدانِ عداءاً لأميركا, حفاظاَ على الملكِ العضوضِ !!!
لذا فلا سيناريو محتملٌ أن تدخلَ فيهِ الحكومةُ القطريةُ غيرَ الإرتماءِ بأحضانِ جارتِهَا والأقربِ لهَا إقليمياً إيرانَ, بل لا تُجدُ فرصةٌ سانحةٌ لإيرانَ لتتوغلَ بالبيتِ الخليجي أفضلَ مِن هذهِ الفرصةِ, ولتسجلَ خرقاً يعادلُ مَا عانتهُ مِن جراءِ خسارتِهَا في سوريا واليمنِ !!!
ولكن نتيجةً لموافقةِ وزارةِ الدفاعِ الأميركيةِ ببيعِ أساطيلاً كاملةً مِن الطائراتِ الحربيةِ الى الحكومةِ القطريةِ , وبالمناوراتِ البحريةِ المُشتركةِ بينَ الجانبينِ, أرسلتْ أميركا رسالةً واضحةً أن الحكومةَ القطريةَ غيرُ مهددةٍ ولا مبررَ لخوفِهَا على مستقبلهَا وكرسيهَا, لأنَّ الخلافَ بينَ الجانبينِ الأميركي والخليجي مِن جهةٍ وبينَ الحكومةِ القطريةِ لا يصلُ الى حدِ العملِ على تبديلِ الحكومةِ وإنهيارِ الدولةِ هناكَ, لذا لا حاجة الى كلِّ هذا الذعرِ حدَ الإرتماءِ بأحضانِ الجانبِ الإيراني !!!
وهنا عادَ الروعُ الى قلبِ الحكومةِ القطريةِ مِن خلالِ فهمِ هذهِ الرسالةِ, وتبقى الموافقةُ على النقاطِ المقدمةِ خليجيةً مسألةً دبلوماسيةً بإمتيازٍ, لا حاجةَ معهَا بالبحثِ عن تحالفاتٍ مع قوى إقليميةٍ أو دوليةٍ, لأنَّ الحكومةَ بِمأمنٍ مِن هذا الحصارِ, ومَن سيعاني فقط وفقط (الشعبُ القطري) !!!
#وهنا :
حقاً أريدُ تسجيلَ موقفٍ آخرٍ, بأنَّ الحكوماتِ العربيةَ مهمَا كانتْ مجتمعةً, ومهما كانتْ تملكُ من الإمكانياتِ العسكريةِ والماليةِ, فلا تستطيعَ أن تخرجَ رابحةً في أيةِ حربٍ تخوضهَا, حتى لو كانتْ مع أتفهِ القوى في المنطقةِ, لأنَّ أنظارهُم كأنظارِ الثورِ, وأحلامَهُم كأحلامِ الصبيةِ, لا يَهُمُهَا إلا الأهدافَ التي أمامَهَا, ولو فضل الربِّ والإلهِ والمنقذِ والموعودِ (أميركا), لمَا رأينَا بقاءَ الحكوماتِ العربيةِ أكثرِ مِن بضعةِ سنواتٍ, ولكن أميركا مَن إستطاعتْ أن تُبقي هذهِ الأنظمة لحدِ اليومِ, مِن خلالِ منع تشكلِ تحالفاتٍ تهددُ تواجدهَا وبقائِهَا, بسببِ التهورِ العربي عموماً والخليجي على نحو الخصوصِ !!!
وأسألكُم الدعاءُ ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق