,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,(الدكتور مهند جاسم الحسيني)
إنَّ الكثيرَ مِن القوى العالميةِ التي تتحكمُ بمصيرِ الكثيرِ مِن الشعوبِ, لا تتوانى عن صناعةِ الكثيرِ مِن الدروعِ الخارجيةِ لهَا في الخارجِ, لأنَّ الدروعَ الخارجيةَ تضمنُ للمتحكمينَ مِن تلكَ القوى طرقاً بسيطةً مِن الكسبِ السياسي أولاً وبالذاتِ, والإقتصادي وبسطِ النفوذِ ثانياً وبالعرضِ ...
أي أنَّ الكثيرَ مِن البلدانِ الناميةِ أو مَا تُعرفُ بدولِ العالمِ الثالثِ, مَا هي إلا كتائبٌ وطلائعٌ تتخذُ مِن الخطوطِ الأماميةِ مقراً لهَا, وليستْ هذهِ الخطوطُ خطوطاً مِن النوعِ المكاني, بل هنالكَ خطاً أمامياً زمانياً لَم يُلْتَفتْ إليهِ بَعدُ, بحيثُ أنَّ القواتِ القتاليةَ تَنقسمُ الى عدةِ خطوطٍ زمنيةٍ, يُتَحَكُمُ بالكثيرِ مِنهَا عبرَ العاملِ الزمني, فَتُدفَعُ بعضٌ وتُقبضُ إخرى, بحسبِ المصلحةِ الزمنيةِ, وأمَا الدولُ المُحركةُ والمُسيطرةُ على المَشهدِ, ليسَ لهَا إلا الحصولُ على النتائجِ النهائيةِ, والتي لا تتعدى ألمَ التعبِ مِن كثرةِ ساعاتِ التفاوضِ, والمللَ مِن الجلوسِ حولَ الطاولاتِ المستديرةِ لغرضِ التفاوضِ !!!
وبالحقيقةِ أنَّ هذا النوعَ مِن التخطيطِ والتَحريكِ والتلاعبِ بالمشاهدِ الخارجيةِ, لايأتي على حسابِ كونِ القائدِ لذلكَ البلدِ النامي عميلاً أو مُتواطئاً مع تلكَ القوى المُحركةِ لهُ, بل أنَّ الطرفَ المُحَرِكَ لهُ والمُسيطرَ على قراراتهِ, يجعلهُ يعيشُ حالةً مِن إنعدامِ أو محدوديةِ الخياراتِ ...
فكَمَا أن الأطرافَ المُسيطرةَ تملكُ مِن الذكاءِ مَا تجعلُ ذلكَ الطرفَ أو هذا الطرفَ تحتَ رحمتِهَا وسلطتِهَا, فأنَّ نفسَ الفردِ والمُتَحَكمِ بهِ, يملكُ مِن الذكاءِ والمراوغةِ للإستفادةِ مِن هذهِ الخياراتِ, بحيثُ يستفادُ مِنهَا أيمَا إستفادةٍ, ويتمسكُ بهَا أقصى تمسكٍ, بحيثُ يُوهِمُ المقابلَ -كَمَا يَتصورُ- أنَّهُ شريكٌ في العبةِ وطرفاً في النزاعِ, بينمَا أنَّ المقابلَ يَعلمُ تمامَ العلمِ أنَّ كلَّ حركاتهِ وسكناتهِ سوفَ تُزيدُ سِعْرَ صرفهِ في السوقِ السياسةِ مُستقبلاً !!!
ومِن هذهِ الناحيةِ سوفَ يصبحُ هذا الفردُ المراوغُ, أفضلُ بكثيرٍ مِن أفضلِ العملاءِ والتابعينَ المعلومينَ بالخارجِ بالتبعيةِ والطاعةِ لتلكَ الأطرافِ,
لماذا ؟؟؟
لأنَّ الطرفَ المُتحكمَ بهِ, والماسكَ بطرفِ خيطهِ, سَيُرسلُ برسالةٍ بليغةٍ, أنَّ هذا الطرفَ مُستعدٌ للإنتحارِ ودخولِ حربٍ خاسرةٍ, بمجردِ أن يُضغطَ عليهِ كثيراً, لذا مِن الأفضلِ أن يُكالَ الأمرُ الى التفاوضِ عبرَ طرفٍ ثالثٍ, أو يُسْتَمَعُ لهُ مِن قبلِ الطرفِ المارقِ ...
وهنا سوفَ تتمُ المُساومةُ والبيعُ, بحيثُ يضمنُ الطرفانِ القويانِ مصلحتِهِمَا, وأمَا الطرفُ الأضعفُ فمصيرهُ البيعُ والتركُ, أو التنازلُ عمَا كانَ السببُ في كلِّ هذا الإحتقانِ والإصطكاكِ !!!
وهنَا سيصبحُ هذا القزمُ وهذا الغبي والآلةُ بيدِ الأقوياءِ, سلعةً رخيصةً بأيديِهِم, لا لشيءٍ سوى أنَّهُ راهنَّ على رفعِ سِعْرِ بيعهِ, مِن خلالِ تمسكهِ بالسلطةِ ولو لبضعِ ساعاتٍ أو أيامٍ أو أشهرٍ, وحتى لو عَلِمَ أنَّ مصيرَ بيعهِ مِن المحتومِ والذي لا تجري عليهِ الأقدارُ تغيراً بأيِّ حالٍ مِن الأحوالِ !!!
#وبعدَ_هذهِ_المُقدمةِ :
فالننتقلْ الى أهمِ سؤالٍ يُمكن طَرحُهُ على أسماعِ القراءِ والمتابعينَ, وهو :
هل أنَّ هذهِ الطريقةَ طريقةٌ ناجعةٌ في الأوقاتِ الظروفِ كافةٍ, بيحثُ أنَّ محدوديةَ الخيارِ كَمَا تكونُ للطرفِ الضعيفِ, تكنُ بنفسِ المقدارِ مِن المحدوديةِ عندَ الطرفِ المقابلِ القوي, أو ربَّمَا أكثرُ محدوديةٍ مِنهُ ؟!!!
بالطبعِ أنَّ الإجابةَ على هذا السؤالِ, ليسَ بالضرورةِ أنَّ يكونَ معلومَ الجوابِ, لأنَّ معطياتِ الأجابةِ متغيرةٌ تماماً بتغيرِ الزمانِ والمكانِ ...
لأنَّ في أغلبِ الأحيانِ ليسَ بالضرورةِ أن يكونَ الهدفُ الأضعفَ هو المقصودَ, بل في الكثيرِ مِن الأحايينَ يكونُ الطرفُ الأقوى, والطرفُ المسيطرُ والمحركُ والمستفيدُ, هو المقصودُ مِن التحركِ, وبالتالي سينقلبُ الجوابُ رأساً على عقبٍ !!!
فبعدَ أن كانَ الطرفُ القوي طرفاً مِن أطرافِ التعاملِ التجاري والتقايضِ السوقي, سيكونوا طرفاً داخلاً في رهانٍ, يُحْتملُ الربحُ والخسارةُ في نفسِ الوقتِ !!!
أي أنَّ الكثيرَ مِن هذهِ الأساليبِ لَم تبقَ منطليةَ الخدعِ ومُنْطويةَ الأسرارِ على الطرفِ الآخرِ, الذي هو بطبيعةِ الحالِ قويٌ ومسيطرٌ جداً !!!
فكمَا أنَّ الأطرافَ الناميةَ يُمكنُ أن تكونَ هدفاً مِن أهدافِ الإستكبارِ العالمي, فكذلكَ الحالُ مع البلدانِ القويةِ يُمكن أن تكونَ هي المقصودةُ مِن هذا الإستهدافِ, ومَا إستهدافُ الناميةِ مِن البلدانِ إلا لغرضِ التمويهِ والتشويشِ والتحججِ والتذرعِ !!!
وإذا صحتْ هذهِ الإطروحةُ -وهي صحيحةٌ عندنَا بنسبةِ كبيرةٍ جداً- فمِن الحري بالدولِ القويةِ المجاورةِ لتلكَ الناميةِ المستهدفةِ, والراعيةِ لمصالحِهَا أن تخافَ تمامَ الخوفِ, لعلمِهَا أنَّهَا هي الهدفُ مِن هذا التحركِ دونَ تلكَ !!!
وهذا ما حصلَ فعلاً في عامِ (1950) في الحربِ الكوريةِ, أو الحربِ الأهليةِ, أو النزاعِ الكوري, أو حرب تحريرِ الأرضِ, أو بحربِ مقاومةِ أميركا ومساعدةِ كوريا, حيثث لَم يُتفق لحدِ الآن على إسمٍ محددٍ لهذهِ الحربِ المنسيةِ كَمَا يُعبَرُ عنهَا صينياً !!!
فإنَّ مبرراتِ التدخلِ والهجومِ والدفاعِ والإجتياحِ, يُغيرُ إسمَ الحربَ بشكلٍ مؤكدٍ !!!
فمثلاً لَم تتمكن الإدارةُ الأميركيةُ بقيادةِ الرئيسِ #ميلارد_فيلمور, الرئيسِ الثالثِ عشرِ للولاياتِ المتحدةِ الأميركيةِ, مِن إستحصالِ موافقةِ الكونكرسِ الأميركي ليعلنَ الحربَ على كوريا الشماليةِ, لأنَّ الكثيرَ مِن الجيوشِ الأميركيةِ تَم تسريحُهَا بعدَ الحربِ العالميةِ الثانيةِ, لذا فلم تكن الولاياتُ المتحدةُ مستعدةً لخوضِ حربٍ ربَّمَا تقودُ الى نفسِ الدمارِ الذي لَم تشفَ جراحاتُهُ بعدُ !!!
لذا إرتأى الرئيسُ ميلارد بواسطةِ مُستشاريهِ الدهاةِ أن يُطلقَ على الحربِ على كوريا الشماليةِ بالنزاعِ الكوري, وبالتالي لا يحتاجُ الرئيسُ الى عمليةِ تفويضٍ مِن قبلِ الكونكرسِ في شنهِ للحربِ على كوريا, ونقلِ الجيوشِ والأساطيلِ إليهَا !!!
بينمَا أنَّ السببَ الذي دعى الصينُ الى تَسميتِهَا بحربِ مقاومَةِ أميركا ومساعدةِ كوريا, لِتَضفي على تدخلِهَا لنصرةِ الجيشِ الشيوعي ضدَ الرأسماليةِ المتمددةِ عبرَ القاراتِ !!!
إذن هي حربُ ألفاظٍ ومصطلحاتٍ وتأويلاتٍ !!!
حربٌ لاتخسرُ فيهَا سوى الشعوبِ المظلومةِ والمُتَحَكُمِ بمقدراتِهَا بعضُ الظلمةِ المتسلطينَ !!!
وتجارةٌ بينَ الأقطابِ والإستكبارِ العالمي, لا خسارةَ فيهَا إلا بأرواحِ العبيدِ والمرتزقةِ والمغررِ بهِم !!!
#وبالنتيجةِ :
إذا كانتْ الحربُ حرباً يُمكن أن يَكن هدفَهَا جهةٌ غيرُ تلكَ المعلنةِ والمعنيةِ في التحشيدِ والتجييشِ والتحركِ العسكري (كوريا الشماليةُ), فَمِن حقِ الأطرافِ الراعيةِ (كالصينِ مثلاً) لهَا أن ترتعدَ فرائُصُهَا خوفاً ووجلاً, وتحملَ التحركَ على محملِ الجدِ الحقيقي والجادِ, وخصوصاً أنَّ البلادَ الصينيةَ قد أثارتْ حنقَ الرئاسةِ الأميركيةِ, حتى صارَ كبحُ جماحِهَا وغلوائِهَا العسكري والإقتصادي برنامجاً إنتخابياً للرئيسِ الأميركي دونالد ترامب, وهذا هو أكبرُ إحتمالٍ يُبتُ صحةَ كلامِنَا, بأنَّ بيونغ يانغ ليستْ الهدفَ الرئيسي مِن هذا الحراكِ العسكري !!!
لذا فإنَّ الصينَ تعلمُ جيداً أنَّ التمردَ الذي تُبديهُ #بيونغ_يانغ, سوفَ تحشدُ الجيوشَ الأميركيةِ في البحرِ الياباني والمحيطِ الهادىء, الذي يُعتبرُ مِن الحدودِ الستراتيجيةِ الصينيةِ, والذي تسابقتْ عليهِ الولاياتُ المتحدةُ وروسيا والصينُ لبسطِ النفوذِ هناكَ, مِن خلالِ نشرِ أكبرِ عددٍ مِن الأساطيلِ النوويةِ !!!
فبسببِ #بيونغ_يانغ ستتمكنُ أميركا مِن إيجادِ أكبرِ مبررٍ لهَا لدفعِ أكبرِ إسطولٍ الى تلكَ المنطقةِ المحظورةِ صينياً وروسياً,
لماذا ؟؟؟
لأنَّ السيطرةَ على تلكَ البقعةِ يُمكن خلالُهَا أن تُسيطرُ الولاياتُ المتحدةُ على المراحلِ الأولى مِن إطلاقِ الصواريخِ البالستيةِ ذاتِ المدى البعيدِ والعابرةِ للقاراتِ, لأنَّ الإقترابَ الى التخومِ الصينيةِ والروسيةِ مِن جهتِهَا الشرقيةِ, سَتُمَكنُ البحريةَ الأميركيةَ مِن التصدي الى تلكَ الصواريخِ خلالِ مراحلِ إطلاقِهَا الأولى, بحيثُ أنَّ هذهِ المرحلةِ هي المرحلةِ الأبطأ مِن بينِ المراحلِ الثلاثِ المعروفةِ في عمليةِ إطلاقِ الصواريخِ البالستيةِ, وهي مرحلةِ الإطلاقِ وتمتدُ مِن اللحظةِ الأولى الى نهايةِ الغلافِ الجوي وفي الغالبِ مَا يكونُ الإطلاقُ شبهُ عمودي, وأما المرحلةُ الثانيةُ فهي مَا بعدَ عبورِ الغلافِ, حيثُ إنعدامِ الغلافِ الجوي والسباحةِ بدونِ أي محركٍ أو ثقلٍ يثبطُ عمليةَ الإنتقالِ والسرعةِ, معتمداً خلالَهَا على الجاذبيةِ الأرضيةِ, والمرحلةُ الأخيرةُ حيثُ الرجوعِ الى الغلافِ مرةً أخرى وبشكلٍ شبهِ عمودي, مع التسليحِ للرأسِ الحربي !!!
وإنَّ المرحلةَ الأولى هي الأبطأ, لعاملينِ مهمينِ جداً :
#العاملُ_الأولُ : القصورُ الذاتي للصاروخِ, حيثُ أنَّ القصورَ الذاتي لجسمِ الصاروخِ سيكونُ بأكبرِ مقدارٍ لهُ وهو في حالةِ السكونِ, ويحتاجُ الصاروخُ الى عدةِ دقائقٍ حتى يعتادَ الإستمراريةَ على الحركةِ, ويصبحُ القصورُ الذاتي لهُ هو الحركةُ, وليسَ السكونِ ...
#العاملُ_الثاني : مقاومةُ الهواءِ في الطبقاتِ القريبةِ مِن سطحِ الأرضِ, مع التغلبِ على الظروفِ الطقسِ والتقلباتِ عبرَ الطبقاتِ الهوائيةِ, وفي الغالبِ مَا تظهرُ هذهِ العواملُ في أولِ مائةِ كيلو مترٍ مِن على سطحِ الأرضِ ...
وإنَّ هذينِ العاملينِ سوفَ يَستنفذانِ وقودِ الصاروخِ بشكلٍ تامٍ, بحيثُ بمجردِ أن ينهي هذهِ المرحلةِ خلالَ الغلافِ الجوي, وقريباً مِن نهايتهِ, سوفً يصبحُ الصاروخُ أسرعُ مِن سرعةِ إطلاقهِ بمئاتِ المراتِ !!!
#إذن :
هذهِ الفرصةُ الذهبيةُ لإقتناصِ الصواريخِ البالستيةِ بعيدةِ المدى, والتي تجعلُ الأسلحةَ الستراتيجيةَ محيدةً تماماً, بينمَا تبقى تلكَ البلدانُ عاريةَ الظهرِ, مكشوفةَ الرأسِ, اضحةَ المعالمِ, بالنسبةِ للولاياتِ المتحدةِ الأميركيةِ !!!
هذا مَا بيناهُ مراراً وتكراراً في أكثرِ مِن مقالٍ سابقٍ, حيثُ أوضحنَا أنَّ وضعَ الصواريخِ المعترضةِ على تخومِ روسيا, كفيلةً بتحييدِ صواريخِهَا البالستيةِ, وهذا مَا قضَ مضاجعَ الروسِ كثيراً, بحيثُ ذهبوا الى خيارِ الزخاتِ الكثيفةِ مِن الصواريخِ النوويةِ, والتي سَتَمُرُ الكثيرُ مِنهَا الى مرامِهَا الأخيرِ !!!
#لذا :
فَمَا قيمةُ الحربِ على كوريا الشماليةِ قبالَ هذا الهدفِ الدفاعي الستراتيجي الأميركي, بحيثُ تحمي أميركا ظهرهَا المكشوفَ قبالَ ألسكا وكندا مِن الشمالِ الأميركي, وهي المنطقتانِ الرخوتانِ عسكرياً عندَ الجانبِ الأميركي, بينمَا قد أتمتْ تحصيناتِهَا الشرقيةَ بشكلٍ تامٍ تقريباً, مِن خلالِ نشرِهَا الدرعَ الصاروخيةَ في شرقِ أوربا ...
#وفي_المقامِ_إحتمالانِ_إثنانِ_فقط :
الإحمالُ الأولُ :
................... إن تحصلَ الحربُ بينَ الولاياتِ المتحدةِ الأميركيةِ وكوريا, وهذا الإحتمالُ ليسَ وارداً فقط, بل هو الإحتمالُ الراجحُ جداً, بل والمؤكدُ, لأنَّ بيونغ يانغ مِن البلادِ المتمردةِ على الإدارةِ الأميركيةِ, وفي نفسِ الوقتِ مِن بلادِ التي تسعى حثيثاً الى بلوغِ أقصى القدراتِ العسكريةِ بغضونِ سنواتٍ قليلةٍ, وبالتالي ستشكلُ خطراً حقيقياً على الولاياتِ المتحدةِ كبلادٍ, وعلى مصالحِهَا وقواعدِهَا المتواجدةِ في عرضِ البحرِ الياباني والقريبةِ مِن السواحلِ الكوريةِ الجنوبيةِ ...
وإنَّ لامجالَ للتفاوضِ معهَا مع السماحِ لهَا بكلِّ هذهِ الإمكانياتِ العسكريةِ المتصاعدةِ في المنطقةِ والعالمِ, مع مَا تملكهُ مِن الحقدِ على الإدارةِ الأميركيةِ ...
وهنَا على الإدارةِ الأميركيةِ التسابقِ مع الزمنِ, للحيلولةِ مِن أن تصلَ كوريا الشماليةُ الى مبتغاهَا العسكري, مِن خلالِ التحركِ العسكري الحقيقي والجادِ على بيونغ يانغ, مع توجيهِ ضربةٍ عسكريةٍ تُنهي هذا الطموحَ والشراهةَ العسكريةَ المتصاعدةِ ...
وليسَ للقارئ أن يشكلَ علينَا بقولهِ : إنَّ الحراكَ العسكري الأميركي, ربَّمَا يكونُ هدفهُ إعلامياً فقط, وبالتالي سوفَ تتوقفُ أميركا عن التفكيرِ بالهجومِ أصلاً, وتلغي خيارهُ مِن الأساسِ, عندمَا ترتطمُ سفينةُ تفكِرِهَا بالجبلِ المتحجرِ مِن التفكيرِ والعنادِ الكوري !!!
لأنَّ لنَا أن نُلمحَ ونُشيرَ الى أنَّ مَا ترونَّهُ اليومَ مِن التوجهِ الأميركي الى تخومِ الكوريتينِ, توجهٌ حقيقيٌ وجادٌ, وأمَا الحروبُ التي تكونُ على هذهِ الشاكلةِ, فهي تتسمُ بطابعِ السريةِ والمباغتةِ, لأنَّنَا نتعاملُ مع بلادٍ تتعاملُ بالسرعِ الصاروخيةِ, والأوقاتِ القصيرةِ جداً, بحيثُ أنَّ هكذا حروبٌ سوفَ تبدأ وتنتهي بغضونِ بضعِ دقائقٍ, وربَّمَا لا تتجاوزُ الدقيقةَ الواحدةَ, وبعدَ هذهِ الفترةِ, سوفَ تنتقلُ الى بضعِ دقائقٍ, وتنتهي بغضونِ عدةِ ساعاتٍ مِن ساعاتِ الليلِ, ومَا قبلَ طلوعِ الشمسِ !!!
لأنَّ في الدقيقةِ الأولى, ستضمنُ الولاياتُ المتحدةُ عنصرَ المفاجئةِ, وتنهي الكثيرَ مِن مراكزِ القيادةِ ومكامنِ صناعةِ القراراتِ العسكريةِ والسياسيةِ, وبالدقائقِ الأخرى ستولى إستهدافَ كلِّ مكامنِ الخطرِ العسكري الستراتيجي, بينمَا في الساعاتِ الأخرى ستنهي البنى التحتيةِ التي تجعلُ بيونغ يانغ مِن البلادِ المتخلفةِ جداً عسكرياً, وأقصدُ فيمَا يخصُ القدراتِ الصاروخيةِ النوويةِ !!!
لذا فلا يتعجبُ المراقبونَ فيمَا تحيطُ التحضيراتِ لهذهِ الحربِ مِن غموضٍ وتعتيمِ إعلامي فيمَا يخصُ الإمكانيةَ الحقيقيةَ لوقوعِ هذهِ الحربِ, وإخفاءِ ساعةِ صفرهِهَا, والتي يجبُ أن يكونُ متفقاً عليهَا أميركياً, ومدروسةً بشكلٍ تامٍ وكبيرٍ !!!
الإحتمالُ الثاني :
..................... إن لا تحصلَ الحربُ على الإطلاقِ, وتنتهي التحركاتُ الأميركيةُ بإتفاقٍ بينَ الصينِ وكوريا والولاياتِ المتحدةِ, على إيقافِ البرنامجِ النووي, وإنهاءُ الأبحاثِ الصاروخيةِ التي تعمدُ كوريا على عملهَا بينَ الفينةِ والأخرى ...
ولكن هذهِ مِن الأمنياتِ الورديةِ التي مِن الصعوبةِ أن نتوقعَ تحققهَا, لالشيءٍ سوى أنَّ مِن أروعِ الإنتصاراتِ التي يُمكن أن تحققَهَا أميركا على الشرقِ الأقصى, هو أن تُبقِ التهديدِ قائماً, ولو كانَ ذلكَ التهديدُ متفقاً ومسيطراً عليهِ, لأنَّ هذا سيحققُ مَا أشرنَا إليهِ مِن تحققِ مَا يُعرفُ بقواعدِ الإعتراضِ القريبةِ مِن مناطقِ الإطلاقِ !!!
#إذن :
فسيناريو الحربِ الكوريةِ قائمٌ وجدي وحقيقي, ولا مناصَ لإفتراضِ غيرهِ في الوقتِ الحالي ...
#ولكن :
بقى في المقامِ تَساؤولٌ لابدَ مِن طرحهِ ونقاشهِ بموضوعيةٍ, وبمَا يسمحُ بهِ الزمانُ والمكانُ, وهو :
هَل تسمحُ روسيا والصينُ بحدوثِ وتحققِ سيناريو الحربِ, وهَل بإلامكانِ أن تملكَ هاتانِ الدولتانِ مِن الأسبابِ المانعةِ لحددوثِ هذا السيناريو, بحيثُ تكونُ هذهِ الأسبابُ أسباباً مانعةً حقاً للتوجهِ الأميركي لهذهِ الحربِ ؟!!!
وهنَا لابدَ مِن أن نعرفَ أولاً أنَّ الولاياتِ المتحدةَ الأميركيةَ تملكُ مِن الأسبابِ الموجبةِ لخوضِ هذهِ الحربِ, لأنَّ بيونغ يانغ, تهددُ علانيةً وباللفظِ الظاهرِ والفاضحِ, وعبرَ أعلى مسؤولٍ فيهَا #كم_جونغ_أون, بأنَّ القدراتِ النوويةَ الكوريةَ تأتي لغرضِ إستهدافِ الجانبِ الأميركي, أسواءُ على صعيدِ البلادِ, أو المصالحِ والقواعدِ في كوريا الجنوبيةِ أو اليابانِ !!!
وهذا التصريحُ المتفقُ عليهِ مِن قبلِ القياداتِ الكوريةِ, يُعطي المبررَ للجانبِ الأميركي لخوضِ الحربِ, مع تحصيلِ قرارٍ أممي يخولُ يسمحُ للناتو بخوضِ هذهِ المواجهةِ, لمروقِ كوريا الشماليةِ على القراراتِ الأمميةِ الحائلةِ لنتشارِ أسلحةِ الدمارِ الشاملِ !!!
بينمَا لايملكُ الروسُ والصينُ مَا يجعلهُم يقفونَ بوجهِ خوضِ الحربِ مِن قبلِ الجانبِ الأميركي, سوى أنَّ لهُمَا مِن الحدودِ المشتركةِ مع كوريا, والتي ستنقلُ الملايينَ مِن المهاجرينَ اليهَا وبغضونِ أيامٍ, وهذا مَا سيثقلُ كاهلَ البلدينِ ويضعفهُمَا كثيراً, وينتهي بهِمَا الى الهاويةِ !!!
أنظرْ عزيزي القاريء اللبيب ...
أننَا نتكلمُ عن الإعتراضِ الذي يُمكن أن تُسجلهُ الدولتانِ الروسيةُ والصينيةُ, في مقابلِ حربٍ على تخومِ بلديهمَا, وأيُ حربٍ؟ حربٌ نوويةٌ !!!
وأمَا العملُ الأميركي على الطلبِ مِن الجانبِ الصيني لكبحِ جماحِ #كم_جونغ_أون, مَا هو إلا لإثباتِ أنَّ بيونغ يانغ لاتحترمُ حتى أقربِ جاراتِهَا والمرتبطةِ معهَا في الكثيرِ مِن العناصرِ المشتركةِ, كالإيمانِ بفكرةِ المذهبِ الشيوعي والعداءِ الأزلي للرأسماليةِ العالميةِ !!!
وبالتالي لا حلَ أمامَ الجانبِ الأميركي إلا خوضُ الحربِ بشكلٍ منفردٍ, مع الحفاظُ على طابعِ السريةِ في التوقيتِ, والإكتفاءِ بإرسالِ الأسطولِ البحري الى ذلكَ الجانبِ مِن الأرضِ, حيثُ أنَّ الصينُ وروسيا تعلمانِ أنَّ هكذا أنواعاً مِن الحروبِ لابدَ لهُ مِن أن يتسمَ بطابعِ السريةِ التامةِ, فلا يتوقعُ الجانبانِ أنَّ الجانبِ الأميركي سوفَ يطلقُ إنذاراً لسحبِ السفاراتِ والرعايا في ذلكَ البلدِ, لأنَّ التحركُ تحركاً حقيقياً, ولا تشابهٌ بينَ مَا حصلَ في سوريا مِن إعلانٍ قبلَ 20 دقيقةٍ, وبينَ مَا سيحصلُ في كوريا الشماليةِ !!!
#وهنَا :
لابأسَ أن أكشفَ لكُم شيءً مهماً جداً, وهو :
مِن الصعوبةِ جداً أن يَتُمَ إستهدافُ القطعِ البحريةِ مِن قبلِ القواتِ الكوريا, لأنَّ أغلبَ التقنياتِ التي توصلتْ لهَا كوريا مِن صناعاتِهَا في مجالِ الصواريخِ, هي الصواريخِ التي تعتمدُ على التضاريسِ الأرضيةِ المحددةِ, أي أن الصواريخَ لا يُمكن التحكمُ بهَا عن بعدٍ ولا تغييرِ مساراتِتِهَا, بل تعتمدُ في كيفةِ وصولِهَا الى الأهدافِ الى مَا تملكهُ مِن حفظِ التضاريسِ الأرضيةِ المتغيرةِ ...
بينمَا لايمكن إستعمالُ هذهِ الصواريخُ في الإستهدافِ البحري, لأنَّ البحرَ خالٍ مِن التضاريسِ تماماً, ولا يحتوي على شكلٍ محددٍ على الإطلاقِ, وهذا مَا لا يُمكن للصواريخِ مِن هذا النوعِ أن تستهدفَ القطعَ البحريةَ التي في داخلهِ !!!
وهنَا نعلمُ لماذا سعتْ الإدارةُ الأميركيةُ الى جلبِ حاملةِ الطائراتِ #كارل_فنسون والإسطولِ المرافقِ لهَا, دونَ إستعمالِ مَا موجودُ مِن قدراتٍ عسكريةٍ التي تُعدُ أضعافاً مضاعفةً لمَا تملكهُ على الأراضي اليابنيةِ وكوريا الشماليةِ ...
#وهنَا :
لابأسَ أن نتشرفَ ببعضِ مَا جاءَ في الأخبارِ عن الرسولِ الأمينِ وآلهِ الطاهرينَ والصحابةِ المنتجبينَ (عليهِم الصلاةُ والسلامُ), بحيثُ أنَّنَا لا نقطعُ ولا نجزمُ أبداً بإنطباقِ مَا جاءَ فيهَا على مَا نتوقعُ حصولهُ مِن معاركِ في المشرقِ, وفي أقصى المشرقِ, بل أنَّ مَا نأتي بهِ ونذكرهُ مِن رواياتٍ لايُعدُ إلا مؤيدٌ ومرجحٌ مِن حصولِ هكذا نطحاتٍ وتجاذباتٍ واصطدامات, بينَ جيوشٍ عظيمةٍ, بحيثُ يُمكن أن يقرنَهَا أهلُ بيتِ النبوةِ وموضعِ الرسالةِ ومختلفِ الملائكةِ (عليهِم الصلاةُ والسلامُ) بالعلاماتِ الكونيةِ, ويُمكن لنَا أن نفهم هذا مِنهَا أيضاً ...
#حيثُ_جاءَ :
- عن جعفر الصادق (عليهِ السلامُ), قال : ( إذا رأيتم علامة في السماء نارا عظيمة من قبل المشرق تطلع ليالي، فعندها فرج الناس وهي قدام القائم عليه السلام بقليل ) ...
- عن جعفر الصادق (عليهِ السلامُ), قال : ( إذا رأيتم نارا من قبل المشرق شبه الهردي العظيم تطلع ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج آل محمد عليهم السلام إن شاء الله عز وجل إن الله عزيز حكيم ) ...
- أخبرني عبد الوهاب بن بخت عن مكحول، قال رسول الله (صلى اللهُ عليهِ والهِ وصحبهِ وسلمَ) : ( يظهر في السماء آية لليلتين تخلوان -خلت- من شهر رمضان -في رمضان آية في السماء كعمود ساطع-، وفي شوال المهمهة ، وفي ذي القعدة المعمعة، وفي ذي الحجة ينتهب الحاج وفي المحرم وما المحرم)
- عن كثير بن مرة الحضرمي ولم يسنده إلى النبي (صلى اللهُ عليهِ والهِ وصحبهِ وسلمَ), قال : (إذا رأيتم عموداً من نار من قبل المشرق في شهر رمضان في السماء فأعدوا من الطعام ما استطعتم، فإنها سنة جوع, آية الحدث في رمضان عمود نار يطلع في السماء شبيهاً بأعناق النجب أو كأعمدة الحديد. فإذا رأيتها فأعد لأهلك طعام سنة) ...
وأسألكُم الدعاءَ ...