حَرْبُ النُجُومِ .. والسِنَاريُوهَاتُ المُتَوَقَعَةُ :
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,(الدكتــــور مهنــــد جاسم الحسيني)
هنَالكَ الكثيرُ مِن المَفاهيمِ والمعلوماتِ التي نتلقاهَا عَن طريقِ الإصغاءِ العفوي أو التلقينِ الفطري, لا سبيلَ لإنكارِهَا بعدَ أن تأخذَ عقولُنَا أشواطاً في الإرتقاءِ المعرفي, فَسُرعانَ مَا ترجعُ بنَا الذاكرةُ الى مَا سمعناهُ في أيامِ طفولَتِنَا, وأثناءِ إصغائِنَا لِمَن حولِنَا مِن البسطاءِ كالآباءِ والأمهاتِ والأجدادِ والجداتِ, جزاهُم اللهُ تعالى عنَا ألفَ خيرٍ, لمَا بذلوهُ مِن تعبٍ وعناءٍ لتلقينِنَا هكذا معارفاً ومداركاً, وإن كانَ الكثيرُ مِنهَا تنقصهَا الدقةُ والدليلُ والبرهانُ, ولكنَهَا شكلتْ مُنعطفاً كبيراً في سلمِ تعلمِنَا ومعرفَتِنَا ...
وفي نفسِ الوقتِ, فإنَّا بِتنَا نشاهدُ وندركُ التخلفَ المُطبقَ والمُضاعفَ والمؤكدَ, بالنسبةِ للجيلِ المعاصرِ, بعدَ أن فقدَ هذهِ المدارسِ العفويةِ مِن آباءٍ وأمهاتٍ وأجدادٍ وجداتٍ, فقبلُ كانتْ لكلٍّ حدثٍ حكايةٌ, ولكلِّ عنوانٍ قصةٌ, أمَا الآنَّ فالفراغَ العلمي والمعرفي هو المُسيطرُ والمُستحكمُ ...
وأمَا إنتشارُ وسائلِ التعليمِ, وطرائقِ التوصلِ الى المعرفةِ, وسهولةُ التحصيلِ والإستيعابِ والتفصيلِ والإدراكِ, كلُّهَا مجتمعةً غيرُ مبررةٍ لغيابِ تلكَ المدارسِ الأثريةِ المبنيةِ على أساسِ تراكمِ الخبراتِ, وإحتدامِ الثقافاتِ, وتفاقمِ التصوراتِ والإدراكاتِ ...
فالكثيرُ مِن تلكَ الحكاياتِ جاءَتْ لأهدافٍ وغاياتٍ تربويةٍ وإخلاقيةٍ أو نفسيةٍ ومعرفيةٍ, بل والكثيرُ مِنهَا جاءَ في طابعٍ تنبؤي مستقبلي غيبي ماورائي !!!
والعجيبُ أنَّ أكثرَ الحكاياتِ التي تلقيناهَا, والتي إستهزءُ بهَا الملأ الأعلى مِن رجالِ الدينِ وقساوسِ المجالسِ ورهبانِ التجمعاتِ, هي تلكَ التي جاءَتْ بهذا الطابعِ دونَ الكثيرِ مَن سواهُ !!!
وهنَا حقاً يَجبُ علينَا أن نُصابَ بالذهولِ, وتعلو وجوهَنَا الحيرةُ والإندهاشُ, عندمَا نعلمُ أنَّ الكثيرَ مِن تلكَ النبوءاتِ أو مَا جرى مَجراهَا, جاءتْ أو ستجيءُ مطابقةً للواقعِ مستقبلاً !!!
إذن :
عندمَا نؤمِن بإنقطاعِ الوحي عَمَنْ سوى الحبيبِ المصطفى (صلى اللهُ عليهِ والهِ وصحبهِ وسلمَ), وإنتهاءِ الكثيرِ مِن الغيبياتِ عَمَنْ سوى المُخلَصينَ مِن الدرجةِ العاليةِ الرفيعةِ -الأولى- مِن البشرِ, فلابدَ أن نؤمنَ بطهارةِ أرواحِ أولئكَ الأجدادِ, ونقاوةِ نياتِ الكثيرِ مِنهُم, حتى جرتْ على ألسِنَاتِهِم حلاوةِ المعرفةِ, وتفجرتْ في أطرافِهَا ينابيعِ المكاشفةِ, واستبانتْ في خلاجاتِهَا ملامسةِ الملاطفةِ, حتى تلاصقتْ في الكثيرِ مِن حكاياتِهِم الأزمانُ, وتقاربتْ في سلاسةِ أفهامِهم الأوطانُ, وتقاربتْ مِن روعةِ المشاهدِ مِن حولِهِم الأحضانُ ...
وبالتأكيدِ :
عندمَا نرى الكثيرَ مِن أقوالِهِم قد تحققتْ, والجليلَ مِن رؤاهِم قد إنطبقتْ, فلابدَ لنَا مِن السعي لجمعِ مَا شردَ ومَا وردَ مِن أقوالِهمِ وأفعالِهِم, وتوبيبِهَا وتهذيبيهَا وإخراجِهَا وتنقيحِهَا, ونعتني بإسنادِهَا ونسبتِهَا, ونجعلُ مِنهُ تراثاً يُحتفى بهِ, ويُرجعُ إليهِ, ويُنظرُ فيهِ, ويُداومُ على قراءَتِهِ في أوقاتِ الخلواتِ ...
ولْيَكُن على شَكلِ سِلسِلَةٍ مُستمرةٍ, مِن تلكَ #الصحيفةِ_التي_أشرنَا_إليهَا_سابقاً, والتي نعملُ على إستصدارِهَا مُستقبلاً إن شاءَ اللهُ تعالى, بعدَ أن يَمُنَّ اللهُ تعالى على أهلِ العراقِ المظلومِ بأن يرجعَ إليهِم مَن يستحقُ القولَ فيهِ بأنَّهُ : جُذَيْلُها المُحَكَّك, وعُذَيْقُها المُرَجَّب, والذي يُطافُ حولهُ كَمَا تطوفُ الأبلُ حولَ بِرَكِ الماءِ المعينِ, ورُتَعِ نباتِ الربيعِ, طلباً لإمتلاءِ كروشِهَا, وبقاءِ عُروشِهَا, والإستطبابِ لمَا عجزتْ عنهُ أيادي الأطباءِ, ولتَكُنْ سِلْسِلَتُهَا تحتَ عنوانَ : (#هَكَذَا_قَالَتْ_جَّدَتِي) !!!
#وسأضربُ_لَكُم_مثالاً_على_ذلكَ :
الكثيرُ مِنَا سَمِعَ, أنَّ الكثيرَ مِن آلةِ الحربِ وفنونَ القتالِ وطريقةِ الإقتتالِ قد تنتهي قبيلَ ظهورِ الحقِ وصاحبِ الحقِ, لينقذَ الأمةَ مِن الغمةِ, وينهي معاناةَ الشعوبِ المظلومةِ, ويَستأصلُ أهلَ العنادِ والتضليلِ والإلحادِ, ومَن جرى مَجرى هؤلاءِ, مِن عتادِ أهلِ جورِ والتعسفِ مِن الذينَ لا يَقتاتونَ إلا على لحومِ البشرِ, لا يستسيغونَ شراباً إلا مَا خلطتهُ علقاتُهُم وصرخاتُهُم وويلاتُهُم !!!
حتى إنَّ هذا الحكاياتِ التي أطلقتهَا مَن طَهُرَتْ سرائُهُم أضعافَ مَا شَرَحَتُهُ علانياتُهُم وأشكالُهُم, مِن توقفَ العلومِ, وإنتهاءِ تكنلوجيا الحروبِ, ليرجعْ الأمرُ كَمَا بدأ أولَ مرةٍ, مِن أفراسٍ تُركبُ, وعساكرٍ تُجلَبُ, وأعناقٍ تُضربُ, ليعودُ الأمرُ كَما بدأ أولَ مرةٍ, واللهُ تعالى بالغٌ في ذلكَ أمرهُ !!!
#لماذا :
لمَ ننظرْ الى ذلكَ كسيناريو كَمَثَلِ سيناريوهَاتِ التي يَرسمُهَا الستراتيجيونَ لنَا اليومَ, أو كلوحةٍ فنيةٍ تخيلتْهَا ما بَسُطَ مِن عقولِهِم, حتى نجعلَ مِنهَا لوحةً فنيةً, كالعشاءِ الأخيرِ التي تزدانُ بهَا جُدُرِ كلَّ المحافلِ الماسونةِ العالميةِ, بالرغمِ مِن إيمانِنَا ببطلانِ حكايتِهَا, وكَذِبِ روايَتِهَا ؟!!
ولا أعتقدُ أنَّ التراثَ قَد حُصِرَتْ مَصاديِقُهُ بأصنامٍ موضوعةٍ, أو ألواحةِ مرفوعةٍ, وأباريقَ مصفوفةٍ, بل لابدَ لنَا مِن أن نجعلَ التراثَ أوسعَ مِن ذلكَ بكثيرِ, ليشملْ مَا قالهُ الأجدادُ, وَأضاعهُ الأحفادُ, فنكونَ أولَ مَن دونَ ذلكَ حباً وعرفاناً, شكراً وامتناناً ...
#فهَلْ_حقاً_سوفَ_تتوقفُ_التكنلوجيا ؟؟!!
إنَّ صعوبةَ الجوابِ على هذا السؤالِ, لايكمنُ في إمكانيةِ حصولِ ذلكَ مِن عدَمِهَا, بل أنَّ الصعوبةَ تكمنُ في الخوفِ المنبعثِ مِن النفسِ في حالةِ مجردِ التفكيرِ في ذلكَ !!!
فالحقُ معَ مَن ينتابهُ شعورٌ غريبٌ, وخوفٌ عجيبٌ, عندَمَا يفكرُ ولو مِن الناحيةِ النظريةِ أنَّ عقاربَ الساعةِ سوفَ ترجعُ يوماً مَا الى الوراءِ, لِتُعيدْ معهَا صعوبةَ التواصلِ والبثِ الإذاعي, على سبيلِ المثالِ, أو صعوبةَ التكهنِ بالثوراتِ البركانيةِ أو الهزاتِ الأرضيةِ والزلزاليةِ, أو التنبئَ حتى بموجاتِ الفيضاناتِ والتعريةِ والحرائقِ وإنهيارِ السدودِ ....
نعم ..
هنَا تكمنُ الصعوبةُ وعدمُ قبولِ السؤالِ مِن قبلِ الآخرينَ, لأنَّ مجردَ طرحهِ سيكونُ بمثابةِ أن تخبرَ المقابلَ بمحدوديةِ ساعاتِ حياتهِ, وبشاعةِ طريقةِ موتهِ !!!
أمرٌ في غايةِ الصعوبةِ بكلِّ تأكيدٍ !!!
ولكنهُ أمرٌ قد أخبرتنَا بهِ الجداتُ والأجداتُ قبلَ عشراتِ العقودِ, بعدَ بدايةِ الثورةِ التكنلوجيا الفضائيةِ في عامي (1957-(1956, وبالرغمِ مِن حفظنَا أياهُ, لكن نسيناهُ وتناسيناهُ, بسببِ خوفنَا مِن التفكيرِ بهِ, أو صعوبةِ التصديقِ بهِ مِن ناحيةٍ أخرى !!!
#وهُنَا :
لابدَ مِن أن نصعقَ القارئَ اللبيبَ أولاً, حتى نُهَيءَ ذهنهُ الى قبولِ المعلومةِ بأقلِ درجةٍ مِن درجاتِ العناءِ في إصالِهَا, حيثُ نبتدأ في أكثرِ التكنلوجيا تطوراً, وبأكثرِ المؤسساتِ التي يعتقدُهَا الناسُ بأنَّهَا مدنيةً علميةً بحت, ولكنَّهَا مِن أكثرِ المؤسساتِ عسكرةً في التاريخِ الحديثِ, وخصوصاً بعدَ نهايةِ الحربِ العالميةِ الثانيةِ, وبدايةِ سباقِ التسلحِ بينَ الإتحادِ السوفيتي مِن جانبٍ, والولاياتِ المتحدةِ الأميريكيةِ مِن جانبٍ آخرٍ !!!
#إنَّهَا_وكالةُ_ناسا_الفضائيةُ :
إنَّ سببَ تشكيلِ وكالةِ ناسا مِن قبلِ الرئيسِ الأميركي الرابعِ والثلاثينِ #دوايت_إزنهاور, هو مَا يُصطلحُ عليهِ بأزمةِ سبوتنك, والتي إندلعتْ بينَ الولاياتِ المتحدةِ والإتحادِ السوفيتي, بعدَ أن أطلقَ الإتحادُ قمرينِ صناعيينِ الى المداراتِ القريبةِ مِن الأرضِ, أي بارتفاعِ (240km) تقريباً, حيثُ فهمتْ الولاياتُ المتحدةُ أنَّ هذا القمرَ عينٌ تراقبُ الولاياتِ المتحدةِ والعالمِ مِن خارجِ حدودِهَا الفضائيةِ غيرِ المُتفقِ عليهَا بقانونٍ دولي, فللمقابلِ حقُ الإبحارِ فيهِ دونَ رقيبٍ أو حسيبٍ !!!
#إذن :
الهدفُ مِن تشكيلِ وكالةِ ناسا, لم يكن هدفاً علمياً ولا مدنياً ولا إستكشافياً, بل كانَ جزءاً مِن الحربِ الباردةِ بينَ الولاياتِ المتحدةِ والإتحادِ السوفيتي !!!
وبالحقيقةِ أنَّ الأبحاثَ الفضائيةَ ساهمَ كثيراً في تطورِ سلاحِ الصواريخِ بعيدةِ المدى, بل لاوجودَ لصواريخٍ ولا خرائطٍ إلكترونيةٍ تحتوي على معلوماتٍ جغرافيةٍ حولَ البلدانِ إلا بعدَ خروجِ هذهِ التقنيةِ الى العلنِ !!!
#وبالتالي :
إذا كانتْ الوكالاتِ الفضائيةِ الهدفُ مِن إنشائِهَا عسكرياً أولاً وبالذاتِ, ومَا يعودُ إليهَا أيضاً ثانياً وبالعرضِ, إذن ستكونَ أولَ مَا يَتُمُ إستهدافهُ في بدايةِ إندلاعِ الحربِ العالميةِ الثالثةِ, وبالخصوصِ أنَّ الملاحةَ الجويةَ والبحريةَ والفضائيةَ والإتصالاتِ وإطلاقَ الصواريخِ وتفعيلَ رؤسِهَا, لا تتمُ إلا بطريقةِ الأقمارِ الصناعيةِ هذهِ !!!
ناهيكَ عن صعوبةِ أو إمتناعِ حمايَتِهَا مِن الإستهدافِ بالمضاداتِ الأرضيةِ الذكيةِ, التي تُصِبُ الأقمارَ حتى لو كانتْ في أبعدِ مدارٍ مِن الأرضِ, ومهمَا بلغتْ سُرعُهَا قريبةً مِن سرعِ الإفلاتِ, فهي تبقى خاضعةً لقوانينَ الفيزياءِ الكلاسيكيةِ البسيطةِ جداً جداً, فإمكانيةُ التنبؤِ بمواقعِهَا بعدَ مدةٍ زمنيةٍ, وإمكانيةُ رؤيتِهَا مِن المراصدِ الأرضيةِ بسببِ الضوءِ المنعكسِ عنهَا, كلُّهَا عواملٌ تُسرعُ مِن إنهاءِ تواجِدِهَا بغضونِ ساعاتٍ قلائلٍ مِن إعلانِ الحربِ !!!
وإنَّ هذا الإستهدافَ سوفَ لا ينالَ الأقمارَ العسكريةَ فقط, أو ينالَ الأقمارَ التابعةَ للعدوِ, بل سينالَ أيَّ قمرٍ يدورُ حولَ الأرضِ, حتى لو كانَ قمراً يعتني بالبثِ الإذاعي أو الإتصالاتِ أو تحديدِ المواقعِ (GPS), فالكلُّ سيكونُ أهدافاً مشروعةً في تلكَ اللحظةِ !!!
#ولذا :
أنَّ الدولَ العظمى والحاكمةَ تسعى جاهداً وحثيثاً وبرصدِ المئاتِ مِن الملياراتِ, لإنهاءِ الهدفِ العسكري المُستوفى مِن هذا البرنامجِ, وبأقصرِ فترةٍ ممكنةٍ, بحيثُ لا يبقى غرضٌ مِن ورائِهَا عسكريٌ, بل تُحالُ الى الخدماتِ المدنيةِ فقط, بعدَ أن تستوفي كلَّ السيناريوهاتِ العسكريةِ المستقبليةِ !!!
بالمقابلِ, أنَّ الإبقاءَ عليهَا طافةً في عرضِ الفضاءِ الخارجي, أمنيةٌ مابعدَهَا أمنيةٌ, بحيثُ يتمكنُ المقابلُ مِن رصدِ تحركاتِ العدو أثناءَ الحربِ, لتصبحْ أهدافاً سهلةً وبسيطةً ومؤثرةً في نفسِ الوقتِ ...
وهذهِ الأمنيةُ لايمكن لهَا أن تتحققَ أبداً في أيِّ مدارٍ بعيدٍ مِن المداراتِ الأرضيةِ, لأنَّ تلكَ المداراتِ تبقى في مرمى الإستهدافِ, لذا تلاحظونَ أنَّ وكالةَ ناسا الفضائيةَ تسعى جاهدةً الى أن تتمكنَ مِن إيجادِ مداراتٍ أخرى غيرِ المداراتِ الأرضيةِ, كأن تنصبَ بعضَ المراصدِ على سطحِ القمرِ, والتي لايُمكن أن تُستهدفَ أبداً وبأيِّ حالٍ مِن الأحوالِ, وفي نفسِ الوقتِ السيطرةُ على الزوايا الأخرى غيرِ المرئيةِ مِن القمرِ أثناءِ دورانِ الأرضِ حولَ نفسهَا, مِن خلالِ نشرِ بعضِ المراصدِ بزوايا معلومةٍ ومدروسةٍ, بحيثُ تبقى الأرضُ مكشوفةَ التحركِ بشكلٍ تامٍ !!!
#وبتحققِ :
هذا السيناريو, سوفَ تنتقلُ الحربُ مِن حربٍ فيهَا شيءٌ مِن التكافؤِ الى حربِ بينَ جيشينِ وقوتينِ ودولتينِ إحداهَا تعيشُ في الثلثِ الأولِ مِن القرنِ الواحدِ والعشرينِ, والأخرى تعيشُ في النصفِ مِن القرنِ العشرينِ !!!
أي ستنتقلُ الحربُ مِن حربٍ تتمتعُ بالرصدِ الكاملِ والشفافيةِ الكاملةِ للطرفينِ, الى حربِ يمتلكُ المقابلُ كلَّ نقاطَ التجسسِ والسطوةِ والسلطةِ والسيطرةِ, بقبالِ آخرٍ لا يملكُ إلا إحداثياتٍ إستجمعهَا مِن أقمارٍ قبلَ إعلانِ الحربِ !!!
#ولذا :
عملتْ الكثيرُ مِن الدولِ الى الذهابِ الى طريقةٍ أسهلِ مِن تلكَ التي تجعلَ سطحَ القمرِ والسفنَ الفضائيةَ مراصداً لهَا, الى نشرِ العشراتِ والمئاتِ مِن الأقمارِ الصناعيةِ الزائفةِ مع الحقيقيةِ, هدفاً للتمويهِ وصعوبةِ الرصدِ, كمَا فعلتْ مؤخراً الهندُ حيثُ أرسلتْ أكثرَ مِن (225) قمراً صناعياً على مَتنِ صاروخٍ واحدٍ الى المداراتِ الأرضيةِ, أنَا ذكرتْ ذلكَ مِن بابِ المثالِ, وإلا أنَّ الهندَ غيرُ معنيةٍ بهذا السباقِ !!!
#وحتى :
نتيقنَ أنَّ هذا السيناريو مطروحاً وبشكلٍ واسعٍ مؤخراً, بالرغمِ مِن التعتيمِ الإعلامي غيرِ المتعمدِ, لأنَّهُم لايملكونَ الخبراءَ في هذا المجالِ لشرحِ هذا السيناريو, وبالمقابلِ أنَّ هكذا أنباءً تبثُ روحَ الخفِ والإضطرابِ في صفوفِ البشريةِ جمعاءِ, لذا فإنَّ الإحجامَ عنهُ أحجى !!!
لذا فإنَّ مسؤولَ الستراتيجياتِ الفضائيةِ في البنتاكون #مالكون_كوري صرحَ في (2005) : (إنَّ الولاياتِ المتحدةِ لَم تتوانا عِن الردِ بعنفِ, على أيِّ دولةٍ تحاولُ المساسَ بالأقمارِ الصناعيةِ الأميركيةِ .... ) ...
ناهيكَ عن تزويدِ الأقمارِ الصناعيةِ بمجساتٍ تنقلُ الإعتداءَ عليهَا الى المحطاتِ الأرضيةِ, حتى قبلَ ثوانٍ معدوداتٍ !!
#لذا :
فسيناريو حربَ النجومِ, سيناريو حاصلٌ لا مَحالةٌ, وأهدافٌ شرعيةٌ مُحققةٌ, لايُمكن التغاضي عنهَا, وبتحققِهَا سوفَ يشهدُ العالمُ حرباً مِن الطرازِ القديمِ, أشبهَ بالحربِ العالميةِ الثانيةِ, ولكن بقدراتٍ تدميريةٍ أكبرٍ !!!
#لذلكَ
نوهتُ في مقالاتٍ سابقةٍ أنَّ الحربَ الثالثةَ -وإن إتسمتْ بشيءٍ كبيرٍ مِن العنفِ العالمي-, إلا أنَّهَا ستكونُ حرباً كلاسيكسةٍ جداً, وتعتمدُ على ما حصلتْ عليهِ الجيوشُ مِن معلوماتٍ مسبقةٍ, لذا سمعنَا كثيراً مِن الموروثِ الفكري الذي تلقيناهُ مِن أئمةِ الهدى وأعلامِ التقوى عليهمِ وعلى نبينَا الهادي الأمينِ أفضلِ الصلاةِ وأتمِ التسليمِ, بحركةِ جيوشٍ كتلكَ التي قرأنَا عنهَا في التأريخِ, والتي لَم يستسيغهَا الكثيرُ مِن الأعلامِ والمحققينِ والفضلاءِ والمهتمينِ في شأنِ فتنِ آخرِ الزمانِ, لمَا رأوهُ مِن التقدمِ العلمي والتكلوجي والمدني والعسكري, الذي يحولُ مجتمعاً مِن تقبلِ فكرةِ مطابقةِ الرواياتِ والأحاديثِ التي ذكرتْ الملاحمِ والفتنِ في آخرِ الزمانِ, وهذا مَا إضطرهُم الى التأويلِ والذهابِ الى الرمزيةِ والكنايةِ وصنوفِ المجازِ في علمِ اللغةِ !!!
بينمَا سوفَ تصلحُ هذهِ الرواياتُ الى التوضيحِ والإبانةِ والتبيينِ كثيراً, فقط مَا لو أهملنَا الرصدَ الفضائي المتحكمَ بالكثيرِ مِن تكنلوجيا الأسلحةِ وآلاتِ الحربِ, لأنَّهَا وإن تطورتْ كثيراً, فهي أيضاً تحكي حالَ الحروبِ في السابقِ كثيراً, مِن تقدمِ القطاعاتِ العسكريةِ, وإنتقالِهَا الى أراضٍ غيرِ أراضيهَا, وإشتباكِهَا, كمَا كانَ يحصلُ في السابقِ, وكمَا حصلَ في العالميتينِ الآولى والثانيةِ ...
واللهُ تعالى العالمُ بحقيقةِ الأمورِ
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,(الدكتــــور مهنــــد جاسم الحسيني)
هنَالكَ الكثيرُ مِن المَفاهيمِ والمعلوماتِ التي نتلقاهَا عَن طريقِ الإصغاءِ العفوي أو التلقينِ الفطري, لا سبيلَ لإنكارِهَا بعدَ أن تأخذَ عقولُنَا أشواطاً في الإرتقاءِ المعرفي, فَسُرعانَ مَا ترجعُ بنَا الذاكرةُ الى مَا سمعناهُ في أيامِ طفولَتِنَا, وأثناءِ إصغائِنَا لِمَن حولِنَا مِن البسطاءِ كالآباءِ والأمهاتِ والأجدادِ والجداتِ, جزاهُم اللهُ تعالى عنَا ألفَ خيرٍ, لمَا بذلوهُ مِن تعبٍ وعناءٍ لتلقينِنَا هكذا معارفاً ومداركاً, وإن كانَ الكثيرُ مِنهَا تنقصهَا الدقةُ والدليلُ والبرهانُ, ولكنَهَا شكلتْ مُنعطفاً كبيراً في سلمِ تعلمِنَا ومعرفَتِنَا ...
وفي نفسِ الوقتِ, فإنَّا بِتنَا نشاهدُ وندركُ التخلفَ المُطبقَ والمُضاعفَ والمؤكدَ, بالنسبةِ للجيلِ المعاصرِ, بعدَ أن فقدَ هذهِ المدارسِ العفويةِ مِن آباءٍ وأمهاتٍ وأجدادٍ وجداتٍ, فقبلُ كانتْ لكلٍّ حدثٍ حكايةٌ, ولكلِّ عنوانٍ قصةٌ, أمَا الآنَّ فالفراغَ العلمي والمعرفي هو المُسيطرُ والمُستحكمُ ...
وأمَا إنتشارُ وسائلِ التعليمِ, وطرائقِ التوصلِ الى المعرفةِ, وسهولةُ التحصيلِ والإستيعابِ والتفصيلِ والإدراكِ, كلُّهَا مجتمعةً غيرُ مبررةٍ لغيابِ تلكَ المدارسِ الأثريةِ المبنيةِ على أساسِ تراكمِ الخبراتِ, وإحتدامِ الثقافاتِ, وتفاقمِ التصوراتِ والإدراكاتِ ...
فالكثيرُ مِن تلكَ الحكاياتِ جاءَتْ لأهدافٍ وغاياتٍ تربويةٍ وإخلاقيةٍ أو نفسيةٍ ومعرفيةٍ, بل والكثيرُ مِنهَا جاءَ في طابعٍ تنبؤي مستقبلي غيبي ماورائي !!!
والعجيبُ أنَّ أكثرَ الحكاياتِ التي تلقيناهَا, والتي إستهزءُ بهَا الملأ الأعلى مِن رجالِ الدينِ وقساوسِ المجالسِ ورهبانِ التجمعاتِ, هي تلكَ التي جاءَتْ بهذا الطابعِ دونَ الكثيرِ مَن سواهُ !!!
وهنَا حقاً يَجبُ علينَا أن نُصابَ بالذهولِ, وتعلو وجوهَنَا الحيرةُ والإندهاشُ, عندمَا نعلمُ أنَّ الكثيرَ مِن تلكَ النبوءاتِ أو مَا جرى مَجراهَا, جاءتْ أو ستجيءُ مطابقةً للواقعِ مستقبلاً !!!
إذن :
عندمَا نؤمِن بإنقطاعِ الوحي عَمَنْ سوى الحبيبِ المصطفى (صلى اللهُ عليهِ والهِ وصحبهِ وسلمَ), وإنتهاءِ الكثيرِ مِن الغيبياتِ عَمَنْ سوى المُخلَصينَ مِن الدرجةِ العاليةِ الرفيعةِ -الأولى- مِن البشرِ, فلابدَ أن نؤمنَ بطهارةِ أرواحِ أولئكَ الأجدادِ, ونقاوةِ نياتِ الكثيرِ مِنهُم, حتى جرتْ على ألسِنَاتِهِم حلاوةِ المعرفةِ, وتفجرتْ في أطرافِهَا ينابيعِ المكاشفةِ, واستبانتْ في خلاجاتِهَا ملامسةِ الملاطفةِ, حتى تلاصقتْ في الكثيرِ مِن حكاياتِهِم الأزمانُ, وتقاربتْ في سلاسةِ أفهامِهم الأوطانُ, وتقاربتْ مِن روعةِ المشاهدِ مِن حولِهِم الأحضانُ ...
وبالتأكيدِ :
عندمَا نرى الكثيرَ مِن أقوالِهِم قد تحققتْ, والجليلَ مِن رؤاهِم قد إنطبقتْ, فلابدَ لنَا مِن السعي لجمعِ مَا شردَ ومَا وردَ مِن أقوالِهمِ وأفعالِهِم, وتوبيبِهَا وتهذيبيهَا وإخراجِهَا وتنقيحِهَا, ونعتني بإسنادِهَا ونسبتِهَا, ونجعلُ مِنهُ تراثاً يُحتفى بهِ, ويُرجعُ إليهِ, ويُنظرُ فيهِ, ويُداومُ على قراءَتِهِ في أوقاتِ الخلواتِ ...
ولْيَكُن على شَكلِ سِلسِلَةٍ مُستمرةٍ, مِن تلكَ #الصحيفةِ_التي_أشرنَا_إليهَا_سابقاً, والتي نعملُ على إستصدارِهَا مُستقبلاً إن شاءَ اللهُ تعالى, بعدَ أن يَمُنَّ اللهُ تعالى على أهلِ العراقِ المظلومِ بأن يرجعَ إليهِم مَن يستحقُ القولَ فيهِ بأنَّهُ : جُذَيْلُها المُحَكَّك, وعُذَيْقُها المُرَجَّب, والذي يُطافُ حولهُ كَمَا تطوفُ الأبلُ حولَ بِرَكِ الماءِ المعينِ, ورُتَعِ نباتِ الربيعِ, طلباً لإمتلاءِ كروشِهَا, وبقاءِ عُروشِهَا, والإستطبابِ لمَا عجزتْ عنهُ أيادي الأطباءِ, ولتَكُنْ سِلْسِلَتُهَا تحتَ عنوانَ : (#هَكَذَا_قَالَتْ_جَّدَتِي) !!!
#وسأضربُ_لَكُم_مثالاً_على_ذلكَ :
الكثيرُ مِنَا سَمِعَ, أنَّ الكثيرَ مِن آلةِ الحربِ وفنونَ القتالِ وطريقةِ الإقتتالِ قد تنتهي قبيلَ ظهورِ الحقِ وصاحبِ الحقِ, لينقذَ الأمةَ مِن الغمةِ, وينهي معاناةَ الشعوبِ المظلومةِ, ويَستأصلُ أهلَ العنادِ والتضليلِ والإلحادِ, ومَن جرى مَجرى هؤلاءِ, مِن عتادِ أهلِ جورِ والتعسفِ مِن الذينَ لا يَقتاتونَ إلا على لحومِ البشرِ, لا يستسيغونَ شراباً إلا مَا خلطتهُ علقاتُهُم وصرخاتُهُم وويلاتُهُم !!!
حتى إنَّ هذا الحكاياتِ التي أطلقتهَا مَن طَهُرَتْ سرائُهُم أضعافَ مَا شَرَحَتُهُ علانياتُهُم وأشكالُهُم, مِن توقفَ العلومِ, وإنتهاءِ تكنلوجيا الحروبِ, ليرجعْ الأمرُ كَمَا بدأ أولَ مرةٍ, مِن أفراسٍ تُركبُ, وعساكرٍ تُجلَبُ, وأعناقٍ تُضربُ, ليعودُ الأمرُ كَما بدأ أولَ مرةٍ, واللهُ تعالى بالغٌ في ذلكَ أمرهُ !!!
#لماذا :
لمَ ننظرْ الى ذلكَ كسيناريو كَمَثَلِ سيناريوهَاتِ التي يَرسمُهَا الستراتيجيونَ لنَا اليومَ, أو كلوحةٍ فنيةٍ تخيلتْهَا ما بَسُطَ مِن عقولِهِم, حتى نجعلَ مِنهَا لوحةً فنيةً, كالعشاءِ الأخيرِ التي تزدانُ بهَا جُدُرِ كلَّ المحافلِ الماسونةِ العالميةِ, بالرغمِ مِن إيمانِنَا ببطلانِ حكايتِهَا, وكَذِبِ روايَتِهَا ؟!!
ولا أعتقدُ أنَّ التراثَ قَد حُصِرَتْ مَصاديِقُهُ بأصنامٍ موضوعةٍ, أو ألواحةِ مرفوعةٍ, وأباريقَ مصفوفةٍ, بل لابدَ لنَا مِن أن نجعلَ التراثَ أوسعَ مِن ذلكَ بكثيرِ, ليشملْ مَا قالهُ الأجدادُ, وَأضاعهُ الأحفادُ, فنكونَ أولَ مَن دونَ ذلكَ حباً وعرفاناً, شكراً وامتناناً ...
#فهَلْ_حقاً_سوفَ_تتوقفُ_التكنلوجيا ؟؟!!
إنَّ صعوبةَ الجوابِ على هذا السؤالِ, لايكمنُ في إمكانيةِ حصولِ ذلكَ مِن عدَمِهَا, بل أنَّ الصعوبةَ تكمنُ في الخوفِ المنبعثِ مِن النفسِ في حالةِ مجردِ التفكيرِ في ذلكَ !!!
فالحقُ معَ مَن ينتابهُ شعورٌ غريبٌ, وخوفٌ عجيبٌ, عندَمَا يفكرُ ولو مِن الناحيةِ النظريةِ أنَّ عقاربَ الساعةِ سوفَ ترجعُ يوماً مَا الى الوراءِ, لِتُعيدْ معهَا صعوبةَ التواصلِ والبثِ الإذاعي, على سبيلِ المثالِ, أو صعوبةَ التكهنِ بالثوراتِ البركانيةِ أو الهزاتِ الأرضيةِ والزلزاليةِ, أو التنبئَ حتى بموجاتِ الفيضاناتِ والتعريةِ والحرائقِ وإنهيارِ السدودِ ....
نعم ..
هنَا تكمنُ الصعوبةُ وعدمُ قبولِ السؤالِ مِن قبلِ الآخرينَ, لأنَّ مجردَ طرحهِ سيكونُ بمثابةِ أن تخبرَ المقابلَ بمحدوديةِ ساعاتِ حياتهِ, وبشاعةِ طريقةِ موتهِ !!!
أمرٌ في غايةِ الصعوبةِ بكلِّ تأكيدٍ !!!
ولكنهُ أمرٌ قد أخبرتنَا بهِ الجداتُ والأجداتُ قبلَ عشراتِ العقودِ, بعدَ بدايةِ الثورةِ التكنلوجيا الفضائيةِ في عامي (1957-(1956, وبالرغمِ مِن حفظنَا أياهُ, لكن نسيناهُ وتناسيناهُ, بسببِ خوفنَا مِن التفكيرِ بهِ, أو صعوبةِ التصديقِ بهِ مِن ناحيةٍ أخرى !!!
#وهُنَا :
لابدَ مِن أن نصعقَ القارئَ اللبيبَ أولاً, حتى نُهَيءَ ذهنهُ الى قبولِ المعلومةِ بأقلِ درجةٍ مِن درجاتِ العناءِ في إصالِهَا, حيثُ نبتدأ في أكثرِ التكنلوجيا تطوراً, وبأكثرِ المؤسساتِ التي يعتقدُهَا الناسُ بأنَّهَا مدنيةً علميةً بحت, ولكنَّهَا مِن أكثرِ المؤسساتِ عسكرةً في التاريخِ الحديثِ, وخصوصاً بعدَ نهايةِ الحربِ العالميةِ الثانيةِ, وبدايةِ سباقِ التسلحِ بينَ الإتحادِ السوفيتي مِن جانبٍ, والولاياتِ المتحدةِ الأميريكيةِ مِن جانبٍ آخرٍ !!!
#إنَّهَا_وكالةُ_ناسا_الفضائيةُ :
إنَّ سببَ تشكيلِ وكالةِ ناسا مِن قبلِ الرئيسِ الأميركي الرابعِ والثلاثينِ #دوايت_إزنهاور, هو مَا يُصطلحُ عليهِ بأزمةِ سبوتنك, والتي إندلعتْ بينَ الولاياتِ المتحدةِ والإتحادِ السوفيتي, بعدَ أن أطلقَ الإتحادُ قمرينِ صناعيينِ الى المداراتِ القريبةِ مِن الأرضِ, أي بارتفاعِ (240km) تقريباً, حيثُ فهمتْ الولاياتُ المتحدةُ أنَّ هذا القمرَ عينٌ تراقبُ الولاياتِ المتحدةِ والعالمِ مِن خارجِ حدودِهَا الفضائيةِ غيرِ المُتفقِ عليهَا بقانونٍ دولي, فللمقابلِ حقُ الإبحارِ فيهِ دونَ رقيبٍ أو حسيبٍ !!!
#إذن :
الهدفُ مِن تشكيلِ وكالةِ ناسا, لم يكن هدفاً علمياً ولا مدنياً ولا إستكشافياً, بل كانَ جزءاً مِن الحربِ الباردةِ بينَ الولاياتِ المتحدةِ والإتحادِ السوفيتي !!!
وبالحقيقةِ أنَّ الأبحاثَ الفضائيةَ ساهمَ كثيراً في تطورِ سلاحِ الصواريخِ بعيدةِ المدى, بل لاوجودَ لصواريخٍ ولا خرائطٍ إلكترونيةٍ تحتوي على معلوماتٍ جغرافيةٍ حولَ البلدانِ إلا بعدَ خروجِ هذهِ التقنيةِ الى العلنِ !!!
#وبالتالي :
إذا كانتْ الوكالاتِ الفضائيةِ الهدفُ مِن إنشائِهَا عسكرياً أولاً وبالذاتِ, ومَا يعودُ إليهَا أيضاً ثانياً وبالعرضِ, إذن ستكونَ أولَ مَا يَتُمُ إستهدافهُ في بدايةِ إندلاعِ الحربِ العالميةِ الثالثةِ, وبالخصوصِ أنَّ الملاحةَ الجويةَ والبحريةَ والفضائيةَ والإتصالاتِ وإطلاقَ الصواريخِ وتفعيلَ رؤسِهَا, لا تتمُ إلا بطريقةِ الأقمارِ الصناعيةِ هذهِ !!!
ناهيكَ عن صعوبةِ أو إمتناعِ حمايَتِهَا مِن الإستهدافِ بالمضاداتِ الأرضيةِ الذكيةِ, التي تُصِبُ الأقمارَ حتى لو كانتْ في أبعدِ مدارٍ مِن الأرضِ, ومهمَا بلغتْ سُرعُهَا قريبةً مِن سرعِ الإفلاتِ, فهي تبقى خاضعةً لقوانينَ الفيزياءِ الكلاسيكيةِ البسيطةِ جداً جداً, فإمكانيةُ التنبؤِ بمواقعِهَا بعدَ مدةٍ زمنيةٍ, وإمكانيةُ رؤيتِهَا مِن المراصدِ الأرضيةِ بسببِ الضوءِ المنعكسِ عنهَا, كلُّهَا عواملٌ تُسرعُ مِن إنهاءِ تواجِدِهَا بغضونِ ساعاتٍ قلائلٍ مِن إعلانِ الحربِ !!!
وإنَّ هذا الإستهدافَ سوفَ لا ينالَ الأقمارَ العسكريةَ فقط, أو ينالَ الأقمارَ التابعةَ للعدوِ, بل سينالَ أيَّ قمرٍ يدورُ حولَ الأرضِ, حتى لو كانَ قمراً يعتني بالبثِ الإذاعي أو الإتصالاتِ أو تحديدِ المواقعِ (GPS), فالكلُّ سيكونُ أهدافاً مشروعةً في تلكَ اللحظةِ !!!
#ولذا :
أنَّ الدولَ العظمى والحاكمةَ تسعى جاهداً وحثيثاً وبرصدِ المئاتِ مِن الملياراتِ, لإنهاءِ الهدفِ العسكري المُستوفى مِن هذا البرنامجِ, وبأقصرِ فترةٍ ممكنةٍ, بحيثُ لا يبقى غرضٌ مِن ورائِهَا عسكريٌ, بل تُحالُ الى الخدماتِ المدنيةِ فقط, بعدَ أن تستوفي كلَّ السيناريوهاتِ العسكريةِ المستقبليةِ !!!
بالمقابلِ, أنَّ الإبقاءَ عليهَا طافةً في عرضِ الفضاءِ الخارجي, أمنيةٌ مابعدَهَا أمنيةٌ, بحيثُ يتمكنُ المقابلُ مِن رصدِ تحركاتِ العدو أثناءَ الحربِ, لتصبحْ أهدافاً سهلةً وبسيطةً ومؤثرةً في نفسِ الوقتِ ...
وهذهِ الأمنيةُ لايمكن لهَا أن تتحققَ أبداً في أيِّ مدارٍ بعيدٍ مِن المداراتِ الأرضيةِ, لأنَّ تلكَ المداراتِ تبقى في مرمى الإستهدافِ, لذا تلاحظونَ أنَّ وكالةَ ناسا الفضائيةَ تسعى جاهدةً الى أن تتمكنَ مِن إيجادِ مداراتٍ أخرى غيرِ المداراتِ الأرضيةِ, كأن تنصبَ بعضَ المراصدِ على سطحِ القمرِ, والتي لايُمكن أن تُستهدفَ أبداً وبأيِّ حالٍ مِن الأحوالِ, وفي نفسِ الوقتِ السيطرةُ على الزوايا الأخرى غيرِ المرئيةِ مِن القمرِ أثناءِ دورانِ الأرضِ حولَ نفسهَا, مِن خلالِ نشرِ بعضِ المراصدِ بزوايا معلومةٍ ومدروسةٍ, بحيثُ تبقى الأرضُ مكشوفةَ التحركِ بشكلٍ تامٍ !!!
#وبتحققِ :
هذا السيناريو, سوفَ تنتقلُ الحربُ مِن حربٍ فيهَا شيءٌ مِن التكافؤِ الى حربِ بينَ جيشينِ وقوتينِ ودولتينِ إحداهَا تعيشُ في الثلثِ الأولِ مِن القرنِ الواحدِ والعشرينِ, والأخرى تعيشُ في النصفِ مِن القرنِ العشرينِ !!!
أي ستنتقلُ الحربُ مِن حربٍ تتمتعُ بالرصدِ الكاملِ والشفافيةِ الكاملةِ للطرفينِ, الى حربِ يمتلكُ المقابلُ كلَّ نقاطَ التجسسِ والسطوةِ والسلطةِ والسيطرةِ, بقبالِ آخرٍ لا يملكُ إلا إحداثياتٍ إستجمعهَا مِن أقمارٍ قبلَ إعلانِ الحربِ !!!
#ولذا :
عملتْ الكثيرُ مِن الدولِ الى الذهابِ الى طريقةٍ أسهلِ مِن تلكَ التي تجعلَ سطحَ القمرِ والسفنَ الفضائيةَ مراصداً لهَا, الى نشرِ العشراتِ والمئاتِ مِن الأقمارِ الصناعيةِ الزائفةِ مع الحقيقيةِ, هدفاً للتمويهِ وصعوبةِ الرصدِ, كمَا فعلتْ مؤخراً الهندُ حيثُ أرسلتْ أكثرَ مِن (225) قمراً صناعياً على مَتنِ صاروخٍ واحدٍ الى المداراتِ الأرضيةِ, أنَا ذكرتْ ذلكَ مِن بابِ المثالِ, وإلا أنَّ الهندَ غيرُ معنيةٍ بهذا السباقِ !!!
#وحتى :
نتيقنَ أنَّ هذا السيناريو مطروحاً وبشكلٍ واسعٍ مؤخراً, بالرغمِ مِن التعتيمِ الإعلامي غيرِ المتعمدِ, لأنَّهُم لايملكونَ الخبراءَ في هذا المجالِ لشرحِ هذا السيناريو, وبالمقابلِ أنَّ هكذا أنباءً تبثُ روحَ الخفِ والإضطرابِ في صفوفِ البشريةِ جمعاءِ, لذا فإنَّ الإحجامَ عنهُ أحجى !!!
لذا فإنَّ مسؤولَ الستراتيجياتِ الفضائيةِ في البنتاكون #مالكون_كوري صرحَ في (2005) : (إنَّ الولاياتِ المتحدةِ لَم تتوانا عِن الردِ بعنفِ, على أيِّ دولةٍ تحاولُ المساسَ بالأقمارِ الصناعيةِ الأميركيةِ .... ) ...
ناهيكَ عن تزويدِ الأقمارِ الصناعيةِ بمجساتٍ تنقلُ الإعتداءَ عليهَا الى المحطاتِ الأرضيةِ, حتى قبلَ ثوانٍ معدوداتٍ !!
#لذا :
فسيناريو حربَ النجومِ, سيناريو حاصلٌ لا مَحالةٌ, وأهدافٌ شرعيةٌ مُحققةٌ, لايُمكن التغاضي عنهَا, وبتحققِهَا سوفَ يشهدُ العالمُ حرباً مِن الطرازِ القديمِ, أشبهَ بالحربِ العالميةِ الثانيةِ, ولكن بقدراتٍ تدميريةٍ أكبرٍ !!!
#لذلكَ
نوهتُ في مقالاتٍ سابقةٍ أنَّ الحربَ الثالثةَ -وإن إتسمتْ بشيءٍ كبيرٍ مِن العنفِ العالمي-, إلا أنَّهَا ستكونُ حرباً كلاسيكسةٍ جداً, وتعتمدُ على ما حصلتْ عليهِ الجيوشُ مِن معلوماتٍ مسبقةٍ, لذا سمعنَا كثيراً مِن الموروثِ الفكري الذي تلقيناهُ مِن أئمةِ الهدى وأعلامِ التقوى عليهمِ وعلى نبينَا الهادي الأمينِ أفضلِ الصلاةِ وأتمِ التسليمِ, بحركةِ جيوشٍ كتلكَ التي قرأنَا عنهَا في التأريخِ, والتي لَم يستسيغهَا الكثيرُ مِن الأعلامِ والمحققينِ والفضلاءِ والمهتمينِ في شأنِ فتنِ آخرِ الزمانِ, لمَا رأوهُ مِن التقدمِ العلمي والتكلوجي والمدني والعسكري, الذي يحولُ مجتمعاً مِن تقبلِ فكرةِ مطابقةِ الرواياتِ والأحاديثِ التي ذكرتْ الملاحمِ والفتنِ في آخرِ الزمانِ, وهذا مَا إضطرهُم الى التأويلِ والذهابِ الى الرمزيةِ والكنايةِ وصنوفِ المجازِ في علمِ اللغةِ !!!
بينمَا سوفَ تصلحُ هذهِ الرواياتُ الى التوضيحِ والإبانةِ والتبيينِ كثيراً, فقط مَا لو أهملنَا الرصدَ الفضائي المتحكمَ بالكثيرِ مِن تكنلوجيا الأسلحةِ وآلاتِ الحربِ, لأنَّهَا وإن تطورتْ كثيراً, فهي أيضاً تحكي حالَ الحروبِ في السابقِ كثيراً, مِن تقدمِ القطاعاتِ العسكريةِ, وإنتقالِهَا الى أراضٍ غيرِ أراضيهَا, وإشتباكِهَا, كمَا كانَ يحصلُ في السابقِ, وكمَا حصلَ في العالميتينِ الآولى والثانيةِ ...
واللهُ تعالى العالمُ بحقيقةِ الأمورِ
#مهند_جاسم_الحسيني
ردحذفالكثيرُ مِنَا سَمِعَ, أنَّ الكثيرَ مِن آلةِ الحربِ وفنونَ القتالِ وطريقةِ الإقتتالِ قد تنتهي قبيلَ ظهورِ الحقِ وصاحبِ الحقِ, لينقذَ الأمةَ مِن الغمةِ, وينهي معاناةَ الشعوبِ المظلومةِ, ويَستأصلُ أهلَ العنادِ والتضليلِ والإلحادِ, ومَن جرى مَجرى هؤلاءِ, مِن عتادِ أهلِ جورِ والتعسفِ مِن الذينَ لا يَقتاتونَ إلا على لحومِ البشرِ, لا يستسيغونَ شراباً إلا مَا خلطتهُ علقاتُهُم وصرخاتُهُم وويلاتُهُم !!!
حتى إنَّ هذا الحكاياتِ التي أطلقتهَا مَن طَهُرَتْ سرائُهُم أضعافَ مَا شَرَحَتُهُ علانياتُهُم وأشكالُهُم, مِن توقفَ العلومِ, وإنتهاءِ تكنلوجيا الحروبِ, ليرجعْ الأمرُ كَمَا بدأ أولَ مرةٍ, مِن أفراسٍ تُركبُ, وعساكرٍ تُجلَبُ, وأعناقٍ تُضربُ, ليعودُ الأمرُ كَما بدأ أولَ مرةٍ, واللهُ تعالى بالغٌ في ذلكَ أمرهُ !!!
حياك الله دكتور مقال رائع
ردحذف