الجمعة، 23 يونيو 2017

الإعلامُ وإظهارُ دُوَلِ الخَلِيجِ بِمَلابِسِ النَوْمِ :
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,(الدكتور مهند جاسم الحسيني)
لايخفى على أيِّ عربي وغيرِ عربي, بأنَّ دولَ الخليجِ هي الدولُ المسيطرةُ تمامَ السيطرةِ على الماكنةِ الإعلاميةِ العربيةِ والإسلاميةِ في العالمِ, وأنَّ هذهِ السيطرةُ تراهَا مؤثرةً تمامَ التأثيرِ على التركيبةِ الفكريةِ والنفسيةِ للمسلمينَ عامةً, أسواءُ كانتْ رداتُ الفعلِ سلباً أو إيجاباً, ولكنهَا أثرتْ بأحدِ طرقِ التأثيرِ على طريقةِ تفكيرهِ وإنفعالاتهِ الشخصيةِ الفرديةِ والمجتمعيةِ !!!

وبالتالي فإنَّ أيَّ دولةٍ ترغبُ أن تطبقَ مشروعَهَا في المستقبلِ, فلابدَ مِن أن تُولي إهتماماً بهذا القطاعِ الهامِ والمؤثرِ في تفاعلاتِ وإنفعالاتِ المتابعينَ, وإنَّ السيطرةَ على هذا القطاعِ يُمكن أن يُغني الكثيرَ مِن الدولَ مِن مسألةِ التجنيدِ لنشرِ مَا يُعرفُ #بالإشاعةِ_الأمنيةِ, التي تُعجلُ في تحركِ الخلايا النائمةِ في تلكَ البلدانِ, وتُرغبُ في تحركِ المناؤينَ لسياساتِ الدولةِ, بل وخلقُ مَا يُعرفُ بالطابورِ الخامسِ !!!

وإنَّ نشرَ هكذا إشاعاتٍ في تلكَ البلدانِ المعاديةِ ولو على نحو السياسي, لا يُمكن السيطرةُ عليهِ أبداً, لأنَّ الإشاعةَ تَنتقلُ عبرَ الأثيرِ, وعبرَ الأقمارِ الصناعيةِ, وبتردداتٍ يصعبُ السيطرةُ عليهَا مِن قبلِ تقنيينَ الدولةِ ومهندسيهَا ...

لذا فإنَّ الإهتمامَ بالماكنةِ الإعلاميةِ باتَ مِن الأمورِ المهمةِ جداً ولا غنى لإحدى الدولِ عنهَا, بالخصوصِ تلكَ الدولُ التي تنشرُ ثقافتهَا السياسيةِ, أو التي ترغبُ في المستقبلِ مِن السيطرةِ على عقولِ ومشاعرِ تلكَ الشعوبِ, لتحققْ مَا يُعرفُ بالطابورِ الخامسِ في المستقبلِ !!!

#ومِن_هنَا :
فإنَّ مِن اللازمِ على الدولِ المتحفظةِ عن أن تسلمَ أمنَ بلادِهَا أن ترعِ إهتماماً خاصاً في هذا القطاعِ المهمِ, بل وترعي إهتماماً إستثنائياً بأن تجدَ البدائلَ التي تُغني المشاهدينَ عن متابعةِ تلكَ الماكناتِ بعدَ فرضِ الحظرِ والإغلاقِ على بعضِهَا !!!
لأنَّهُ مِن الخطأ جداً أن نتوهمَ أنَّ الهدفَ مِن تلكمُ القنواتِ هو نشرِ الثقافةِ العقائديةِ والدينيةِ والإخلاقيةِ, وبالتالي تنتجُ جيلاً متفسخاً ومتميعاً, لا لأنَّ الأموالَ والميزانياتِ التي تُبذلُ مِن تلكَ الخزاناتِ, لا تبررهَا تلكَ الأغراضُ أبداً, لأنَّ السياساتِ والحكامَ لايَهُمُهُم أبداً, العقائدَ والمذاهبَ والدينَ الذي تعتنقُ, بل مَا يهمهُم كيفيةَ السيطرةِ على العقولِ للحيلولةِ مِن التمردِ عليهِم, و الحفاظِ على سلطانِهِم وتوسعتهِ !!!

لذا فعلى الحصفاءِ مِن القياداتِ أنَّ تلاحظَ آماراتِ الخطرِ والتحركِ الأمني مِن خلالِ مَا تنشرهُ بعضُ القناواتِ الفضائيةِ ووسائلِ الإعلامِ, لأنَّ الهدفَ مِنهَا سياسي وليسَ ديني, نعم أنَّ البرامجَ الدينيةَ والترفيهيةَ وغيرَهَا, مَا هي إلا وسيلةً للكسبِ والضمِ وزيادةِ العديدِ مِن الطابورِ الخامسِ, والذي هو أخطرُ الجيوشِ على الإطلاقِ, بل وهو مِن أفتكِ الأسلحةِ المستخدمةِ في الحروبِ, لأنَّهُم العينُ والمصدرُ والألغامُ الخاملةُ التي تنتظرُ أن تَسمحَ لهَا الفرصةَ !!!

#لذا :
فالملايينَ التي تُصرفُ على قطاعِ الإعلامِ المحلي, هو أفضلُ مِن بذلِ الملياراتِ والميزانياتِ التي سَتُصرفُ في مكافحةِ مَا سيولدهُ الإعلامُ المقابلِ للطرفِ الآخرِ, وكمَا قيلَ قديماً : الوقايةُ خيرٌ مِن العلاجِ !!!

ولابأسَ أن أضربَ لكُم مثلاً رَأهُ الكثيرُ مِن الأحبةِ والأعزةِ خلالِ الشهرِ الكريمِ, هَل إستطاعتْ العوائلُ العربيةُ بشكلٍ عامٍ, والعراقيةُ على الوجهِ الخاصِ, أن تتحررَ مِن متابعةِ القنواتِ الخليجيةِ, أسواءُ تلكَ التي تَعتني بالدراما أو الوثائقيةِ والتأريخيةِ والإخباريةِ ... ؟؟؟

بالتأكيدِ كلا !!!

لأنَّ الخياراتِ محدودةً أمامَهَا, وبالخصوصِ أنَّ الإعلامِ العراقي والعربي غيرِ الخليجي هو مَن ساعدَ على إنتشارِ هذهِ القنواتِ وبرامجِهَا أسرعَ مِن إنتشارِ النارِ في الهشيمِ, لأنَّهَا إنتهجتْ تقديمَ الأسوءِ والأردأ والأضحلَ, بحيثُ أرغمتْ الجميعَ أن يتلقَ ثقافتهُ وأفكارهُ مِن الآخرينَ, بل وكلُّ فردٍ صارَ إعلاناً في مكانِ عملهِ لتلكَ القنواتِ والبرامجِ !!!

والمثالُ الآخرُ الذي يجبُ إضافتهُ, هو : مَا تناقلتهُ نفسُ الوسائلِ الإعلاميةِ التي تثقفتْ الشعوبُ على متابعتِهَا حولَ الأزمةِ الخليجيةِ فيمَا بينَهَا, وقدَ أظهرتْ جارتهَا الأقربَ قطرَ إنهَا معملاً للإرهابِ العالمي, وملاذاً للمحرضينَ عليهِ, وقبلةً للمتأمرينَ معهُ على رؤوساءِ سائرِ حكامِ المنطقةِ !!!!
وبالمقابلِ لَم يستطعْ الإعلامُ المناهضُ لهذهِ الفكرةِ مِن أن يدافعَ عن الحكومةِ القطريةِ, بل لَم يستطيعْ الجميعُ مِن أن يستغلَ هذا الخلافَ بأيِّ مكسبٍ سياسي أو فكري, لا لشيءٍ سوى أنَّ الإعلامَ الذي تملكهُ الحكوماتُ المناهضةُ للخليجِ متخلفٌ جداً جداً جداً, وطبعاً إنَّ البقاءَ على تَخْلِفِ الإعلامِ ناتجٌ عن النظرةِ الضيقةِ للمستقبلِ ولو بعدَ ساعةٍ !!!

بينمَا إستطاعتْ الدولُ الخليجيةُ أن تُأزمَ الموقفَ خلالَ نصفِ ساعةٍ فقط مِن خلالِ عولمةِ إعلامِهَا, وهذهِ القدرةُ على التأثيرِ والسيطرةِ على العقولِ والقدرةُ على البثِ والنشرِ وبأسرعِ مِن الضوءِ, ناتجٌ فقط عن النشرِ المجانبِ للقضايا السياسيةِ في الأيامِ الإعتياديةِ, أي أنَّ كسبَ الشيعةِ والسنةِ والمسيحِ واليهودِ وغيرهِم مِن المناحلِ بواسطةِ قنواتِ الدراما والأفلامِ, رفَع عددَ متابعيهَا الى ملايينَ المشاهدينَ في سائرِ العربِ المنتشرينَ في العالمِ, بينمَا إستغلتْ هذهِ القنواتُ لبثِ نفسِ الخلافِ والإتحادِ ضدَ الدولةِ قطر, مع تحقيقِ نفسِ عددِ المشاهداتِ المعتادةِ, حتى صارَ المنبعُ الوحيدُ للقضيةِ السياسيةِ القطريةِ هي نفسُ هذهِ القنواتِ !!!

أنظرْ كيفَ بدأوا يؤسسونَ لأنفسِهِم وأفكارِهِم قبلَ سنواتِ كمَا يفعلُ الغربُ تماماً !!!
ويصرفونَ ملايينَ مِن الدولاراتِ للحصولِ على أكثرِ مشاهدينَ العربِ في العالمِ !!!

بل وكيفَ يستغلونَ المسيحَ والمنحلينَ مِن المقدمينَ والممثلينَ, ليقوموا بأدوارٍ لا يتناسبُ القيامُ بهَا بحسبِ مَا يرفعونهُ مِن شعاراتٍ إسلاميةٍ, بل ويبينونَ ذلكَ صراحةً مِن خلالِ أسماءِ المقدمينَ والممثلينَ في قنواتهِم, فالمقدمةُ كرستينا ونجوى ولارا و غيرهنَّ مِن النسوةِ, بينمَا عندمَا يأتي الدورُ للرجالِ, والذي لا يحتاجونَ للتحللِ الإخلاقي, فيقدمونَ المسلمينَ مِن أبناءِ بلادِهِم, حيثُ المقدمُ محمد وسمان وعلي وابو بكرٍ وعمرُ وهكذا مع باقي الأسماءِ الإسلاميةِ !!!

هكذا هُم يكسبونَ الشعوبَ, وهكذا يثقفونَ الناسَ, وهكذا يُزيدونَ عددَ المشاهدينَ, بهذهِ الطريقةِ مِن الخسةِ ومِن الدناءةِ والرذيلةِ, بل إنَّ نفسَ الدولةِ تَبثُ البرامجَ الدينيةِ والعقائديةِ في قناةٍ, بينمَا تبثُ برامجَ الإنحلالِ في قنواتٍ أخرى, بحيثُ لا يفلتْ مِن قبضتِهَا المتدينُ المسكينُ ولا المنحلُ والمتميعُ, وهذا مَا يُؤكدُ لنَا نظريةُ زيادةِ المتابعينَ والمشاهدينَ والمتلقينَ مِن الناسِ, لأنَّ الثقافةَ المُتلاقاةِ ليسَ الهدفُ مِن ورائِهَا سوى جذبِ أكبرِ عددِ مِن المتابعينَ, إذاناً وتمهيداً للخطوبِ الكبيرةِ المُعَدِ لهَا في المستقبلِ !!!

#ومِن_هنَا :
يُمكن أن تشتعلَ أزمةً إعلاميةً لا واقعَ لهَا خلفَ شاشةِ التلفازِ, ويُمكن أن تُخمدَ ويُتَعَتَمُ على نارٍ متأججةٍ تُهددُ الأخضرَ واليابسِ مِن البلدانِ, كمَا تفاعلَ الناسُ مع أحدَ فَرْدَتي حذاءٍ لطفلٍ ملقاةٍ على ضفافِ بحرِ إيجة, بينمَا جهلَ ناسُ مَا يحصلُ على مسلمي الروهنكا في بورمَا, مِن حرقٍ وقتلٍ وتمثيلٍ وترويعٍ وتهجيرٍ, بل تُبنى لكهنةِ القتلةِ مِن البوذيينَ الأديرةُ وأماكنُ العبادةِ في بلادِ الخليجِ, تعبيرا لحريةِ العبادةِ والمُعتقدِ !!!

طبعاً نحنُ في صددِ ضربِ الأمثلةِ, ليتمكنْ القارئُ اللبيبُ مِن الفهمِ الكاملِ للمشروعِ المخططِ لهُ, بل وأن يستطيعَ السيطرةَ على الأحداثِ في العالمينِ الإسلامي وغيرِ الإسلامي, فيُعَودَ نفسهُ على الفهمِ والتمعنِ والتَفَرسِ, حتى لو لَم يُظْهِرْ المقابلُ ذلكَ, وبالتأكيدِ فإنَّ المقابلُ سوفَ لا يظهرُ ذلكَ فقط, بل يُموهُ الحقيقةَ أيمَا تمويهٍ !!!

ومِن خلالِ متابعاتي المُستفيضةِ لمَا كتبهُ المحللونَ والكُتابَ والمثقفونَ والصحفيونَ مِن مقالاتٍ وتقاريرٍ, حقاً كانَ يدعونَا الى التوجعِ والتضجرِ والتألمِ, فإننَا لَم نستطعْ أن ننتجَ كاتباً واحداً ولا مثقفاً متفرداً في فهمِ الأحداثِ, بل كُلَّ ما قامَ بهِ الأعزةُ ما بينَ نقلٍ للأخبارِ, وترتيبٍ للأحداثٍ, والعملُ على السبقِ أشبهُ مَا يكونَ بالسبقِ الصحفي, المهمُ أن يَكتبَ فلانٌ قبلَ فلانٍ, أو أن يُنزلَ علانٌ عدداً مِن المشاركاتِ أكثرَ مِن الآخرينَ, وبمجموعِهَا لا ترتقي الى أن تكونَ مقالاً يُعلقُ على أبسطِ الصفحاتِ في مواقعِ التواصلِ !!!

لمَاذا لا نحاولُ فهمَ الأمورِ بشكلٍ كاملٍ, ونحاولُ أن نرتقي بالناسِ والمتابعينَ الى فهمِ مَا يحصلُ بشكلٍ حقيقي, بل لماذا لا نعملُ على تعليمَ المقابلِ كيفَ يَتَمَكنُ مِن التحقيقِ والتنقيبِ عن الحقيقةِ بنفسهِ , ولو بشكلٍ معتدٍ بهِ ومقبولٍ ؟!!!

أنتم تعلمونَ أن حتى أولئكَ المسيطرينَ على الماكنةِ الإعلاميةِ العربيةِ, لا يرتقونَ بالرغمِ ممَا يملكونَ الى أبسطِ مقوماتِ المحللينَ والكُتابِ والصحفيينَ, بل يفتقرونَ الى أن يُؤثروا بالناسِ بدونِ إظهارِ المفاتنِ والعري والإباحةِ الى المتابعينَ, فجلُ مَن يُتابعُ القنواتِ الخليجيةِ مثلاً, فلا يُتابعهَا إلا بمعيةِ مَا تظهرهُ المقدمةُ مِن مفاتِنِهَا, ومَا تقدمهُ للمتلقينَ مِن إغراءاتٍ وغواياتٍ, تجعلَ الكلُّ يرتبطُ بهَا وبالقناةِ بطريقةٍ غيرِ مهنيةٍ !!!

لذا فإنَّ المهنيةُ مطلوبةٌ لدينَا وبشكلٍ كبيرٍ, لنسدْ الفراغَ المتروكَ مِن قبلِ هؤلاءِ الإباحيينِ وعارضي الأزياءِ, لأنَّ المهنيةُ باتتْ مُبتغى الكثيرُ يبحثُ عنهُ في صفحاتِ التواصلِ الإجتماعي, بل أنَّ الراغبينَ في معرفةِ الحقيقةِ, في الغالبِ نجدهُ يبحثُ بنفسهِ عن الحقيقةِ وينقبُ عنهَا في هذهِ الصفحاتِ المباركةِ, وهذهِ خصلةً يُمكنُ الإستفادةُ منها كثيراً, لأنَّهَا لا يُمكنُ أن تُسدُ مِن قبلِ عواهرِ القنواتِ الفضائيةِ ولا عارضي البرامجِ ...

وبالحقيقةُ فإننَا بذرنَا الكثيرَ مِن البَذَرَاتِ في هذا الجانبِ, ولم يؤتي الكثيرُ مِنهَا ثمرتهُ لحدِ الآن, بل أنَّ الأعمَ الأغلبَ قدَ مَاتَ فورَ إنفلاقِ حبتهِ, بسببِ التباغضِ والتحاسدِ والتناحرِ, الذي أُمْنِتْ بهِ قضيتنَا الحقةُ وبشكلٍ مفضوحٍ وعلني, ونعملُ على الإستمرارِ في بذرِ بعضاً أخراً, ولكن لا نرَ فيهِ أملاً لولا أملنَا باللهِ تعالى مجدهُ وعلى ذكرهُ, ولولا تيمننَا بالواردِ مِن المعصومينَ عليهُم الصلاةُ والسلامُ بأنَّ نيةَ المؤمنِ خيرٌ مِن عملهِ, فلولا تَعَلُقَنَا بهذهِ الآمالُ, لزالتْ الهمتْ وخارتْ القوى ولا ننهي العملُ الى أن يقضي اللهُ أمراً كانَ مفعولاً ...

#وهنَا :
لابأسَ أن أثيرَ إنتباهَ القراءِ الكرامِ الى مسألةٍ مهمةٍ جداً, وهي أنَّ الكثيرَ مِن السيناريوهاتِ السياسيةِ والعسكريةِ المرادُ تحقيقُهَا على أرضِ الواقعِ, أسواءُ كانتْ داخلَ الحدودِ أو خارجهَا, أي ضمنَ البلادِ الأخرى, لابدَ مِن تُبنى على أساسِ ما تُبنى عليهِ أفلامِ الدرامَا والأكشنِ مِن تسلسلِ الأحداثِ وترابطِ المواقفِ وتتابعِ المشاهدِ, بحيثُ يضمنُ رسمةُ تلكَ السيناريوهاتِ أن تحققَ الهدفَ المنشودَ في الواقعِ الخارجي, بل لابدَ مِن إحضارِ الكثيرَ مِن الكُتابِ والمحللينَ والمنتجينَ والمخرجينَ, وبأضعافِ ما يُهيءُ للأعمالِ الفنيةِ, بحيثُ يجعلونَ مِن المقابلِ متفاعلاً بشكلٍ حقيقي خارجي, ومِن ثُم تُسْتَثمرُ تلكَ الإنفعالاتُ وردودُ الأفعالِ مِن قبلِ المتخصصينَ مِن أجهزةِ الإستخباراتِ العالميةِ المُستفيدةِ !!!

#فكمَا :
لتلكَ المؤسساتِ الإستخباريةِ مِن القدرةِ أن تُصورَ الوقائعِ الخارجيةِ على شكلِ أعمالٍ فنيةٍ, لتبثْ أحداثهَا على الوسائل الإعلاميةِ, فكذلكَ لهَا القدرةُ أن تفعلَ العكسُ تماماً وبأكثرِ جدارةٍ أيضاً ...
حيثُ تقومُ بكتابةِ السيناريو المؤثرُ والمرجو لإستحصالِ الأهدافِ المرجوةِ, ولكن يَتُمُ البثُ والتمثيلُ والإخراجُ على أرضِ الواقعِ !!!

ولهذا نلاحظُ أن البلدانَ في الغالبِ ما تخافُ مِن الوسائلِ الإعلاميةِ, وبالخصوصِ تلكَ البلادِ التي تُبدعُ في هذا الجانبِ, لأنَّ صرفهَا للملياراتِ مِن الدولاراتِ, ولجعلِ القطاعِ الإعلامي لا يَقلُ أهميةً عن القطاعِ العسكري والأمني, تجعلهَا عارفةً تمامَ المعرفتي بمخاطرِ هذا القطاعِ, لأنَّهَا سبقَ وإن إستخدمتهُ في التهيأةِ للقضايا الأمنيةِ والعسكريةِ, بل واستغلتهُ أيمَا إستغلالٍ في هذا الجانبِ !!!

#ولهذا :
رأينَا رؤية العينِ, كيفَ تعاملَ الخليجُ العربي ومصرُ مع الأزمةِ القطريةِ, لَم نرَ أنَّهُ قد تحركتْ طائرةٌ ولا دبابةٌ ولا جحافلاً للقواتِ الأرضيةِ, ولم تتمُ المحاصرةُ البحريةُ العسكريةُ بواسطةِ الأساطيلِ, بل أنَّ جلَّ التعاملِ كانَ تعاملاً إعلامياً بامتيازِ !!!

حيثُ في ليلةٍ وضحاهَا بزغتْ شمسُ النهارِ على أنَّ الممولَ الوحيدَ للإرهابِ الإقليمي عموماً هي حكومةُ قطرٍ, بل أنَّ الحركاتِ المتمردةِ والإرهابيةِ والمُسلحةِ لَم تنبثقْ إلا مِن منابرِ وبنوكِ هذهِ الحكومةِ !!!

وبالتالي فإنَّ القضاءَ على منابعِ الإرهابِ الماليةِ, وإنهاءِ عصبِ التمويلِ لآلافِ المسلحينَ في العالمِ, لا ينتهي عندَ السيطرةِ على آبارِ النفطِ, وإستنقاذِ الآماكنِ الأثريةِ مِنهَا, مَا لم يَتمُ القضاءُ على البئرِ التي لا تنضبُ, والعينُ التي لا تجفُ, المُتَمَثِلَةِ بدولةِ قطرٍ !!!

إنظر وتمعن كيفَ صارتْ قطرُ الخيرِ والعطاءِ والشقيقةِ والعروبةِ خليجياً, منبعاً مِن منابعِ الأرهابِ مالياً, ومصدراً مِن مصادرِ التطرفِ فكرياً, بينَ ليلةٍ وضحاهَا أصبحتْ الحكومةُ في قطرٍ على شفى حفرةٍ مِن نارِ الإنهيارِ الإقتصادي !!!

#ومِن_هنَا :
تستوضحُ لنَا عدةُ أمورٍ مهمةٍ جداً, بل ويُمكن أن نضعَ يدَ القارئ اللبيبِ على أصلِ الخلافِ الخليجي, بعدَ أن عصفتْ كتاباتُ الكُتابِ والمحللينَ في كلِّ خليةٍ مِن خلايا رأسهِ, وباتتْ أحجيةُ الخلافُ الخليجي متناقصةُ القطعِ, بحيثُ لا يُمكن أن يهتدِ أيُّ متابعٍ الى أسبابِ مَا رامتْ إليهِ الأمورُ, وانتهتْ إليهِ الأحداثُ, والنتائجُ التي تنتهي إليهَا مستقبلاً !!!

#الأمرُ الأولُ :
إن هنالكَ جديةً حقيقيةً لمحاربةِ الإرهابِ في المنطقةِ, طبعاً الإرهابُ الذي وضعتْ شروطهُ الإدارةُ الأميركيةُ الجديدةُ, بحيثُ يصبُ بصالحِ الدولِ التي أعلنتْ وتبنتْ هذا المشروعَ بنفسهَا, وعلى رأسِهَا دولُ الخليجِ ومصرُ العربيةُ ...

وإنَّ هذهِ الجديةَ في مكافحةِ الإرهابِ واستئصالِ منابعهِ وإنهاءِ تواجدهِ, هو أحدُ البنودِ التي وعدَ بهَا الرئيسُ الأميركي دونالد ترامب شعبهُ, مِن خلالِ إستئصالِ الإرهابِ من على سطحِ الكوكبِ كَما عبرَ هو في خطابهِ بعدَ الفوزِ برئاسةِ الإدارةِ الأميركيةِ ...

والإرهابُ الذي سيتُم القضاءُ عليهِ لابدَ أن يكونَ إرهاباً سياسياً, وبالتالي ستكونُ الأهدافُ المتوخاةُ مِن إجتثاثهِ أهدافاً سياسيةً محضةً ...
وبمَا أنَّ السياساتُ تتقاطعُ في مناطقِ تواجدِ الإرهابِ -الشرقُ الأوسطُ وشمالُ أفريقيا-, لذا فإنَّ أمرَ القضاءِ عليهَا سيتقاطعُ مع سياساتِ الدولِ الراعيةِ والمستفيدةِ منهُ بكلِّ تأكيدِ !!!

لذا فلابدَ مِن أن يُضربَ أقربَ طرفٍ مِن الأطرافِ الخليجيةِ, وفي البدايةِ, حتى يتسنَ أن يُسوقَ لمحاربةِ الإرهابِ أنَّهُ محاربةً حياديةً, لأنَّ أولَ بلدٍ قَد تَم إعلانُ الحربِ عليهِ هي مِن الدولِ الإسلامِ السني السلفي, والمُتَمَثِلةُ بقطرِ الخليجِ العربي !!!

وهنَا سوفَ تُستغلُ هذهِ النقطةُ إعلامياً وبشكلٍ كبيرٍ جداً وذكي, وسوفَ يُوضحُ للناسِ بأنَّ الحربَ حربٌ على الإرهابِ, وليسَ الغرضُ منهَا إستهدافُ دولاً بعينِهَا !!!

وهنا سوفَ تكمنُ المشكلةُ الحقيقيةُ حقاً, لأنَّ الهدفَ سيكونُ واضحاً جداً بالنسبةِ للكثيرِ مِن قراءِ وعرفاءِ السياسةِ الدوليةِ, ولكن لا يُمكن البوحُ بهذا السيناريو, لأنَّ البوحَ بهِ وتثقيفَ الناسِ عليهِ فرعٌ لدعمِ التطرفِ والإرهابِ, بل أنَّ إقناعَ الرأي العامِ بهذا السيناريو يحتاجُ الى ماكنةٍ إعلاميةٍ ضخمةٍ جداً, لا تملكُهَا دولُ الممانعةِ لهذهِ الفكرةِ !!!

#الأمرُ_الثاني :
تفريعاً على ما قلنَاهُ في الأمرِ الأولِ, فإنَّ إستهدافَ الحركاتِ المتطرفةِ كالإخوانِ وحركةِ حماسٍ, تبعثُ برسالةٍ مطمئنةٍ جداً الى الحكومةِ المصريةِ -وليسَ الدولةُ المصريةُ-, بحيثُ ستدخلُ هذهِ الحكومةُ بشكلٍ كاملٍ جداً في هذا المشروعِ, وبكلِّ قدراتِهَا العسكريةِ والأمنيةِ, لأنَّ الهدفَ الأولَ مِن هذا المشروعِ هدفُ يصبُ بالصالحِ الأمنِ القومي المصري مباشرةً, وليسَ لهُ علاقةٌ بالأمنِ الخليجي ولا العالمي, لأنَّ حركةَ الإخوانِ وحماسِ لم تُشكلُ قلقاً دولياً أبداً, فلا هدفَ مِن القضاءِ عليهَا  ...

لذا جاءَ البدءُ بإعلانِ التحركِ على هاتينِ الجهتينِ, والجهاتِ السنيةِ السلفيةِ الأخرى حتى على مستوى شمالِ أفريقيا, كليبيا وتونسَ والجزائرِ, إلا رسالةَ تطمينٍ للرئيسِ المصري وحكومتهِ, للإستنقاعِ بهذا المشروعِ حدَ الأذنينِ والثمالةِ الكاملةِ, وبالخصوصِ أنَّ هذا الدورُ البارزُ في هذا المشروعِ مِن قبلِ الحكومةِ المصريةِ, سيعززُ الهدفَ القيادي لزعامةِ دولِ شمالِ أفريقيا, وهو حلماً مصرياً طالمَا سعتْ لتحقيقيهِ, بأن تلعبَ دوراً  قيادياً في تلكَ المنطقةِ, كمَا أوعِزَ نفسُ الدورِ للمملكةِ العربيةِ السعوديةِ في الشرق الأوسطِ !!!

وهذا يكشفُ مقدارَ الوعودِ التي أبرمهَا الرئيسُ الأميركي ترامب لحظةَ لقاءهِ الأولى بالسيسي فورَ فوزهِ بالرئاسةِ الأميركيةِ, بل وهذا يكشفُ أيضاً أنَّ الميلَ المصري للجانبِ الروسي باتَ على المحكِ, وإستعدتْ الحكومةُ المصريةُ بأن تغادرَ المعسكرَ الروسي الى المعسكرِ الأميركي, بمَا لاقتهُ مِن إغراءاتٍ يسيلُ لها لعابُ الساسةِ المصريينَ مِن الجانبِ الأميركي الجادِ هذهِ المرةِ !!!

وهذا مَا يُؤكدُ وجهةَ نظرنَا بأنَّ القضاءَ على الإرهابِ في المنطقةِ سوفَ يتقاطعُ مع سياساتِ الكثيرِ مِن الدولِ ذاتِ النفوذِ في المنطقةِ, لأنُّهُ سيدخلُ حكوماتٍ تحتَ جنحِ الإدارةِ الأميركيةِ, ويهددُ حكوماتٍ أخرَ وتخرجهَا سياسياً أو فعلياً من تحتِ جناحِ الجانبِ الروسي !!!

#الأمرُ_الثالثُ :
تحقيقاً لوعدٍ أخرٍ من وعودِ الإدارةِ الأميركيةِ الجديدةِ, مِن الوقوفِ الى جانبِ حكومةِ الإحتلالِ الإسرائلي في فلسطينَ, لأنَّ العملَ على إنهاءِ التمويلِ المالي على حركةِ الإخوانِ وحماسٍ تبعثُ ببرقيةِ إرتياحٍ حقيقيةِ الى الجانبِ الإسرائيلي, لأنَّ حركةَ الإخوانِ حركةً سياسيةً بامتيازٍ, وليسَ لهَا هَمٌ الا بلوغِ السلطةِ في أي بلدٍ عربي, وبالخصوصِ في مصرَ, لأنَّ تشكيلَ الحكومةِ الإخوانيةِ في مصرَ, سيجعلهَا قريبةً مِن الجناحِ العسكري لهَا حماسٍ, وتُلغى بينهمَا الحدودُ بشكلٍ نهائي, كمَا حصلَ في زمنِ رئاسةِ محمد مرسي, وهذا ما يُشكلُ قلقاً حقيقياً بالنسبةِ لإسرائيل, لذلكَ فإنَّ تجفيفَ منابعَ الإرهابِ سيعودُ على الحكومةِ الإسرائيلةِ  بالمنفعةِ الكبيرةِ جداً, لأنَّهُ يحولُ بينَ الإخوانِ وبينَ التسلقِ الى السلطةِ بمرورِ الزمنِ !!!

وهنَا سينحلُ الإشكالُ الذي لا زالَ قائماً الى هذهِ الساعةِ عندَ المحللينَ عموماً, وهو لماذا وافقتْ إسرائيلُ الى دولِ الخليجِ وأميركا بالتحركِ ضدَ الحليفةِ الستراتيجيةِ قطر, دونَ أن تحركَ ساكناً ولو إعلامياً, فمِن هذا النقطةِ ومِن مَا
سيأتي، سيتبينُ لنَا سرَّ هذا السكوتِ المطبقِ !!!

#وهنَا :
لابدَ لنَا مِن إثارةِ التَسائلِ التالي, وهو :
لماذا سعتْ دولُ الخليجِ الى الخيارِ الإقتصادي والتضييقِ على الشعبِ القطري, دونَ التفكيرِ بخياراتٍ أخرى أكثرُ نجاعةً, وبالخصوصِ سيصبحُ هذا السؤالُ مثيراً للدهشةِ مَا لو علمنَا أن قطرَ مِن الصعبِ عليهَا جداً أن تتأثرَ كثيراً بهكذا طريقةٍ, بل ستجعلهَا ترتمي في أحضانِ الكثيرِ مِن الدولِ التي لا ترغبُ الإدارةُ الأميركيةُ ولا الخليجُ أن تلجأ إليهَا !!!؟؟؟؟

وهنَا ستكونُ الإجابةُ مِن عدةِ نقاطٍ أهمهَا :
#أولاً :
إنَّهُ ليس بالمقدورِ الخليجي عموماً أن يضغطَ على الحكومةِ القطريةِ بأكثرِ مِن هذا الحدِ, لأنَّ عاملَ الحصارَ الإقتصادي لا يحتاجُ الى الرجوعِ الى الأممِ المتحدةِ لإستحصالِ الموافقةِ, ولهذا رأينَا تباكي الخارجيةِ القطريةِ في المحافلِ الدوليةِ لإستمالَتِهِم الى السعي الدبلوماسي الى فكِ الحصارِ عنهَا, دونَ السعي الى تقديمِ شكوى ضدَ أشقائِهَا الخليجيينَ !!!

#ثانياً :
إعلانُ شنِ الحربِ على أيِّ بلدٍ لا يتمُ إلا مِن خلالِ إستحصالِ موافقاتٍ أمميةٍ, خصوصاً إذا كانتْ الحربُ ضدَ حكومةٍ شرعيةٍ ومعترفٍ بهَا في أروقةِ الأممِ المتحدةِ ...
لذا فلابدَ مِن اللجوءِ الى التضيقِ الإقتصادي على قطرٍ فقط, بل حتى أن قطاعَ الطيرانِ والنقلِ البحري مِن القطاعاتِ التي يُمكن للحكوماتِ أن تعملَ حظراً عليهَا, لأنَّ نفسَ التهمةَ بدعمِ الإرهابِ وتهديدِ الأمنِ القومي تكونُ كافيةً بإتخاذِهَا دون الرجوعِ الى المحافلِ الدوليةِ ...

لذلكَ لَم نرَ أن الدولَ العظمى والمؤثرةَ في القرارِ الدولي ضغطتْ بغيرِ الدبلوماسيةِ على دولِ الخليجيةِ, بل أن الإعلامَ العالمي ربَّمَا إكتفى بالتفرجِ والدعوةِ الى التهدئةِ ...

#ثالثاً :
إنَّ الإتهامَ بدعمِ الإرهابِ سيكونُ علاجهُ إقتصادياً وليسَ عسكرياً كمَا التهمةُ بالتدخلِ في شؤونِ البلادِ الداخليةِ, لأنَ دراسةَ الأموالِ الخارجيةِ مِن دولةِ قطرٍ, ومعرفةَ مقدارهَا, وهل هي منتظمةٌ أو متقطعةٌ, كفيلةٌ في الإكتفاءِ في فرضِ الحصارِ عليهَا, لأنَّ الأموالَ المتدفقةَ الى الخارجِ سوفَ تكونُ الحكومةُ القطريةُ بأحوجِ ما يكونُ إليهَا, لسدِ النقصِ الحاصلِ في التقتيرِ على الشعبِ, مِن خلالِ البحثِ عن أسواقٍ جديدةٍ, ربمَا يكلفُ قطاعُ النقلِ فيهَا بازديادِ الأسعارِ الى ضعفينِ عمَا كانَ عليهِ في السابقِ !!!

#رابعاً :
إنَّ الشعبَ القطري مِن الشعوبِ المترفةِ جداً, ليسَ عندهُم الوازعُ العقائدي ولا الوطني على مقاومةِ الحظرِ الإقتصاديةِ, فلذلكَ يُعتبرُ الحظرُ الإقتصادي بمثابةِ حربِ عظِ الأصابعِ, والتي ستصرخُ منهُ الحكومةُ عاجلاً أو آجلاً !!!

#والأعجبُ_حقاً :
المواقفُ المتناقضةُ للإدارةِ الأميركيةِ التي إتخذتهَا أزاءَ الإختلافِ الحاصلِ بينَ أهمِ مكوناتِ البيتِ الخليجي, والأكثرِ تأثيراً في الأحداثِ, بل والأكثرِ حلفاً مع الجانبينِ الأميركي والإسرائيلي !!!

هكذا حللهَا الكُتابُ والمحللونَ والمقدمونَ في برامجِ, وبهذهِ السطحيةِ والبساطةِ أليسَ كذلكَ ؟؟؟!!!
وهكذا فهمهَا الجميعُ أليسَ كذلكَ ؟؟؟!!!

#كلا_كلا_كلا :
لم يكن الموقفُ الأميركي موقفاً متناقضاً, فلم يكن موقفُ الرئاسةُ والخارجيةُ والدفاعُ موقفاً متناقضاً, بل مِن أروعِ المواقفِ إنسجاماً, وأشدِ التحركاتِ السياسيةِ دبلوماسيةً, بل هي حركةُ مَن يعرفُ ماذا يُريدُ وماذا يفعلُ وماذا يبغي !!!

لأنَّ الحظرَ الإقتصادي على قطر مِن قبلِ شقيقاتِهَا الخليجياتِ, لم يكن الهدفُ مِن ورائهِ إسقاطاً للنظامِ في قطر, حسبُ مَا فهمتهَا الحكومةُ القطريةُ بواسطةِ مُستشاريهَا, ومعهُم الحقُ طبعاً, لأنَّهُ كمَا أسلفنَا بأنَّ الشعبَ القطري لا يَملكُ واعزاً للصبرِ على الحصارِ, لذا ستنهارُ الحكومةُ بمرورِ فترةٍ قليلةٍ, لذا يتحتمُ على الحكومةِ القطريةِ مِن أن تلقي بنفسهَا بأحضانِ أكثرِ البلدانِ عداءاً لأميركا, حفاظاَ على الملكِ العضوضِ !!!

لذا فلا سيناريو محتملٌ أن تدخلَ فيهِ الحكومةُ القطريةُ غيرَ الإرتماءِ بأحضانِ جارتِهَا والأقربِ لهَا إقليمياً إيرانَ, بل لا تُجدُ فرصةٌ سانحةٌ لإيرانَ لتتوغلَ بالبيتِ الخليجي أفضلَ مِن هذهِ الفرصةِ, ولتسجلَ خرقاً يعادلُ مَا عانتهُ مِن جراءِ خسارتِهَا في سوريا واليمنِ !!!

ولكن نتيجةً لموافقةِ وزارةِ الدفاعِ الأميركيةِ ببيعِ أساطيلاً كاملةً مِن الطائراتِ الحربيةِ الى الحكومةِ القطريةِ , وبالمناوراتِ البحريةِ المُشتركةِ بينَ الجانبينِ, أرسلتْ أميركا رسالةً واضحةً أن الحكومةَ القطريةَ غيرُ مهددةٍ ولا مبررَ لخوفِهَا على مستقبلهَا وكرسيهَا, لأنَّ الخلافَ بينَ الجانبينِ الأميركي والخليجي مِن جهةٍ وبينَ الحكومةِ القطريةِ لا يصلُ الى حدِ العملِ على تبديلِ الحكومةِ وإنهيارِ الدولةِ هناكَ, لذا لا حاجة الى كلِّ هذا الذعرِ حدَ الإرتماءِ بأحضانِ الجانبِ الإيراني !!!

وهنا عادَ الروعُ الى قلبِ الحكومةِ القطريةِ مِن خلالِ فهمِ هذهِ الرسالةِ, وتبقى الموافقةُ على النقاطِ المقدمةِ خليجيةً مسألةً دبلوماسيةً بإمتيازٍ, لا حاجةَ معهَا بالبحثِ عن تحالفاتٍ مع قوى إقليميةٍ أو دوليةٍ, لأنَّ الحكومةَ بِمأمنٍ مِن هذا الحصارِ, ومَن سيعاني فقط وفقط (الشعبُ القطري) !!!

#وهنا :
حقاً أريدُ تسجيلَ موقفٍ آخرٍ, بأنَّ الحكوماتِ العربيةَ مهمَا كانتْ مجتمعةً, ومهما كانتْ تملكُ من الإمكانياتِ العسكريةِ والماليةِ, فلا تستطيعَ أن تخرجَ رابحةً في أيةِ حربٍ تخوضهَا, حتى لو كانتْ مع أتفهِ القوى في المنطقةِ, لأنَّ أنظارهُم كأنظارِ الثورِ, وأحلامَهُم كأحلامِ الصبيةِ, لا يَهُمُهَا إلا الأهدافَ التي أمامَهَا, ولو فضل الربِّ والإلهِ والمنقذِ والموعودِ (أميركا), لمَا رأينَا بقاءَ الحكوماتِ العربيةِ أكثرِ مِن بضعةِ سنواتٍ, ولكن أميركا مَن إستطاعتْ أن تُبقي هذهِ الأنظمة لحدِ اليومِ, مِن خلالِ منع تشكلِ تحالفاتٍ تهددُ تواجدهَا وبقائِهَا, بسببِ التهورِ العربي عموماً والخليجي على نحو الخصوصِ !!!

وأسألكُم الدعاءُ ...

الخميس، 1 يونيو 2017

إشْكَالٌ ... وردُّ الإشْكَالِ... #إذا_قُلْتُم : !!!! #قُلْنَا :
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,(الدكتور مهند جاسم الحسيني)

#تعليق :
صباح الحمداني :
اولا: لا اظن داعش ستموت .. بل ستخسر المدن الرئيسية وستشن حروب استنزاف كبرى ثانيا : ان الجرائم والفضائع التي ارتكبها الحلف الصليبي المجوسي ولّدت احقاد اضافية تضاعف عدد المجاهدين لاغراض متعددة ومنها الانتقام والقتال في سبيل الله .. ثالثا : ان من صنع داعش هو طغيان وظلم حكم طابور ايران الخامس والاحتلالين الامريكي والايراني للعراق ولهذا ولدت فصائل الجهاد واما اعتبارها صنيعة امريكية فهو هذيان وتشويه واضح ... رابعا : اسمع لما يقوله نعوم تشومسكي عن كيفية ولادة الجهاد .. يقولها بصدق .

#الجواب :
السلامُ عليكمُ ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ ...
لابأسَ أن أردَ عليكَ نقطةً بنقطةٍ, غيرَ مراعياً للترتيبِ الذي أتخذتهُ أنتَ في تعليقكَ على المقالِ, ضماناً للمتلقي أن يقارنَ بينَ الردِ المبعثرِ, الذي يهدفُ في الغالبِ الى التدليسِ والتشويشِ وخلطِ الأمورِ والأوراقِ !!!
أقولُ :
#أولاً :
 قولكَ : (ثانيا : ان الجرائم والفضائع التي ارتكبها الحلف الصليبي المجوسي ولّدت احقاد اضافية تضاعف عدد المجاهدين لاغراض متعددة ومنها الانتقام والقتال في سبيل الله) ...
وقولكَ أيضاً مُستشهداً برابطِ صاحبِ القولِ : (رابعا : اسمع لما يقوله نعوم تشومسكي عن كيفية ولادة الجهاد) ...

أقولُ : كلامٌ سليمٌ وتامٌ ولا إشكالَ ولا شبهةَ ولا تعليقَ عليهِ, بل أنَّ كلَّ المنصفينَ مِن علماءِ السنةِ والشيعةِ, بل وغيرِ رجالِ الدينِ مِن كتابٍ ومحللينَ قد إتفقتْ كلمتُهُم على أنَّ أحدَ الأسبابِ التي أدتْ الى تصاعدِ عددِ المقاتلينِ في جانبِ التنظيماتِ الإرهابيةِ والمتطرفةِ والجهاديةِ والمقاوماتِ بشتى أنواعهِهَا وأشكالِهَا وأهدافِهَا, هو مَا وقعَ على الناسِ مِن ظلمٍ وحيفٍ وإقصاءٍ وإبعادٍ, بل أنَّ التحليلاتِ السياسيةِ لغيرِ المسلمينَ إتفقتْ على قولِ الشيءِ نفسهُ ...

وبالتالي حتى ينطبقَ مَا قلنَاهُ أعلاهُ على التنظيماتِ والحركاتِ الجهاديةِ والنضاليةِ, لابدَ مِن أن يقعَ الردُ والحيفُ والثأرُ على نفسِ الجهةِ المسببةِ لذلكَ الظلمِ والجورِ الإقصاءِ والإبعادِ, أي يقعُ الجهادُ وأخذُ الثأرِ مِن نفسِ الصليبيينَ والمجوسِ -حسبُ فرضكَ- لأنَّهُم هُم مَن سببَ بالفضائعِ والجرائمِ والتي هي مَن سببتْ وولدتْ الأحقادَ, والتي أدتْ الى مضاعفةِ عددِ المجاهدينَ, وهذا مَا نراهُ ماثلاً في الحركاتِ النضاليةِ لفصائلِ المسلحةِ كافةً, التي قامتْ على أساسِ شجبِ الظلمِ والظالمِ ...

وبالرغمِ مِن صدقِ مقالتكَ, وبساطةِ طرحكَ, وصحةِ كبرى إستدلالكَ وقياسكَ, ولكنَ التطبيقَ على أرضِ الواقعِ جاءَ خلافاً للنظريةِ التي أتفقَ المسلمونَ وغيرُ المسلمينَ على صحتِهَا, لأنَّ الردَ والإنتقامَ والقتلَ والحرقَ والتقطيعَ والسلبَ والنهبَ والسبيَ, بل والإرهابَ والترويعَ والتهجيرَ وكلَّ أنواعَ الوحشيةِ البهيميةِ الهمجيةِ, قد صبهَا ويصبهَا هذا التنظيمُ المتحشُ البربري الهمجي التكفيري الخارجي على رؤوسِ الأبرياءِ والفقراءِ والمساكينَ مِن الناسِ العزلِ والمدنيينَ الآمنينَ الذينَ لا حولَ ولا قوةَ لهُم, ولا مدخليةَ لهُم بما جرى على أنفسِهِم وأهليهِم وأموالِهِم,
 لأنَّ الظلمَ والحيفَ والجورَ قد وقعَ عليهِم أولاً وبالذاتِ, وليسَ على الشيشاني ولا الهندي والباكستاني ولا على القوقازي والروسي, ولا على الأندنوسي والفرنسي, ولا على البلجيكي والألماني ولا على الجزائري والتونسي والليبي والمصري والمغربي والنيجيري, ولا على قزعٍ مِن هنَا وهناكَ, قد تجمعتْ في بلادِ العراقِ مِن أجلِ أن يقتلوا الناسَ الأبرياءَ ويسلبوهُم أموالَهُم وأرواحَهُم وأعراضَ نسائِهِم !!!

بينمَا أنَّ المسببَ الرئيسي والواقعي والمعروفَ للأعمى والبصيرِ بحسبِ فرضكَ هُم -الصليبيونَ والمجوسُ- بقتْ بلادُهُم وشعوبُهُم وأموالَهُم  في أمانٍ وخيرٍ وسلامةٍ, ولم يتعرضْ رجالُ الخلافةِ الزائفةِ الخارجةِ عن الدينِ والأخلاقِ والإنسانيةِ لهُم بسوءٍ يُذكرُ, بل أنَّ البوصلةَ والموجهَ وجهازَ تحديدُ الموقعِ الـــ (GPS) كلَّهَا وجهتْ مجرميكُم وقتلتَكُم ومنافقيكُم الوحوشَ البهائمَ والهوامَ الى العزلِ مِن المدنيينَ المظلومينَ المضطهدينَ مِن جورِ وظلمِ الــ -المجوسَ والصليبيينَ- !!!

#وبالتالي :
فإنَّ مَقالتَكَ في الردِ مردوتةً عليكَ وعلى أمثالكَ, بل كاشفةٌ عن سخفكَ وغبائكَ وإستحماركَ وضلالكَ, لأنَّكَ لم تميزْ أنَّ مَن يقتلْ بيدِ وحوشِ وسباعِ التنظيمِ هُم مِن المسلمينَ المؤمنينَ المخلصينَ, أو مِن الفقراءِ والمساكينَ والمظلومينَ والمعوزينَ والمضطهدينَ مِن غيرِ المسلمينَ, فكيفَ ستميزُ بعدَ ذلكَ طريقَ الهدايةِ والصلاحِ والفلاحِ والتقوى, بل كيفَ ستميزُ بعدَ ذلكَ الإلهَ الحقيقي واجبَ الطاعةِ, وكيفَ ستميزُ الرسالةَ السماويةَ الحقةَ مِن بينَ العشراتِ مِن الرسائلِ الباطلةِ, وكيفَ ستميزُ بينَ الصاحبةِ الصالحينَ عليهِم وعلى رسولنَا وأهلِ بيتهِ الصلاةُ والتسليمُ !!!

فأنتَ لم تميزْ أبدهَ البديهياتِ وأوضحَ الواضحاتِ, والتي لا تحتاجُ الى رسولٍ ومرِسلٍ ولا رسالةٍ, بل تحتاجُ فقط وفقط الى عقلٍ وقلبٍ ولُبٍ صالحٍ, وبالتالي كيفَ يكونُ التعاملُ مَع مِن غابَ عقلهُ وتحجرَ قلبهُ وتعفنَ لُبُهُ, فهل  يعقلُ مثلُ هؤلاءِ يفهمونَ الكلمةَ السواءَ المتفقَ عليهَا بينَ العقلاءِ, حتى ندوهُم إليهَا, ونحتكُم عندَهَا, وهي الطريقةَ المُثلى للإحتجاجِ على أصحابِ الأديانِ الأخرى غيرِ الإسلاميةِ, بعدَ أن كفروا بنبوةِ النبي محمدٍ (صلى اللهُ عليهِ والهِ وصحبهِ وسلمَ), حيثُ لم يبقَ للإحتجاجِ إلا كلمةُ السواءِ بينَنَا وبينَهُم, حيثُ قالَ تعالى : {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }آل عمران 64 , بينمَا أمثالُكُم لا توجدُ بيننَا وبنهُم كلمةُ سواءٍ أبداً, لأنَّ الخلافَ بيننَا وبينَكُم خلافَ البهائمِ مع بني البشرِ, خلافَ المجانينَ مع العقلاءِ !!!

فبالتأكيدِ أنَّكُم غيرُ مشمولينَ بآيةِ وآياتِ كلمةِ السواءِ والمجادلةِ بالحسنى والتعيشِ السلمي بينَ الناسِ والأديانِ, لأنَّ الإرشادَ الإلهي القدسي قدَ بينَ للرسولِ (صلى اللهُ عليهِ والهِ وصحبهِ وسلمَ) التركَ الى درجةِ عدم المبالاتِ والإهتمامِ والتحسرِ والتألمِ لِمَا سَيُلاقيهُ هؤلاءِ يومَ القيامةِ مِن نارٍ وسعيرٍ وويلٍ وثبورٍ, حيثُ قالَ تعالى في محكمِ كتابهِ العزيزِ الحكيمِ : {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }فاطر 8 ...

#ثانياً :
قولُكَ : (ثالثا : ان من صنع داعش هو طغيان وظلم حكم طابور ايران الخامس والاحتلالين الامريكي والايراني للعراق ولهذا ولدت فصائل الجهاد واما اعتبارها صنيعة امريكية فهو هذيان وتشويه واضح ...) !!!

أقولُ :
قد بينَا في النقطةِ الأولى خطلَ وخطأ وكذبَ ونفاقَ وتدليسَ الواضحَ البينَ المشرقَ -أكثرَ مِن إشراقةِ الشمسِ في رابعةِ النهارِ, التي يحسُ بهَا الأعمى والبصيرُ- ما قلتهُ : (ثالثا : ان من صنع داعش هو طغيان وظلم حكم طابور ايران الخامس والاحتلالين الامريكي والايراني للعراق ولهذا ولدت فصائل الجهاد ......), فلا حاجةَ للتكرارِ, لأنَّ العقلاءِ ينظرونَ الى بطلانِ أفعالِكُم وأعمالِكُم قبلَ بطلانِ عقائِدِكُم وديانَتِكُم,
وأمَا البهائُم والهوامُ والوحوشُ والسباعُ فأمرُ إفهَامِكُم وتفهيمِكُ وبالتالي هدايَتِكُم وتسليمِكُم سلبةً بإنتفاءِ موضوعِهَا, لغيابِ العقلِ والقلبِ واللُب والإنسانيةِ, فلا موضوعَ لقبولِ النصحِ والإرشادِ, ولا مجالَ للتوبةِ والرجوعِ للحقِ سبحانهُ وتعالى,
حيثُ قالَ تعالى في محكمِ كتابهِ العزيزِ الحكيمِ : {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً # وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً }النساء 17-18 ...

وأمَا قولُكَ : (واما اعتبارها  صنيعة امريكية فهو هذيان وتشويه واضح) !!!

أقولُ :
قد بينَا في المقالِ الشيءَ الكثيرَ مِن إثباتِ عمالةِ أئمةِ الدواعشِ وقياداتِ فصائلِهَا بمختلفِ مُسمياتِهَا وتحالفاتِهَا وراياتِهَا, بل أنَّ أكثرَ حركةٍ وتنظيمٍ أرهابي على مرِ التأريخِ, منذُ الدولةِ المارقةِ الأولى منذُ عصرِ الرسولِ (صلى اللهُ عليهِ والهِ وصحبهِ وسلمَ) والى يومِنَا هذا, بَآنَّ ووضحَ وتكشفَ وأشرقَ عمالَتُهُ هو هذا التنظيمِ الإرهابي الناصبي الخارجِ عن الدينِ والمذهبِ, بل أنَّ أكثرَ تنظيمٍ أرهابي على مرِّ العصورِ إمتكلكَ قياداتٍ وأمراءٍ قد تخرجوا مِن دوراتِ ومدارسِ وحلقاتِ الصهاينةِ الأميركانِ وعملائِهِم ...

ولابأسَ أن أنقلَ جزءاً مِن المقالِ والموسومِ بِــــ : (أمَارَاتُ انهِيَارِ تَنَظِيمِ الدَولَةِ .. وَبِدَايةُ التَحَرُكِ الصَلِبِي) والذي بينتُ خلالهُ مقتضباً عمالةَ التنظيمِ, وأنَّهُ تخرجَ مِن أرحامِ العملاءِ الصليبيينَ الذينَ تتدونَ مقاتلتَهُم أيهَا الأغبياءُ العملاءُ الجهلاءُ ...
(#وبالتأكيدِ :
أنَّ أحدَ الطرائقِ المهمةِ للدراسةِ والتحليلِ, هو دراسةُ تاريخِ أربابِ الحركاتِ المنحرفةِ التكفيريةِ, لأنَّ الإنسانَ لاينفكُ عن الماضي الذي حققهُ, ومَا نراهُ مِن تصرفاتٍ معاصرةٍ وفي المستقبلِ, مَا هو إلا نتاجُ مَا حققهُ أولئكَ الشخوصُ مِن تأريخٍ على مُستوى الفردي والعائلي والمجتمعي, وبدراسةِ هذهِ النقطةِ سنتوصلُ الى الكثيرِ مِن الحقائقِ التي غيبتهَا وسائلُ الإعلامُ متعمدةً, لا لشيءٍ سوى لتشويشِ المنظرِ أمامَ المتابعِ والمتلقي, ليعيشَ لحظاتِ الفلمِ على أرضِ الواقعِ, دونَ معرفةِ جهةِ الإخراجِ والإنتاجِ والتمويلِ والتأليفِ !!!

مَا لو عرفنَا أن تنظيمِ الدولةِ -داعش- تنظيماً لَم يُولدْ مِن فراغٍ, ولم ينبعْ مِن العدمِ, بل هو إنبثقَ مِن عدةِ تنظيماتٍ سابقةٍ, حيثُ إنبثقَ مِن تنظيمِ القاعدةِ بعدَ أن إلتحقَ أبو مصعب الزرقاوي نهايةُ ثمانينياتِ القرنِ الماضي الى إفغانستانَ لمحاربةِ التمددِ السوفيتي قبلَ إنهيارهِ, وبعدَ أن رجعَ الى مسقطِ رأسهِ #الأردن, تمَ إعتقالهِ مِن قبلِ السلطاتِ أبانِ مُلْكِ المَلكِ حسينِ بنِ طلالِ, وقد حُكمَ عليهِ بخمسِ عشرةِ سنةٍ, وأفرجَ عنهُ فورَ تسلمِ عبدُ اللهِ الثاني منصبَ أبيهِ بعدَ وفاتهِ, بعدَ أن قضَ في السجنِ نصفِ المحكوميةِ, وإلتقى خلالَهَا آمدَ الخلايلة, قائدَ الموحدينَ وأصحابِ بيعةِ الإمام, كمَا وإلتقى عطا اللهِ أبو رشتة قائدَ جماعةِ التحريرِ, وغيرهَم العشراتِ, حيثُ كانتْ التبايناتُ الفكريةُ والإختلافاتُ النظريةُ وصولاً الى حدِ التكفيرِ والإصطدامِ, بعددِ الغرفِ في تلكَ السجونِ !!!

والعجيبُ أنَّ أبا مصعبِ الزرقاوي -أحمد فاضل نزال الخلايلة- قد أعطي دوراً قيادياً في السجنِ, بحيثُ أصبحتْ الجماعةُ التي يتزعمهَا مِن أكبرِ الزعاماتِ نفوذاً في السجنِ, حتى أنَّ السجانينَ كانوا تحتَ سلطانِهِم وسطوتِهِم, ولا طاقةَ لهُم على مخالفتِهِم, ولا يقفُونَ  في الطابورِ الصباحي, ولا يلبسونَ الزي الرسمس للسجناءِ, بل وكانَتْ لهُ الحريةُ في التنقلِ بينَ المهاجعِ لباقي السجناءِ والحركاتِ والتنظيماتِ, حتى إنتهتْ إليهِ قيادةُ التنظيمِ -بيعةُ الإمامِ- بعدَ مَا انتزعهَا مِن يدِ أبو محمدٍ المقدسي, الذي كانَ لا يقارنُ بثقافتهِ ولا بعبادتهِ وطلاقتهِ, وبالرغمِ مِن ذلكَ إنتقلتْ لهُ القيادةِ بعدَ فترةٍ قياسيةٍ, ومِن ورائِهَا يدُ الغيبِ وجنودِ العسلِ !!!

#وبعدَ :
خروجهِ مِن السجنِ إنتقلَ الى إفغانستانَ, لينتقلْ الى العراقَ في أبانَ الرئيسِ العراقي صدام حسينَ, وتحديداً في عامِ 2001, ليقودَ حركةَ المسلمينَ الأكرادِ, , والمعروفةِ بأنصارِ الإسلامِ, مِن مناطقِ شمالِ العراقِ وغربِهَا, وبعدَ إنهيارِ الحكومةِ العراقيةِ عامِ 2003, شكلَ أبو مصعبٍ تنظيمَ الأخطرَ على الإطلاقِ, والمعروفَ بالتوحيدِ والجهادِ في بلادِ الرافدينِ, بعدَ أن بايعَ أبنَ لادن ...

وبعدَهَا تشكلَ مجلسُ الشورى في العراقِ, والذي يضمُ ثمان حركاتٍ جهاديةٍ سلفيةِ, بقيادةِ أبو عمرِ البغدادي -حامد داود محمد خليل الزاوي- بعدَ مقتلِ أبي مصعبِ الزرقاوي في 2006, حيثُ كانَّ أبو عمرِ البغدادي أحد رجالِ الأمنِ في نظامِ صدامِ حسينِ, والذي طُرِدَ بعدَ ذلكَ بسببِ إعتناقهِ المذهبِ السلفي, وبقى زعيماً للمجلسِ الى إعلانِ مقتلهِ عامَ 2010, وحتى بعدَ تغييرِ إسمهَا الى دولةِ العراقِ الإسلاميةِ, وتسلمِ أبو بكرٍ البغدادي الزعامةَ لهَا ...

#وأما :
بخصوصِ أبي بكرٍ البغدادي -ابراهيم عواد ابراهيم السامرائي-, خريجِ الإعداديةِ بفرعِ الأدبي الحاصلِ على معدلِ (80.16%), والذي لم تؤهلهُ دخولَ كليةِ التربيةِ التي كانتْ أملهُ, بل توجه الى الدراساتِ الشرعيةِ زومنهَا حصل على البكلوريوس والماجستير والدكتوراه في عامِ 2006, بموضوع تلاواتِ القرانِ الكريمِ, وكانَ خطيباً في أحدِ الجوامعِ في بغدادَ ماقبلَ سقوطِ النظامِ 2003 ...

وقد بدأ أعمالهُ العسكريةَ بعدَ مقتلِ أبنِ لادنٍ, حيثُ هددَ بأن يعملَ مائةِ عمليةٍ ثأراً لمقتلهِ, وحقاً نفذَ وعدهُ بتفجيرِ جامعِ أمِ القرى الذ قُتِلَ فيهَا النائبُ خالدُ الفهداوي, وبعدهَا تفجيراتِ الحلةِ وجنوبِ بغدادَ, وأكملَ المائةِ تفجيرٍ طلباً لثأرِ مقتلِ أبنِ لادن, ولكن كلهَا كانتْ على العراقيينَ المدنيينَ العزلِ !!!!!!!!!!!!!!

#وبعدَ :
هذهِ المقدمةِ طويلةِ الذيلِ, بالتأكيدِ صارَ واضحاً كيفَ تشكلَ تنظيمُ الدولةِ -داعش-, وكيفَ زُرِعَ في الأرحامِ لتنظيماتٍ سلفيةٍ جهاديةٍ, لينتجْ عندنَا جيناً وراثياً مُحسناً ومهجناً !!!

وبالتأكيدِ عرفنَا مِن خلالِ السيرةِ الذاتيةِ للقياداتِ الثلاثةِ -أبو مصعب الزرقاوي, ابو عمر البغدادي, ابو بكر البغدادي- كيفَ نشأءَ التنظيمُ وكيفَ ترعرعَ بينَ أحضانِ السلطاتِ العراقيةِ الأردنيةِ الأميركيةِ, أي أنَّ المُنتجَ لهذا التنظيمِ هُم نفسُ المخابراتِ الإقليميةِ والدوليةِ, ولَم ينشأ هذا التظيمُ عن طريقِ الصدفةِ أو الحاجةِ المجتمعةِ لأخذِ الثأرِ والإستئثارِ بالسلطةِ التي أسلبتْ مِن أيدِ سُنةِ العراقِ !!!

ناهيكَ عن القياداتِ العسكريةِ التي قادتْ كلَّ حملاتِ العسكريةِ على المحافظاتِ العراقيةِ, وسأكتفي بذكرِ مثالينِ فقطِ, والتي سقطتْ فيهمَا كبرى محافظاتِ العراقِ, هما :
 غزوةُ أسدِ اللهِ البيلاوي, التي قادهَا  عدنان إسماعيل نجم البيلاوي قائدُ معركةِ الموصلِ, وكانَ عقيداً في الجيشِ العراقي السابقِ, بينمَا غزوةُ أبي مهندِ السويداوي, التي قادهَا إسماعيل لطيف عبد الله السويداوي, والذي كانَ ضابطاً في الجيشِ العراقي السابقِ أيضاً !!!

#وبالتأكيدِ :
فإنَّ هذهِ المنظماتِ الإرهابيةِ التكفيريةِ, كلُّهَا تجتمعُ حولَ نقطةٍ احدةٍ, ألا وهي التفكيرِ السلفي, الذي عجتْ كتبُنَا الدينيةُ والتأريخيةُ والعقاديةُ بنقلِ أفكارهَا ودراستِهَا وتحليلِهَا, وهذا التفكيرُ السلفي يُمثلُ الإتجاهَ الديني والعقائدي للقضيةِ الأرهابيةِ, والتي على أساسِهَا يُكسبُ الناسُ الى هذهِ الجهةِ دونَ تلكَ, وتُكفرُ بهَا الطائفةُ دونَ غيرِهَا ...

بينمَا مثلتْ المخابراتُ الإقليميةُ والدوليةُ الإتجاهَ الإعدادي الجهادي العملي والمالي لهذهِ المنظماتِ, مِن خلالِ إعدادِ بعضِ السيناريوهَات لصناعةِ العملاءِ بدونَ علمِهِم, حيثُ يُحاربُ بعضُهُم ويزجُ بهِ الى السجونِ, ليتلقى التربيةَ الحقيقيةَ على القيادةِ والفنونِ والإدارةِ, بعدَ أن يُحشدُ لهُ مئاتُ العناصرِ بعنوانِ أتباعٍ أو مريدينَ, ومِن ثُم يُؤمرُ بإطلاقِ صراحِهِم جميعاً, وتُفَتَحُ الأبوابُ على مِصراعيهَا لخروجِهِمِ مِن البلادِ, لِيتلقونَ فنونَ القتالِ والتدريبِ المُكثفِ, بعنوانِ الجهادِ العملي للدفاعِ عن أراضي المسلمينَ في إفغانستانَ, التي هي مرتعٌ مِن مراتعِ المخابراتِ الأميركيةِ ضدَ التمددِ السوفيتي !!!

وبمقابلِ ذلكَ كلهِ, وفي نفسِ الفترةِ الزمنيةِ, يتمُ مطارةُ بعضُ الأشخاصِ مِن قبلِ النظامِ العراقي السابقِ, لِيُجبرْ على تركِ العراقِ, ليلتحقِ في المدارسِ الجهاديةِ السلفيةِ, بعدَ أن تلقَ هذا الشخصُ أروعَ الدروسِ في الإستخباراتِ ونقلِ المعلوماتِ والتجسسِ, ليكونَ عنصراً مؤهلاً للإنخراطِ في سلكِ أمنِ الدولةِ في نظامِ صدامِ حسينِ, وبالتأكيدِ فإنَّ الأراضي العراقيةِ والأردنيةِ والعربيةِ غيرُ مؤهلتينِ في إكمالِ عملياتِ التدريبِ, بل لابدَ مِن الذهابِ الى إفغانستانَ لغرضِ إكمالِ متطلباتِ القيادةِ والزعانةِ في المستقبلِ على أيدِ المخابراتِ العالميةِ الأميركيةِ والسوفيتيةِ !!!

وأمَا تركُ المجالَ للفتى اليافعِ -إبراهيم السامرائي- ليتلقى أرقى العلومِ القرانيةِ, ليمثلْ الواجهةَ الإعلاميةَ التي سَتُعلنَ تشكيلَ التنظيمِ والأمرِ بالجهادِ وعودةِ الخلافةِ الراشدةِ في وادي الرافدينِ وبلادِ الشامِ, ليصبحْ لسانُ الفتى مِن أعذبِ الألسنةِ في تلاوةِ القرانِ الكريمِ, بل ومِن أرقى الألسنةِ في إخراجِهَا مِن مخارجِهَا الصحيحةِ, والتي عجزَ عن نطقهَا الزعاماتُ العربيةُ والأعجميةُ الإسلاميةِ, فبالتأكيدِ ستحصلُ المقارنةُ والمفاضلةُ بينَ هذهِ الزعامةِ المدعيةِ للخلافةِ بلسانٍ فصيحِ مبينٍ, وبينَ تلكَ الزعاماتِ الإعلاميةِ الأسطوريةِ الورقيةِ الكارتونيةِ, وتميلُ الكفةِ عندهَا الى صالحِ الخليفةِ الجديدِ !!!

#حقاً :
أنهَا سيناريوهاتٌ هوليوديةٌ مُتقنةُ الإخراجِ والمونتاج والتمويلِ, قد أعدتْ لهَا منذُ عشراتِ السنينَ وتُكُفِلَ لهَا بكلِّ إمكانياتِ النجاحِ الإنجاحِ, لتحقيقِ مَآربٍ طالمَا خططتْ الدولُ المستكبرةُ الى الوصولِ إليهَا, ولو لَم يبقَ مِن الدنيا إلا يومٌ واحدٌ !!!

وبنهايةِ التنظيمِ المُصْطَنَعِ, وبانطواءِ آخرِ ورقاتهِ في العراقِ والشامِ, أُذنٌ ببدايةِ فصلٍ جديدٍ, والذي كلُّ مَا جرى على أيدي التكفيريينَ والإرهابيينَ, يُمثلُ مقدمةً مِن مقدماتهِ, وبمَا أن المقدماتِ تكللتْ بالنجاحِ والتحققِ, فبالتأكيدِ أنَّ النتيجةَ ستكونُ متحققةً بشكلٍ يقيني مؤكدٍ ...

#وبعدُ :
الإستكمالِ الفعلي لكلِّ عملياتِ الصناعةِ لهؤلاءِ العملاءِ والمأجورينَ على المستوى الإقليمي, فلابدَ مِن أن تنتهي حقبتُهُم الى الأبدِ, ويُستفادُ مِن صناعتِهِم أيمَا إستفادةٍ, حيثُ مِن المتوقعِ جداً, أنَّ مرحلةَ صناعةِ العميلِ بهذهِ الطريقةِ الجهاديةِ والسلفيةِ ستنتهي والى الأبدِ, ويَتُم إعلانُ الحربِ على كلِّ هذهِ التنظيماتِ في مشارقِ الأرضِ الإسلاميةِ ومغاربهَا, بعدَ أن تمتْ العمليةُ الموكلةِ إليهَا !!!

لذلكَ فإنَّ إنشاءَ القواعدَ الأميركيةَ في كلِّ المناطقِ المرغوبِ فيهَا, وجعلِ الكثيرِ منهَا قواعداً دائميةً, جاءتْ بفضلِ وجودِ هذهِ المنظماتِ الإرهابيةِ, حيثُ مَا مِن بقعةٍ مِن البقاعِ التي تواجدَ عليهَا أو بقربِهَا الإرهابُ المنظمُ, إلا وأُسْتُبْدِلَ مكانهُ بقاعدةٍ عسكريةٍ أميركيةٍ, أي أنَّ المُستفادَ الوحيدَ مِن إنتشارِ التطرفِ في العالمِ الإسلامي, هُم نفسُ القياداتِ الأميركيةِ, مِن خلالِ نشرِ القواعدِ الجويةِ والبحريةِ البريةِ, وكمَا يقالُ في قواعدِ التحقيقِ الجنائي, أنَّ أصابعَ الإتهامِ تُشيرُ الى المستفيدِ مِن عمليةِ القتلِ أولاً !!!) ...

#ثالثاً :
قولكَ : (اولا: لا اظن داعش ستموت .. بل ستخسر المدن الرئيسية وستشن حروب استنزاف كبرى) !!!

أقولُ :
في المقامِ عدةِ نقاطٍ أهمِهَا :
1- أتعجبُ عليكَ أيهَا المعلقُ والمستشكلُ والتابعُ لهذا التنظيمِ الأرهابي قلباً وقالباً, والمتعبدُ بأفعالِ أئمتِهِم وقادَتِهِم, كيفَ تعزرونَ الناسَ وتقتلونَهُم عندما يختصرونَ إسمَ تنظيمِكُم الإرهابي الخارجي مِن (تنظيمُ الدولةِ في العراقِ والشامِ) الى (داعش), بينمَا أنتَ سمحتَ لنفسكَ بأن تُسميهُ بهذا الإسمِ, حيثُ قلتَ : (لا اظن داعش ستموت) !!!

ولكن صدقَ قولُ اللهِ تعالى في أمثالِكُم مِن الدولةِ التي مرقتْ في زمنِ الرسولِ -صلى اللهُ عليهِ والهِ وصحبهِ وسلم -, حيثُ قالَ سبحانهُ وتعالى : {وَلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ }محمد 30 ...

2- مصادرةٌ وتدليسٌ وكذبٌ وخداعٌ, لأنَّ كانَ من الأولى عليكَ أيهَا الداعشي التكفيري الناصبي الخارجي أن تأتي بدليلٍ على قولكَ, لا أن ترسلهُ أرسالَ المُسلماتِ, حيثُ قلتَ : (اولا: لا اظن داعش ستموت .. بل ستخسر المدن الرئيسية), وهذا مِن أفضحِ وأفصحِ وأبينِ أنواعِ المصادراتِ التي يتعلمُهَا الصبيةُ في الدراساتِ الأكادميةِ والدينيةِ !!!

بل, أنَّ كلَّ القراءاتِ والتحليلاتِ والدراساتِ والكتاباتِ تُبينُ جلياً وتقطعُ أنَّ نهايةَ تنظيمِ الدوليةِ سيكونُ خلالَ هذهِ الفترةِ, بل أنَّ تحشدَ المجوسِ والصليبيينَ -كمَا عبرتَ عنهُم- قد جيشوا الجيوشَ وأعدوا العدةَ على القضاءِ على تنظيمِهِم الذي صنعوهُ وسمحوا بإنتشارهِ وإتساعهِ في بلادِ العربِ المسلمينَ, بعدَ أن تَم المهمةَ وأدى الواجبَ الذي إُعدَ مِن أجلهِ, ومَثلُ ذلكَ كثيرٌ في التأريخِ, حيثُ يقتلُ الربُ أتباعهُ وعملاءهُ وتابعيهُ بعدَ إتمامِ المهمةِ, لا لشيءٍ سوى لبيانِ خلو ساحتهِ مِن ماوقعَ مِن جرائمِ ووجناياتٍ, بل وليمحُ آثارهُ بشكلٍ كاملٍ مِن مسرحِ الجريمةِ, بعدَ أن يدخلهُ أولَ مرةٍ ويستأثرَ في دخولهِ دونَ غيرهِ, لِيُنهي ويتلفَ كلَّ الدلائلِ الماديةِ المعتمدةِ في المحاكمِ الدوليةِ, وأمَا تلكَ الحدسياتِ والشهاداتِ فلا قيمةَ لهَا بوجودِ التبريرِ والسطوةِ والسلطةِ !!!

3- نعم وأنا معكَ بنسبةِ مائةٍ في المائةِ في قولكَ : (اولا: لا اظن داعش ستموت .. بل ستخسر المدن الرئيسية وستشن حروب استنزاف كبرى) !!!
نعم وألفُ نعمٍ ونعمٍ ونعمٍ ...
أن تنظيمَ الدولةِ -داعش- قد خسرَ المدنَ الرئيسيةَ كمَا تفضلتَ, بل وخسرَ قبلَ ذلكَ أماكنَ تمددهِ المخططَ لهَا والمزعومةَ مِن شعارهِم (الدولةُ باقيةٌ وتتمددُ), حيثُ خسرَ شمالَ حلبَ وتدمرَ والسويداءَ والبابَ ودابقَ والأعماقَ, وشطراً كبيراً مِن إدلبَ في بلادِ الشامِ,
 كمَا وخسرَ تكريتَ وبيجي والرمادي وبعقوبةَ وغربَ كركوكَ ومكحولَ والقائمَ وراوةَ والرطبةَ وحزامَ بغدادَ والزويةَ والفلوجةَ والضلوعيةَ والطارميةَ وشمالَ بابلَ, هذا كلُّهُ خارجَ المدنِ الرئيسيةِ, أي لم يبقَ لهَا شيءٌ خارجَ المدنِ الرئيسيةِ, وكلُّ هذهِ الخسائرِ التي أمنيَّ بهَا التنظيمُ على أيدي جيوشاً غيرِ نظاميةٍ, بل على أيدي ميلشياتٍ وغيرِ منتظمةٍ وغيرِ مدربةٍ !!!

وأما مَا بقي مِن المدنِ الرئيسيةِ فقط شطراً مِن دير الزورَ والرقةِ وجيوباً مِن الحسكةِ والموصلِ -نينوى-, وهَا قد تحشدتْ الجيوشُ والحشودُ الصليبيةُ والمجوسيةُ, بكلِّ ما أوتيتْ مِن قوةٍ, فكُم نسبةِ الإحتماليةِ أن يصمدَ التنظيمُ بوجوهِ هؤلاءِ أشرارِ خلقِ اللهِ تعالى على أرضهِ ؟!!
فإذا خسرَ التنظيمُ الداعشي قرابةَ الثمامينَ بالمائةِ مِن أراضي التي أغتصبهَا مِن الفقراءِ والمساكينِ المدنيينَ العزلِ على أيدي قواتٍ غيرِ نظاميةٍ, فكيفَ الحالُ أمامَ هذهِ الجيوشِ الجرارةِ المدريةِ والنظاميةِ, بل والتي خلقتْ وطورتْ ومولتْ نفسَ التنظيمِ ؟!!!

#نعم_وألفُ_نعم_ونعم :
أنا معكَ في قولكَ أن : (اولا: لا اظن داعش ستموت .. بل ستخسر المدن الرئيسية وستشن حروب استنزاف كبرى) !!!
نعم التنظيمُ سوفَ لا يموتُ ولا ينتهي ولا يتلاشى أبداً, وهذامَا بيناهُ في المقالِ السابقِ, لأنَّ القضاءَ العسكري لا ينهي التواجدَ الفكري المتأصلَ والمتجذرَ في أنفسِ وأرواحِ أتباعِ التنظيمِ, كحالِ الدولِ المارقةِ السالفةِ, بل كمَا قلتَ أنت : (بل ستخسر المدن الرئيسية وستشن حروب استنزاف كبرى) !!!

نعم, أنتمُ في شبابِ دولتِكُم وعنفانِ شبابِ تنظيمِكُم وسطوةِ سلطانِكُم, لَم تشنوا هجوماً واحداً على الصليبيينَ والمجوسِ قياساً ممَا أذقتموهُ للمدنيينَ العزلِ المسالمينَ الأبرياءِ مِن الناسِ !!!

فكيفَ بِكُم وأنتُم تعيشونَ لحظاتِكُم إنهيارِكُم, وإستإصالَ شأفتِكُم, وإنهيارَ خلافَتِكُم, فبالتأكيدِ أنَّ جامَ غضبكُم, وحممَ نيرانِكُم, وتبريرَ خيبتِكُم وفَشَلِكُم, ستعلقونهُ جميعاً في رقابِ ودماءِ الأبرياءِ مِن الناسِ !!!

وهذا مَا نراهُ شاهداً واضحاً لمَا يحصلْ في العالمينِ العربي والإسلامي, مِن قتلِ بواحٍ وموتٍ زعافٍ, الذي يطالَ الأطفالَ والنساءَ والشيوخَ والعزلَ مِن الرجالِ, بل ومَا رأيناهُ في العراقِ وبغدادَ مؤخراً إلا شاهداً على ذلكَ, بل ومَا ستشهدهُ الساحةُ العراقيةُ أضاعافَ مَا شهدتهُ كلَّ السنواتِ السالفةِ, وهذا مَا بيناهُ في المقالِ الموسومِ بِــــ(حَرْبُ تَحريرِ المَوصِلِ .. بَيْنَ البِدَايَةِ وَالنِهَايَةِ) بحلقتيهِ الأولى والثانيةِ ...

قالَ تعالى : {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ }الأنعام 125 ...
{إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ }النحل 37 ...