نُقْطَةُ التَحَولِ مِنْ مُعَاداةِ السَامِيةِ الى الإسلامِ فوبيا :
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,(الدكتور مهند جاسم الحسيني)
إنَّ الإنسانَ بطبيعتهِ يَكونُ متأثراً بمجوعةِ قوانينِ, وهذا التأثرُ لا يخلو إمَا أن يكونَ تأثراً كونياً أو فِطرياً أوتعايشياً, وبالتالي فأنَّهُ محكومٌ بقوانِنِهَا التي لا مناصَ مِن إلتزامهِ بهَا ولو على نحو القهرِ والإجبارِ ...
فالتأثرُ الكوني لامناصَ للتخلصِ منهُ على الإطلاقِ, لأنَّ الإنسانَ ككتلةٍ ماديةٍ تجري عليهِ كلُّ القوانينِ التي تحكمُ المادةِ دونَ إستثناءِ, فهو محكومٌ بقوانينِ الجاذبيةِ في حالِ السقوطِ مِن شاهقٍ, ومُستعدٌ للإحتراقِ والإستعَارِ عندَ ملامستهِ النارَ, وهكذا فإنهُ متأثرٌ في قوانينِ الإحتكاكِ والسرعةِ والكهربائيةِ والمغناطيسيةِ وغيرِهَا ...
وأمَا المعارفُ الفِطريةُ, فهي مابينَ الإنفعالاتِ الحيوانيةِ, كالخوفِ والهربِ مِن الخطرِ ,وإلتقامِ الثدي حالَ الولادةِ, والبكاءِ والحزنِ والرضا والفرحِ, وطبعاً إنَّ بعضَ هذهِ الفِطرياتِ لا تعدو كونهَا حيوانيةً, حتى في حالةِ تميزِ الإنسانِ بهَا عن سائرِ الحيواناتِ, ومثلُهَا كالسبعيةِ التي يتمتعُ بهَا الذئبُ دونَ السمكةِ والعصفورِ, أي أنَّ نفسَ تلكَ الفِطرياتِ تختلفُ مابينَ أفرادِ وأنواعِ الجنسِ الحيوانِ, فِمنَها يَتَشكلُ مَا يُعرفُ بالنقاطِ الفاصلةِ بينَ الأنواعِ, وإلا لماءَ الأسدُ ولزئرتْ الهرةُ !!!
وبمَا أنَّ الإنسانَ في قمةِ الهرمِ الحيواني, ويقبعُ في أعلى رتبِ تطورهِ, لذا إنسجمتْ الفطرةُ مع علو كعبهِ, ورفعةِ شأنهِ, مِن بينَ سائرِ الأفرادِ, حيثُ تطورتْ فِطرتهُ الى مرحلةِ القدرةِ على التفكيرِ, وإدراكِ بعضِ القوانينِ في الحقِ والباطلِ, والخيرِ والشرِ, ومَا يجوزُ ومَا لا يجوزُ, طبقاً لتلكَ الفِطرةِ السليمةِ غيرِ المَشوبةِ, وبهذهِ الصفةِ تميزَ الإنسانُ عن باقي أفرادِ أنواعِ جنسهِ, وإلا أنَّ الكثيرَ ممَا ميزهُ عن أقرانهِ في الجنسِ الحيواني, لا يعدو كونهُ تطوراً بسيطاً مشابهاً لِتطورِ الطائرِ على الزاحفِ !!!
وأمَا التأثرُ بالمحيطِ بهِ -المُجتمعُ- فلا مناصَ مِن قبولهِ والإعتقادِ بهِ, لأنهُ مِن الكائناتِ المجبولةِ على التعلمِ والإستفادةِ مِن المحيطِ, فكمَا يتعلمُ أصولَ اللغةِ وقواعدَ الكلامِ, فكذلكَ يتعلمُ مبادئَ الأخلاقِ والمُثلِ العليا والقوانينَ التي تحكمُ الكتلةَ التي يعيشُ معهَا وبجوارِهَا, وهكذا تتوارثُ الأديانُ وتتناقلُ الأحكامُ وتسري الأعرافُ ...
#ومِن_الضروري_جداً :
أنَّ نعرفَ أن النوعَ الثالثةَ مِن القوانينَ, قد حُمِلَ عليهَا تجوزاً لا حقيقةً تسميةُ القوانينَ, وإلا فأنَّ النقطةَ الفارقةَ بينَ القوانينَ وغيرِهَا يكمنُ في أنَّ غيرَ القوانينَ قابلةٌ للتغيرِ والتبدلِ, بعكسِ القانونُ فأنَّ حدهُ الثباتُ والإنطباقُ على سائرِ أفرادهِ الحقيقيةِ -الظاهريةُ والمقدرةُ- ...
وربَّمَا جاءَ هذا التجوزُ في نقلِ اللفظِ مِن القانونِ الصارمِ في إنطباقهِ على أفرادهِ, الى الأعرافِ والتقاليدِ والأحكامِ, كونَّهَا قابلةٌ للإنطباقِ على الأفرادِ أيضاً, ولكن يُمكن لنَا أن نميزَ بينَ القانونينَ بتميزينِ, همَا :
1- فإنَّ القوانينَ غيرُ قابلةٍ للإختلافِ والإختلافِ لا زمانيةً ولا مكانيةً أبداً, لأنَّنَا قد أشرنَا بأنَّ أفرادهَ حقيقيةٌ أي ماكانَ موجوداً مِنهَا فعلاً, ومَا كانَ مقدراً لهُ الوجودُ واقعاً أو عقلاً, وكمَا أنَّهَا ثابتةٌ مِن حيثُ الزمانِ فكذلكَ هي بنفسِ الثباتِ مِن حيثُ المكانِ, فنفسُ القوانينَ التي تحكمُ طبيعةَ العراقِ هي ذاتُهَا تحكمُ طبيعةَ القارتينِ الأميركيةِ الأوربيةِ, بل وتحكمَ ماعدا ذلكَ في الكونِ أجمعِ !!!
2- بينمَا ما يُعرفُ عليهِ بالقوانينَ في مَا يخصُ الأعرافَ الدوليةَ والعشائريةَ والدينيةَ والعرفيةَ, فكلُّهَا قوانينُ قابلةً للإختلافِ والتخلفِ, لأنَّهَا مختلفةٌ مِن حيثُ المنشأ والآيدلوجيةِ الفكريةِ, فبالتأكيدِ أنَّ القوانينَ التي تتحكمُ في التصرفِ في المياهِ بالنسبةِ لسكنةِ الصحراءِ, ليستْ هي ذاتُهَا بالنسبةِ لسكنةِ بلادِ الوَفْرَةِ, والقوانينَ التي تحكمُ العشائرَ, ليستْ هي ذاتُهَا التي تحكمُ الدولةَ ومجموعةَ الدولِ المتحالفةِ معهَا !!!
#ولإنَّ_ما_نرومُ_طرحهُ_اليومَ :
هو بخصوصِ القوانينَ مِن النوعِ الثالثِ, أي القوانينَ التي تحكمُ البشريةِ مِن حيثُ كونهِم تكتلاتٍ مجتمعيةٍ تتأثرُ بعضُهَا ببعضٍ, بمَا هُم أفرادٌ إجتماعيةُ الطبعِ والسلوكِ, فقضيةُ التناقلِ والعدوى الإجتماعيةِ, تتناقلُ بينَ أفرادِهَا تناقلَ المرضِ بينَ الأصحاءِ مِنهُم, لا لشيءٍ سوى أنَّهُم محكومونَ بالقوانينِ الإجتماعيةِ والتعايشيةِ, بل أنَّ هذهِ القوانينَ لا تقلُ صرامةً عن تلكَ التي نتعاملُ معهَا في علمي الفيزياءِ والكيمياءِ, سوى أنَّهَا ليستْ بالضرورةِ أن تقعَ, ونفي الوقوعِ على الأفرادِ كافةً, يؤخذُ في الكثيرِ مِن الأحيانِ مِن بابِ إيجابِ الإمكانِ ونفي الضرورةِ, اللتانِ تحكمانِ القوانينَ الطبيعيةِ والفلسفيةِ !!!
#لذا :
فأمرُ الخوفِ على إنخرامِ القوانينَ الطبيعيةِ التي تحكمُ المادةِ غيرُ مبررةٍ إطلاقاً, لأنَّ مِن المستحيلِ أن تتخلفَ هذهِ القوانينَ عن بعضِهَا البعضِ بمنظارِ علماءِ الطبيعياتِ, فتبقى قوانينُ الطبيعياتِ حاكماً لأفرادِ الطبيعةِ الماديةِ, ولا مجالَ لتخلفِ إنطباقِ القانونِ على أفرادهِ في الخارجِ ...
وكذلكَ الحالُ في القوانينَ الفطريةٍ في عالمِ الحيوانِ, فليسَ مِن المقدورِ أن نفكرَ يوماً من الأيامِ أن تتغيرَ طبائعَ أفرادِ الحيوانِ بأيِّ حالٍ مِن الأحوالِ, لأنَّ الطبائعَ تحكموهَا قوانينُ لا يمكن أن تصلهَا يدُ الآخرينِ على الإطلاقِ, بل ربَّمَا لا تتلاعبُ بهَا يدٌ غيرُ التطورِ عبرَ الأجيالِ, والتي لايعني أنَّ هذهِ الفطرةِ التي تتحكمُ بسلوكياتِ الأفرادِ مِن الحيوانِ سوفَ تتبدلُ, بل أنَّهَأ في طورِ التطورِ والتعدلِ والتحسنِ, وهذا التقدمُ والتطورُ منسجماً مع التطورِ الطبيعةِ في الخارجِ, وبمَا أنَّ التطورَ الطبيعي الخارجي تطوراً بطيئاً جداً, فسيكونُ التطورُ الفطري بطيئاً ومسايراً لهُ, وهذا مَا يُمكن معرفتهُ مِن دراساتِ التطورِ في علمِ البايلوجي !!!
وهنَا تنبثقُ لنَا فكراً أخرى لابدَ مِن التنويهِ عليهَا, وهي :
أنَّ القوانينَ الفطريةِ وإن كانتْ صارمةً أكثرَ مِن القوانينَ التعايشيةِ التي تنفرضهَا التجمعاتُ السكانيةُ على أفرادِهَا, ولكنَّهَا أقلُ صرامةً مِن قوانينَ الطبيعياتِ -الكون- التي لا تتبدلُ على مرورِ الخطِ, بل تبقى ثابتةً على طولِ الخطِ حتى مع تطورِ المصاديقِ في الخارجِ ...
وبالتأكيدِ فأنَّ القوانينَ الكونيةَ -الطبيعيةَ- لا تمثلُ أعلى الهرمِ في صرامةِ الإنطباقِ, بل تبقى القوانينُ الفلسفيةُ أعلى رتبةً منهَا (وتمثلُ رأسَ الهرمِ), والتي لا يُمكن أن يُتصورَ لأفرادِهَا التخلفِ عنهَا أبداً, فإمنتناعُ إجتماعِ المناقضينِ والمتضادينِ أمرانٍ لا يختلفانِ أو يتخلفانِ بأيِّ حالٍ مِن الأحوالِ, بخلافِ القوانينَ الطبيعيةِ الكونيةِ, فأنَّهَا يُمكن أن تختلفَ وتتخلفَ وتخرجَ عن القوانينَ أيمَا خروجٍ, ومَا المعاجزُ التي وقعتْ على أيدي الأنبياءِ والمرسلينَ والصالحينَ إلا مثالٌ على إمكانيةِ التخلفِ, وكمَا قِيْلَ : أدلُ دليلٍ على الإمكانِ الوقوعُ ... وهذا جزءٌ ممَا حققناهُ في بحثنَا المخطوطِ والموسومِ بـــ : ()
#ومِن_هنَا_نلاحظُ :
أنَّ القوانينَ كافةً يُمكن أن تتخلفَ وتتخلفَ عبرَ الزمنِ, إلا القوانينَ الفلسفيةَ, فلا مجالَ لإختلافِهَا أو تخلفِهَا حتى مع تقديرِ الأفرادِ لهَا, ولكنَ هذا التخلفَ والإختلافَ في القوانينَ الأخرى صعوباتُهُ تتناسبُ طردياً مع صرامةِ إنطباقهِ, فلا يُمكن أن تتخلفَ القوانينُ الطبيعةُ مثلاً إلا على يدِ الأنبياءِ والمرسلينَ والأولياءِ الصالحينَ المعصومينَ (عليهِم الصلاةُ والسلامُ أجمعينَ), وبمَا أنَّ هؤلاءِ المقدسينَ لا يخرجونَ عن المنظومةِ العامةِ لإصلاحِ البشريةِ جمعاءَ, لذا أوكلتْ لَهُم مهمةَ إمكانيةَ خرقِ نواميسَ الطبيعةِ جميعاً, فلهُم التصرفُ بالقوانينَ الطبيعةِ خرقاً كيفَ شاؤوا ومتى شاؤوا, مَا دامتْ الحكمةُ رأسُ كلَّ فعلٍ مِن أفعالِهِم ...
إذن فسلطَةُ الأولياءِ الصالحينَ تتعدى كلَّ أنواعِ السلطاتِ التي أمكنَهَا اللهُ تعالى للبشريةِ, الى التحكمِ بنواميسَ الطبيعةِ, وطبعاً أنَّ إيكالَ التحكمَ بهذهِ النواميسَ -القوانينُ- الى غيرِ أهلِهَا قبحٌ, لذا نرى أنَّ غيرهُم (عليهِم الصلاةُ والسلامُ), يعتبرهَا مَا لا يُمكن أن تختلفَ وتتخلفَ, وتخضعُ بشكلٍ كاملٍ الى هذهِ القوانينَ, لذا فصاغوا لهَا القوانينَ والمعادلاتِ التي يُمكن أن تتنبأ بالتالي بعدَ معرفةِ معطياتٍ مِن السابقِ, كَمَا في معادلاتِ هاملتونَ ولاكرانجَ ونيوتن وسرعِ التفاعلِ والتوازنِ الكيميائي وغيرِهَا ...
وبالتأكيدِ فإنَّ معرفةَ القوانينَ الطبيعيةِ لهذا الكونِ, تؤأمنُ للشخصِ الباحثِ أروعِ الألقابِ العلميةِ, وتجعلهُ مقدماً على مَن سواهُ مِن البشريةِ, وحاضياً بكلِّ أنواعِ الإحترامِ والتبجيلِ, وهو مستحقٌ لذلكَ طبعاً, فكيفَ بالشخصِ الذي يتحكمُ في تلكَ القوانينَ, ولا يكتفي بمعرفتِهَا, فبالتأكيدِ سيكونُ محترماً ومقدماً مِن سائرِ الخلائقِ وليسَ البشرِ فحسبُ, فآخرُ ماتوفرهُ أرقى الجامعاتِ العالميةِ الرصينةِ, هو معرفةُ تلكَ القوانينَ, بينمَا لايُمكن أن تصلَ بالباحثينَ بأنَّ يفكروا يوماً مِن الأيامِ في معرفةِ كيفيةِ التحكمِ, كمَا هو حالُ هؤلاءِ المُخلَصينَ (عليهِم الصلاةُ والسلامُ), نعم فالتحكمُ في هذهِ القوانينَ والسيطرةُ عليهَا لابدَ أن يكونَ أصحابُهَا مِن خريجي الجامعاتِ الإصلاحِ البشري المطلقِ, وأنى لمثلِ هذهِ الجامعاتِ أن تُجَدَ في عالمٍ بُنيَّ على حبِ الذاتِ وتقديمِ المصلحةِ الشخصيةِ على المصالحِ العليا التي خُلِقَ مِن أجلهَا الكونِ !!!
نعم ...
سوفَ توجدُ هذهِ الجامعاتُ والمعاهدُ التي تتكفلُ في أن يصلَ الإنسانُ الى أروعِ تسخيرٍ لهذهِ الأرضِ, بل الى تسخيرِ الكونَ بأجمعهِ في خدمةِ الإنسانِ, لكن بعدَ أن تُسْتأصَلَ شَأفةِ المنافقينَ والظالمينَ مِن هذا الوجودِ بشكلٍ كاملٍ ومطلقٍ, حيثُ سَتُسعَدُ البشريةُ جمعاءَ بخرقِ الكثيرِ مِن النواميسَ التي تحكمَ الطبيعةِ, وتحدَ الإنتقالَ عبرَ المكانِ والزمانِ !!!
لنَا في هذا الصددُ عدةُ أبحاثٍ سنتوكلُ على اللهِ ربِ العالمينَ وننشرُ بعضَهَا, بعدَ أن تتهيأ الذهنيةُ العلميةُ لتلقي هكذا معارفٍ, والتي سوفَ ترفعَ الكثيرَ مِن الإلتباسِ الذي لَم نرَ جواباً عليهِ في كتبِ العقيدةِ والكلامِ الى هذهِ اللحظةِ, ولو كنتُ أتمنى أن نلقِ هذهِ الأبحاثَ على شكلِ درسٍ مباشرٍ أمامَ الحضورِ,ونسألُ اللهَ تعالى حُسنِ العاقبةِ لنَا ولكُم !!!
#إذن :
لامُبررَ للخوفِ على القانونينِ الفطري والكوني, أو لاخوفَ على قانونِ الطبائعِ هذا إذا ما أردنَا دمجَ القانونينِ تحتَ عنوانٍ واحدٍ, لأنَّ القانونينِ مصنانٍ ولا يُمكن أن تتلاعبَ فيهمَا اليدِ البشريةِ على الإطلاقِ ...
ولكنَ الخوفَ كلَّ الخوفِ على القانونِ الثالثِ الذي إصطلحنَا عليهِ بقانونِ التعايشِ, حيثُ أن هذا القانونَ الإجتماعي يُمكن التلاعبُ بهِ وإعادةِ صياغتهِ مِن قبلِ أغلبِ المتنفذينَ في المجتماعاتِ البشريةِ, فللوالدينِ والأقربينَ القدرةُ على التحكمِ بهذا القانونِ, فكيفَ بالمؤسساتِ العالميةِ الإعلاميةِ المنتشرةِ اليومَ !!!
فبالتأكيدِ ستكونُ السطوةُ والسيطرةُ والقدرةُ على التغييرِ أكبرَ وأوكدَ وأشدَ, لأنَّ تناقلَ الأعرافِ والتقاليدِ وتَعليمُهَا للغيرِ مِن الأمورِ الميسورةِ لَهُم, وهذا مَا إقتضتهُ أيضاً فطرةُ الإنسانِ على التعلمِ والمحاكاةِ والتقليدِ ...
وِمن هنَا أن التنافسِ على تغييرِ الإخلاقياتِ والعاداتِ والمواريثِ البشريةِ وتجمعاتِهِم عبرَ العصورِ, حيثُ أنَّ الجانبينِ الحقَ والباطلِ يتصارعانِ على تغييرِ أكبرِ عددٍ ممكنٍ مِن هؤلاءِ البشرِ, ولو لَم يعلمْ الطرفانِ بإمكانيةِ التغييرِ والتأثيرِ على هذهِ القوانينَ, لمَا فكرَ أحدُهَا أن يقربهُ أصلاً !!!
#ومِن_هنَا :
علينَا نحنُ كمهتمينَ ومتابعينَ ومخلصينَ لقضيتِنَا الحقيقيةِ الحقةِ, أنَّ نكونَ جزءاً لا يتجزءُ مِن الحفاظِ على هذا القانونِ قدرَ المُستطاعِ, بل علينَا أن نحاولَ الليلَ والنهارَ لإذكاءِ أوارِ هذا القانونِ ليصبحَ مناراً يُستضاءُ بهِ مِن قبلِ عامةِ الناسِ ...
صحيحٌ أنَّ المؤسساتِ الإعلاميةِ التي يَملكُهَا المقابلُ مَا لا يُمكن أن يُجَابهَ بهذهِ الوسائلِ مِن العصرِ الحجري, ولكن بالمقابلِ فأنَّ القربَ في المكانِ, وإجادةِ اللغةِ والحوارِ نفسهِ, وكثيراً مِن المُشتركاتِ الأخرى, بأجمَعِهَا تكونَ مبرراً كافياً للصمودِ بوجهِ هذا الإعلامِ والطودَ العظيمِ والجبارِ واللامحدودِ !!!
نعم ..
هُم يسعونَ الى تغييرِ الكثيرِ مِن المفاهيمِ ليسَ على مستوى البلادِ الإسلاميةِ, بل على مُستوى العالمِ بأسرهِ, لأنَّ حريةَ التعبيرِ التي كفلتْهَا لهُم الأنظمةُ الرأسماليةُ تُلزُمُهُم أنَّ يقنعوا شعوبَهُم أولاً ببعضِ القضايا التي يؤمنونَ بخلافِهَا عبرَ الأجيالِ, وهذا الإقناعُ لهُم سيجعلُ تطبقَ المشروعِ أهونَ وأسهلَ في الخارجِ ...
#فمثلاً :
أنَّ كرهَ الساميةِ واليهوديةِ, مِن المسلماتِ والموروثاتِ عندَ المجتمعِ المسيحي في بقاعِ الأرضِ, حتى قبلَ ظهورِ الإسلامِ في أرضِ الجزيرةِ العربيةِ على يدِ خاتمِ الأنبياءِ والمرسلينَ (صلى اللهُ عليهِ والهِ وصحبهِ وسلمَ), لأنَّ العقيدةَ المسيحيةَ مبنيةٌ على أنَّ المَسْلَكَ السامي -الصهيوني- هُو مَن قتلَ نبيَّ الطهارةِ عيسى أبنِ مريمٍ (عليهِمَا الصلاةُ السلامُ), وقضى على كلَّ أصحابهِ, وحَرَقَ أتباعَهُ, وتقديمُ أطفالَ المسيحِ للمسلخِ كقرابينَ وتدنيسِ خُبزِ القربانِ, وحاربَهُم أيمَا حربٍ على مرِ العصورِ !!!
لذا عملتْ ألمانيا والنمسا وفرنسا وغيرُهَا مِن الدولِ الى طباعةِ بروتكولاتِ تحرضَ الناسَ على اليهودِ, وإتهامِهِم بأنَّهُم مواطنونَ غيرُ مخلصينَ لبلدانِهِم, ونتيجةً لذلكَ تمَ طردُ اليهودِ مِن عمومِ دولِ أوربا الغربيةِ الى الوسطى والغربيةِ والمغربِ العربي, وحتى أنَّ الكتابَ الذي ألفهُ هتلر قد حققَ أعلى مبيعاتٍ في بداياتِ القرنِ التاسعِ عشرِ, حيثُ أبيعَ منهُ ملايينَ المسخِ, والذي حرضَ الناسَ على إخراجِ اليهودِ مِن عمومِ أوربا ومِن ألمانيا على نحو الخصوصِ ...
بل وصلَ بالمسيحِ الحالُ أن يتهوا اليهودَ بأنَّهُم مِن أصولٍ غيرِ أوربيةٍ, وليسَ لهُم الحقُ في البقاءِ في أوربا, وأعتبرتُم الكثيرُ مِ، العقائدِ المسيحيةِ على كونهِم أرواحاً شريرةً تهددُ الأمنَ والسلمَ في البلدانِ, لذلكَ ظهرتْ عليهمِ الكثيرِ مِن الإحتجاجاتِ مِن قبلِ الناسِ, وهدموا دورَ عبادَتِهِم, وهشموا نوافذَ محلاتِهِم, حتى عُرِفَتْ هذهِ الليالي بالليلي الزجاجِ المكسورِ, مِن كثرةِ مَا حُطِمَ مِن نوافذِ وشرفِ محلاتِهِم وأماكنِ سُكناهِم !!!
ولَم يَكُن حالُ اليهودِ في البلادِ العربيةِ أحسنُ حالاً منهُ في أوربا, حيثُ أنَّ المعاداةِ في البلادِ العربيةِ لهؤلاءِ المارقةِ عن البشريةِ, كانَ جزءاً مِن العقيدةِ والموروثِ الديني, وبالتأكيدِ فأنَّ التصرفاتِ في الغالبِ لا تكشفُ عن التوجيهاتِ الدينيةِ التي يَعمُهَا الطابعُ الإنساني, ولكنَ هذهِ المعاداتِ أتسمتْ بالحقدِ والكراهيةِ لهذا المكونِ المارقِ عن الإنسانيةِ !!!
وبالحقيقةِ أنَّ العداءَ العربي لَم يكن عداءاً مِن قبلِ المسلمينَ فقط, بل حتى شملَ المؤمنينَ بالدياناتِ غيرِ السماويةِ كالدروزيةِ, الذينَ قتلوا ونهبوا وسلبوا كلَّ مايَملكُهُ اليهودُ في صفد الفلسطينيةِ, ومَا حصلَ عليهِم في العراقِ لا يقلُ أبداً عمَا حصلَ عليهِم في المحيطِ العربي, حيثُ قامَ البغداديونَ في إبادةِ المكونَ اليهودي بعدَ سقوطِ حكومةِ رشيدِ عالي الكيلاني !!!
#لذا :
بعدَ إنتهاءِ الحربِ العالميةِ الثانيةِ تحديداً, وبعدَ أن قُدِمَتْ أرضُ فلسطينَ على طبقٍ مِن الذهبِ الى اليهودِ, لتشكيلِ نواتِهِم الأولى كدولةٍ سياسيةٍ عُمُرُهَا لا تتجاوز السبعينَ عاماً, وبعدَ أن لعبتْ أوربا والمسيحيةِ بذكاءٍ على وترِ الدينِ والعقيدةِ المسيحيةِ, حيثُ إستغلوا عقائدَ الناسِ وأديانِهِم في مأربِهِم السياسيةِ, وهجروا الطبقةَ العظمى مِن اليهودِ في أوربا الى أرضِ العربِ, ليمارسوا حياتَهُم السياسيةَ بعيداً عن المسيحيةِ, #جاءَ_مُصطلحُ_معاداةُ_الساميةِ !!!
نعم ...
بعدَ أن آمنَ المسيحُ شرَ هؤلاءِ, وآمنَ الناسُ شرَ عقائدِ هؤلاءِ, وبعدَ أن أصبحَ الملوكُ والسلاطينُ بمآمنِ مِن منافَسَتِهِم, وبعدَ أنَّ إستقرتْ البلادُ الأوربيةُ مِن فِتَنِهِم وشحذِ وإذكاءِ ملماتِ الفتنِ, جاءَ وقتُ المطالبةِ بحقوقِ السامسةِ المساكينَ, الذينَ عانوا الويلاتِ تلو الويلاتِ مِنذُ القديمِ, بل حتى قبلَ ولادةِ المسيحِ عيسى أبنِ مريمِ (عليهِمَا السلامُ), حيثُ عانوا بطشَ وغلواءَ البابلينَ والفرسِ والحثيينَ الآشوريينَ والمصريينَ, وبعدَ الولادةِ الميمونةِ, جاءَ دورُ العربِ والمسلمينَ والفرسِ والنازيينَ والأوربيينَ عموماً, بل والعالمِ أجمعِ !!!
لذا لابدَ مِن إنصافِهِم وإحترامِهِم وقبولِهِم, وإستضافَتِهِم في أيِّ بلدٍ لينشؤوا دَولتَهُم المشؤومةِ إلا في أوربا !!!
وبعدَ أن أصبحَ لهُم كياناً سياسياً, ودولةً مدنيةً, لابدَ مِن محو آثارِ الإضطهادِ ومحو ذكراتِ هذا الشعبِ المظلومِ المهتضمِ, ولا يتحققُ هذا المحو وعودةُ التطبيعِ برؤيةِ المقابلِ إلا مِن خلالِ أمورٍ مهمةٍ جداً :
#الأمرُ_الأولُ :
مقابلةُ مصطلحِ معادةِ الساميةِ بالإسلامِ فوبيا, وأنَّ مَن يستحقَ القتلَ والدمارَ والتهجيرَ هُم أولئكَ العربُ والمسلمونَ لأنَّهُم أخطرُ ودوداً في أوربا خصوصاً والعالمِ عموماً مِن التواجدِ اليهودي فيهمَا ...
لذا فإنَّ بوادرَ المعاداةِ المسيحيةِ للإسلامِ والمسلمينَ باتتْ واضحةً وجليةً هذهِ السنينَ, حيثُ أنَّ المقابلاتِ التلفزيونيةِ لا تتمُ عندَ أئمةِ التكفيرِ صنيعةِ الماسونيةِ العالميةِ إلا أن يكونَ ذلكَ التكفيري والقاتلُ بجوارهِ قراناً كريماً أو رمزاً إسلامياً, حتى يُرسلوا صراحةً أنَّ هؤلاءِ التكفيرينَ مسلمونَ ومؤمنونَ بنبوةِ الني محمدٍ (صلى اللهُ عليهِ والهِ وصحبهِ وسلمَ), وهُم مَن يستحقَ الإقصاءِ والإبعادِ مِن أرضِ الغربِ أولاً, ومحاربَتَهُم في قَعْرِ دارِهِم ثانياً !!!
وعندَ إظهارِ المصطلحِ المقابلِ لمعاداةِ الساميةِ, سوفَ ينتهي هذا الإصطلاحُ بمرورِ الزمنِ, أي أنَّ المقابلةَ مقابلةٌ عمليةٌ لا نظريةٌ, بل سوفَ يتأكدُ الناسَ بأنَّ مَن يستحقَ الويلَ والثبورَ هُم أولئكَ المسلمينَ منذُ البدايةِ ...
#الأمرُ_الثاني :
إعادةُ التأريخِ بطريقةٍ عمليةٍ, وبمسرحيةٍ واقعيةٍ بعيدةٍ عن برجوازيةِ خشباتِ المسارحِ وشاشاتِ السينما والتلفاز, مِن خلالِ العملِ على تهجيرِ الأقلياتِ الأخرى مِن غيرِ المسلمينَ مِن المسيحِ خصوصاً, لأنَّ العربَ لا يرغبونَ ببقاءِ أهلِ الأديانِ الأخرى مِن غيرِ المسلمينَ, بالتالي توصيدُ أرضيةٍ صلبةٍ في مخيلةِ فكرِ الغربي والأوربي بأنَّ المآسي والويلاتِ والثبورِ التي جرتْ على اليهودِ في العالمِ مصدرهُ هؤلاءِ العربِ, وقد إنتقلتْ عدوى معاداةِ الساميةِ منهُم الى الغربِ والشرقِ المسيحي !!!
#الأمرُ_الثالثُ :
إقامةُ دولةٍ يهوديةٍ في قلبِ الأراضي العربيةِ, على أن تكونَ دولةً مثاليةً في العلمانيةِ والمدنيةِ, لإثباتِ أنَّ اليهودَ بالرغمِ مِن حداثَةِ سنِهِم في الحكمِ وقيادةِ الدولِ, إلا أنَّهُم أجدرُ مِن العربِ والمسلمينِ بالقيادةِ والرئاسةِ, بالرغمِ مِن أنَّ العربَ حكموا أراضيهُم وأسسوا البلدانَ منذُ آلافِ السنينَ, وبالرغمِ من طولِ الفترةِ وتقادمِ الزمانِ إلا أنَّهُم لا يستطيعونَ أن يُغيروا واقعَ حالِهِم الى جزءِ مليونِ ما توصلتْ لهُ الدولةُ اليهوديةُ في سنواتٍ قليلةٍ لا تتعدى عمرَ الإنسانِ الواحدِ !!!
#الأمرُ الرابعُ :
خلقُ الكثيرِ مِن الطواغيتِ والظالمينَ وجيوشٍ جرارةٍ مِن الجلاوزةِ الخادمينَ لَهُم, وتسليطُ كلَّ أولئكَ على رقابِ العربِ والمسلمينَ, وصلاً بهِم ليطلبوا العونَ والنجاةَ مِن اليهودِ والنصارى !!!
بل ليصلْ بهِم الحالُ الى أن نتمنى الخلاصَ ليسَ مِن اللهِ تعالى مجدهُ وعلا شأنهُ, بل مِن نفسِ المؤسسةِ القاتلةِ والمجرمةِ بحقِ الإنسانيةِ !!!
بل يتطورُ بنا الحالُ أن نمجدَ الغاراتِ الجويةَ والبريةَ والبحريةَ التي تقومُ بهَا هذهِ المؤسساتِ الصهيونيةِ على أولئكَ الظالمينَ, بل ونقبلُ بهِم حكاماً ومتحكمينً, لننتقلْ مِن سوءِ حالنَا الى أفضلِ حالٍ, ولو بعيشةِ الكفافِ كبشرٍ مستحقينَ للعيشِ الكريمِ كباقي المخلوقاتِ الأخرى على هذهِ الأرضِ !!!
#وهنَا :
قد تحققَ أعظمُ ما حَلُمَتْ بهِ الماسونيةُ العالميةُ عبرَ الأجيالِ, حيثُ إستطاعتْ أن تُسيطرَ على النوعِ الثالثِ مِن القوانينِ التي تحكمُ التجمعِ البشري, ألا وهو القانونُ التعايشي والإجتماعي, حيثُ أسستْ لنفسِهَا القدرةَ على التحكمِ بتحركاتِ الناسِ والتجمعاتِ البشريةِ !!!
فبعدَ أن عجزَ هذا الدجالُ الأعظمُ والشيطانُ الأكبرُ أنَّ يُسيطرَ على القوانينَ الطبيعيةَ والفطريةَ, إستطاعَ أن يُسيطرَ سيطرةً تامةً على القانونِ الثالثِ الأكثرُ تأثيراً على أفكارِ الناسِ وعقائدِهِم وإمانِهِم ورؤيتِهِم للحقائقِ, حيثُ إستطاعَ هذا الإلهُ والربُ أنَّ يحققَ ما أخبرَ بهِ الرسولِ الأعظمِ (صلى اللهُ عليهِ والهِ وصحبهِ وسلمَ) مِن أخبارِ آخرِ الزمانِ,
حيثُ قال (صلى اللهُ عليهِ والهِ وصحبهِ وسلمَ) :
- سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة ؟ قال: الرجل التافه في أمر العامة ...
- ولا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش، والبخل، ويخون الأمين، ويؤتمن الخائن ...
- يتهم الأمناء، يصدق الكاذب، يكذب الصادق، يكثر الهرج، قالوا: وما الهرج يا رسول الله ؟ قال: القتل، ويظهر البغي والحسد، والشح، وتختلف الأمور بين الناس، ويتبع الهوى، ويقضى بالظن، ويقبض العلم، ويظهر الجهل، ويكون الولد غيظاً ...
- سيجيء في آخر الزمان أقوام تكون وجوههم وجوه الآدميين، وقلوبهم قلوب الشياطين، أمثال الذئاب الضواري ليس في قلوبهم شيء من الرحمة سفاكين للدماء لا يرعون عن قبيح إن تابعتهم خانوك وإن غبت عنهم اغتابوك وإن حدثوك كذبوك وإن ائتمنتهم خانوك صبيهم عار وشابهم شاطر، شيخهم لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر، الاعتزاز بهم ذل، وطلب ما في أيديهم فقر، الحليم فيهم غاوٍ، والآمر فيهم بالمعروف متهم، المؤمن فيهم مستضعف، والفاسق فيهم مشرف، السنة فيهم بدعة، والبدعة فيهم سنة، عندئذ يسلط الله عليهم شرارهم، ويدعو خيارهم فلا يستجاب لهم ...
#اسألكم_الدعاء
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,(الدكتور مهند جاسم الحسيني)
إنَّ الإنسانَ بطبيعتهِ يَكونُ متأثراً بمجوعةِ قوانينِ, وهذا التأثرُ لا يخلو إمَا أن يكونَ تأثراً كونياً أو فِطرياً أوتعايشياً, وبالتالي فأنَّهُ محكومٌ بقوانِنِهَا التي لا مناصَ مِن إلتزامهِ بهَا ولو على نحو القهرِ والإجبارِ ...
فالتأثرُ الكوني لامناصَ للتخلصِ منهُ على الإطلاقِ, لأنَّ الإنسانَ ككتلةٍ ماديةٍ تجري عليهِ كلُّ القوانينِ التي تحكمُ المادةِ دونَ إستثناءِ, فهو محكومٌ بقوانينِ الجاذبيةِ في حالِ السقوطِ مِن شاهقٍ, ومُستعدٌ للإحتراقِ والإستعَارِ عندَ ملامستهِ النارَ, وهكذا فإنهُ متأثرٌ في قوانينِ الإحتكاكِ والسرعةِ والكهربائيةِ والمغناطيسيةِ وغيرِهَا ...
وأمَا المعارفُ الفِطريةُ, فهي مابينَ الإنفعالاتِ الحيوانيةِ, كالخوفِ والهربِ مِن الخطرِ ,وإلتقامِ الثدي حالَ الولادةِ, والبكاءِ والحزنِ والرضا والفرحِ, وطبعاً إنَّ بعضَ هذهِ الفِطرياتِ لا تعدو كونهَا حيوانيةً, حتى في حالةِ تميزِ الإنسانِ بهَا عن سائرِ الحيواناتِ, ومثلُهَا كالسبعيةِ التي يتمتعُ بهَا الذئبُ دونَ السمكةِ والعصفورِ, أي أنَّ نفسَ تلكَ الفِطرياتِ تختلفُ مابينَ أفرادِ وأنواعِ الجنسِ الحيوانِ, فِمنَها يَتَشكلُ مَا يُعرفُ بالنقاطِ الفاصلةِ بينَ الأنواعِ, وإلا لماءَ الأسدُ ولزئرتْ الهرةُ !!!
وبمَا أنَّ الإنسانَ في قمةِ الهرمِ الحيواني, ويقبعُ في أعلى رتبِ تطورهِ, لذا إنسجمتْ الفطرةُ مع علو كعبهِ, ورفعةِ شأنهِ, مِن بينَ سائرِ الأفرادِ, حيثُ تطورتْ فِطرتهُ الى مرحلةِ القدرةِ على التفكيرِ, وإدراكِ بعضِ القوانينِ في الحقِ والباطلِ, والخيرِ والشرِ, ومَا يجوزُ ومَا لا يجوزُ, طبقاً لتلكَ الفِطرةِ السليمةِ غيرِ المَشوبةِ, وبهذهِ الصفةِ تميزَ الإنسانُ عن باقي أفرادِ أنواعِ جنسهِ, وإلا أنَّ الكثيرَ ممَا ميزهُ عن أقرانهِ في الجنسِ الحيواني, لا يعدو كونهُ تطوراً بسيطاً مشابهاً لِتطورِ الطائرِ على الزاحفِ !!!
وأمَا التأثرُ بالمحيطِ بهِ -المُجتمعُ- فلا مناصَ مِن قبولهِ والإعتقادِ بهِ, لأنهُ مِن الكائناتِ المجبولةِ على التعلمِ والإستفادةِ مِن المحيطِ, فكمَا يتعلمُ أصولَ اللغةِ وقواعدَ الكلامِ, فكذلكَ يتعلمُ مبادئَ الأخلاقِ والمُثلِ العليا والقوانينَ التي تحكمُ الكتلةَ التي يعيشُ معهَا وبجوارِهَا, وهكذا تتوارثُ الأديانُ وتتناقلُ الأحكامُ وتسري الأعرافُ ...
#ومِن_الضروري_جداً :
أنَّ نعرفَ أن النوعَ الثالثةَ مِن القوانينَ, قد حُمِلَ عليهَا تجوزاً لا حقيقةً تسميةُ القوانينَ, وإلا فأنَّ النقطةَ الفارقةَ بينَ القوانينَ وغيرِهَا يكمنُ في أنَّ غيرَ القوانينَ قابلةٌ للتغيرِ والتبدلِ, بعكسِ القانونُ فأنَّ حدهُ الثباتُ والإنطباقُ على سائرِ أفرادهِ الحقيقيةِ -الظاهريةُ والمقدرةُ- ...
وربَّمَا جاءَ هذا التجوزُ في نقلِ اللفظِ مِن القانونِ الصارمِ في إنطباقهِ على أفرادهِ, الى الأعرافِ والتقاليدِ والأحكامِ, كونَّهَا قابلةٌ للإنطباقِ على الأفرادِ أيضاً, ولكن يُمكن لنَا أن نميزَ بينَ القانونينَ بتميزينِ, همَا :
1- فإنَّ القوانينَ غيرُ قابلةٍ للإختلافِ والإختلافِ لا زمانيةً ولا مكانيةً أبداً, لأنَّنَا قد أشرنَا بأنَّ أفرادهَ حقيقيةٌ أي ماكانَ موجوداً مِنهَا فعلاً, ومَا كانَ مقدراً لهُ الوجودُ واقعاً أو عقلاً, وكمَا أنَّهَا ثابتةٌ مِن حيثُ الزمانِ فكذلكَ هي بنفسِ الثباتِ مِن حيثُ المكانِ, فنفسُ القوانينَ التي تحكمُ طبيعةَ العراقِ هي ذاتُهَا تحكمُ طبيعةَ القارتينِ الأميركيةِ الأوربيةِ, بل وتحكمَ ماعدا ذلكَ في الكونِ أجمعِ !!!
2- بينمَا ما يُعرفُ عليهِ بالقوانينَ في مَا يخصُ الأعرافَ الدوليةَ والعشائريةَ والدينيةَ والعرفيةَ, فكلُّهَا قوانينُ قابلةً للإختلافِ والتخلفِ, لأنَّهَا مختلفةٌ مِن حيثُ المنشأ والآيدلوجيةِ الفكريةِ, فبالتأكيدِ أنَّ القوانينَ التي تتحكمُ في التصرفِ في المياهِ بالنسبةِ لسكنةِ الصحراءِ, ليستْ هي ذاتُهَا بالنسبةِ لسكنةِ بلادِ الوَفْرَةِ, والقوانينَ التي تحكمُ العشائرَ, ليستْ هي ذاتُهَا التي تحكمُ الدولةَ ومجموعةَ الدولِ المتحالفةِ معهَا !!!
#ولإنَّ_ما_نرومُ_طرحهُ_اليومَ :
هو بخصوصِ القوانينَ مِن النوعِ الثالثِ, أي القوانينَ التي تحكمُ البشريةِ مِن حيثُ كونهِم تكتلاتٍ مجتمعيةٍ تتأثرُ بعضُهَا ببعضٍ, بمَا هُم أفرادٌ إجتماعيةُ الطبعِ والسلوكِ, فقضيةُ التناقلِ والعدوى الإجتماعيةِ, تتناقلُ بينَ أفرادِهَا تناقلَ المرضِ بينَ الأصحاءِ مِنهُم, لا لشيءٍ سوى أنَّهُم محكومونَ بالقوانينِ الإجتماعيةِ والتعايشيةِ, بل أنَّ هذهِ القوانينَ لا تقلُ صرامةً عن تلكَ التي نتعاملُ معهَا في علمي الفيزياءِ والكيمياءِ, سوى أنَّهَا ليستْ بالضرورةِ أن تقعَ, ونفي الوقوعِ على الأفرادِ كافةً, يؤخذُ في الكثيرِ مِن الأحيانِ مِن بابِ إيجابِ الإمكانِ ونفي الضرورةِ, اللتانِ تحكمانِ القوانينَ الطبيعيةِ والفلسفيةِ !!!
#لذا :
فأمرُ الخوفِ على إنخرامِ القوانينَ الطبيعيةِ التي تحكمُ المادةِ غيرُ مبررةٍ إطلاقاً, لأنَّ مِن المستحيلِ أن تتخلفَ هذهِ القوانينَ عن بعضِهَا البعضِ بمنظارِ علماءِ الطبيعياتِ, فتبقى قوانينُ الطبيعياتِ حاكماً لأفرادِ الطبيعةِ الماديةِ, ولا مجالَ لتخلفِ إنطباقِ القانونِ على أفرادهِ في الخارجِ ...
وكذلكَ الحالُ في القوانينَ الفطريةٍ في عالمِ الحيوانِ, فليسَ مِن المقدورِ أن نفكرَ يوماً من الأيامِ أن تتغيرَ طبائعَ أفرادِ الحيوانِ بأيِّ حالٍ مِن الأحوالِ, لأنَّ الطبائعَ تحكموهَا قوانينُ لا يمكن أن تصلهَا يدُ الآخرينِ على الإطلاقِ, بل ربَّمَا لا تتلاعبُ بهَا يدٌ غيرُ التطورِ عبرَ الأجيالِ, والتي لايعني أنَّ هذهِ الفطرةِ التي تتحكمُ بسلوكياتِ الأفرادِ مِن الحيوانِ سوفَ تتبدلُ, بل أنَّهَأ في طورِ التطورِ والتعدلِ والتحسنِ, وهذا التقدمُ والتطورُ منسجماً مع التطورِ الطبيعةِ في الخارجِ, وبمَا أنَّ التطورَ الطبيعي الخارجي تطوراً بطيئاً جداً, فسيكونُ التطورُ الفطري بطيئاً ومسايراً لهُ, وهذا مَا يُمكن معرفتهُ مِن دراساتِ التطورِ في علمِ البايلوجي !!!
وهنَا تنبثقُ لنَا فكراً أخرى لابدَ مِن التنويهِ عليهَا, وهي :
أنَّ القوانينَ الفطريةِ وإن كانتْ صارمةً أكثرَ مِن القوانينَ التعايشيةِ التي تنفرضهَا التجمعاتُ السكانيةُ على أفرادِهَا, ولكنَّهَا أقلُ صرامةً مِن قوانينَ الطبيعياتِ -الكون- التي لا تتبدلُ على مرورِ الخطِ, بل تبقى ثابتةً على طولِ الخطِ حتى مع تطورِ المصاديقِ في الخارجِ ...
وبالتأكيدِ فأنَّ القوانينَ الكونيةَ -الطبيعيةَ- لا تمثلُ أعلى الهرمِ في صرامةِ الإنطباقِ, بل تبقى القوانينُ الفلسفيةُ أعلى رتبةً منهَا (وتمثلُ رأسَ الهرمِ), والتي لا يُمكن أن يُتصورَ لأفرادِهَا التخلفِ عنهَا أبداً, فإمنتناعُ إجتماعِ المناقضينِ والمتضادينِ أمرانٍ لا يختلفانِ أو يتخلفانِ بأيِّ حالٍ مِن الأحوالِ, بخلافِ القوانينَ الطبيعيةِ الكونيةِ, فأنَّهَا يُمكن أن تختلفَ وتتخلفَ وتخرجَ عن القوانينَ أيمَا خروجٍ, ومَا المعاجزُ التي وقعتْ على أيدي الأنبياءِ والمرسلينَ والصالحينَ إلا مثالٌ على إمكانيةِ التخلفِ, وكمَا قِيْلَ : أدلُ دليلٍ على الإمكانِ الوقوعُ ... وهذا جزءٌ ممَا حققناهُ في بحثنَا المخطوطِ والموسومِ بـــ : ()
#ومِن_هنَا_نلاحظُ :
أنَّ القوانينَ كافةً يُمكن أن تتخلفَ وتتخلفَ عبرَ الزمنِ, إلا القوانينَ الفلسفيةَ, فلا مجالَ لإختلافِهَا أو تخلفِهَا حتى مع تقديرِ الأفرادِ لهَا, ولكنَ هذا التخلفَ والإختلافَ في القوانينَ الأخرى صعوباتُهُ تتناسبُ طردياً مع صرامةِ إنطباقهِ, فلا يُمكن أن تتخلفَ القوانينُ الطبيعةُ مثلاً إلا على يدِ الأنبياءِ والمرسلينَ والأولياءِ الصالحينَ المعصومينَ (عليهِم الصلاةُ والسلامُ أجمعينَ), وبمَا أنَّ هؤلاءِ المقدسينَ لا يخرجونَ عن المنظومةِ العامةِ لإصلاحِ البشريةِ جمعاءَ, لذا أوكلتْ لَهُم مهمةَ إمكانيةَ خرقِ نواميسَ الطبيعةِ جميعاً, فلهُم التصرفُ بالقوانينَ الطبيعةِ خرقاً كيفَ شاؤوا ومتى شاؤوا, مَا دامتْ الحكمةُ رأسُ كلَّ فعلٍ مِن أفعالِهِم ...
إذن فسلطَةُ الأولياءِ الصالحينَ تتعدى كلَّ أنواعِ السلطاتِ التي أمكنَهَا اللهُ تعالى للبشريةِ, الى التحكمِ بنواميسَ الطبيعةِ, وطبعاً أنَّ إيكالَ التحكمَ بهذهِ النواميسَ -القوانينُ- الى غيرِ أهلِهَا قبحٌ, لذا نرى أنَّ غيرهُم (عليهِم الصلاةُ والسلامُ), يعتبرهَا مَا لا يُمكن أن تختلفَ وتتخلفَ, وتخضعُ بشكلٍ كاملٍ الى هذهِ القوانينَ, لذا فصاغوا لهَا القوانينَ والمعادلاتِ التي يُمكن أن تتنبأ بالتالي بعدَ معرفةِ معطياتٍ مِن السابقِ, كَمَا في معادلاتِ هاملتونَ ولاكرانجَ ونيوتن وسرعِ التفاعلِ والتوازنِ الكيميائي وغيرِهَا ...
وبالتأكيدِ فإنَّ معرفةَ القوانينَ الطبيعيةِ لهذا الكونِ, تؤأمنُ للشخصِ الباحثِ أروعِ الألقابِ العلميةِ, وتجعلهُ مقدماً على مَن سواهُ مِن البشريةِ, وحاضياً بكلِّ أنواعِ الإحترامِ والتبجيلِ, وهو مستحقٌ لذلكَ طبعاً, فكيفَ بالشخصِ الذي يتحكمُ في تلكَ القوانينَ, ولا يكتفي بمعرفتِهَا, فبالتأكيدِ سيكونُ محترماً ومقدماً مِن سائرِ الخلائقِ وليسَ البشرِ فحسبُ, فآخرُ ماتوفرهُ أرقى الجامعاتِ العالميةِ الرصينةِ, هو معرفةُ تلكَ القوانينَ, بينمَا لايُمكن أن تصلَ بالباحثينَ بأنَّ يفكروا يوماً مِن الأيامِ في معرفةِ كيفيةِ التحكمِ, كمَا هو حالُ هؤلاءِ المُخلَصينَ (عليهِم الصلاةُ والسلامُ), نعم فالتحكمُ في هذهِ القوانينَ والسيطرةُ عليهَا لابدَ أن يكونَ أصحابُهَا مِن خريجي الجامعاتِ الإصلاحِ البشري المطلقِ, وأنى لمثلِ هذهِ الجامعاتِ أن تُجَدَ في عالمٍ بُنيَّ على حبِ الذاتِ وتقديمِ المصلحةِ الشخصيةِ على المصالحِ العليا التي خُلِقَ مِن أجلهَا الكونِ !!!
نعم ...
سوفَ توجدُ هذهِ الجامعاتُ والمعاهدُ التي تتكفلُ في أن يصلَ الإنسانُ الى أروعِ تسخيرٍ لهذهِ الأرضِ, بل الى تسخيرِ الكونَ بأجمعهِ في خدمةِ الإنسانِ, لكن بعدَ أن تُسْتأصَلَ شَأفةِ المنافقينَ والظالمينَ مِن هذا الوجودِ بشكلٍ كاملٍ ومطلقٍ, حيثُ سَتُسعَدُ البشريةُ جمعاءَ بخرقِ الكثيرِ مِن النواميسَ التي تحكمَ الطبيعةِ, وتحدَ الإنتقالَ عبرَ المكانِ والزمانِ !!!
لنَا في هذا الصددُ عدةُ أبحاثٍ سنتوكلُ على اللهِ ربِ العالمينَ وننشرُ بعضَهَا, بعدَ أن تتهيأ الذهنيةُ العلميةُ لتلقي هكذا معارفٍ, والتي سوفَ ترفعَ الكثيرَ مِن الإلتباسِ الذي لَم نرَ جواباً عليهِ في كتبِ العقيدةِ والكلامِ الى هذهِ اللحظةِ, ولو كنتُ أتمنى أن نلقِ هذهِ الأبحاثَ على شكلِ درسٍ مباشرٍ أمامَ الحضورِ,ونسألُ اللهَ تعالى حُسنِ العاقبةِ لنَا ولكُم !!!
#إذن :
لامُبررَ للخوفِ على القانونينِ الفطري والكوني, أو لاخوفَ على قانونِ الطبائعِ هذا إذا ما أردنَا دمجَ القانونينِ تحتَ عنوانٍ واحدٍ, لأنَّ القانونينِ مصنانٍ ولا يُمكن أن تتلاعبَ فيهمَا اليدِ البشريةِ على الإطلاقِ ...
ولكنَ الخوفَ كلَّ الخوفِ على القانونِ الثالثِ الذي إصطلحنَا عليهِ بقانونِ التعايشِ, حيثُ أن هذا القانونَ الإجتماعي يُمكن التلاعبُ بهِ وإعادةِ صياغتهِ مِن قبلِ أغلبِ المتنفذينَ في المجتماعاتِ البشريةِ, فللوالدينِ والأقربينَ القدرةُ على التحكمِ بهذا القانونِ, فكيفَ بالمؤسساتِ العالميةِ الإعلاميةِ المنتشرةِ اليومَ !!!
فبالتأكيدِ ستكونُ السطوةُ والسيطرةُ والقدرةُ على التغييرِ أكبرَ وأوكدَ وأشدَ, لأنَّ تناقلَ الأعرافِ والتقاليدِ وتَعليمُهَا للغيرِ مِن الأمورِ الميسورةِ لَهُم, وهذا مَا إقتضتهُ أيضاً فطرةُ الإنسانِ على التعلمِ والمحاكاةِ والتقليدِ ...
وِمن هنَا أن التنافسِ على تغييرِ الإخلاقياتِ والعاداتِ والمواريثِ البشريةِ وتجمعاتِهِم عبرَ العصورِ, حيثُ أنَّ الجانبينِ الحقَ والباطلِ يتصارعانِ على تغييرِ أكبرِ عددٍ ممكنٍ مِن هؤلاءِ البشرِ, ولو لَم يعلمْ الطرفانِ بإمكانيةِ التغييرِ والتأثيرِ على هذهِ القوانينَ, لمَا فكرَ أحدُهَا أن يقربهُ أصلاً !!!
#ومِن_هنَا :
علينَا نحنُ كمهتمينَ ومتابعينَ ومخلصينَ لقضيتِنَا الحقيقيةِ الحقةِ, أنَّ نكونَ جزءاً لا يتجزءُ مِن الحفاظِ على هذا القانونِ قدرَ المُستطاعِ, بل علينَا أن نحاولَ الليلَ والنهارَ لإذكاءِ أوارِ هذا القانونِ ليصبحَ مناراً يُستضاءُ بهِ مِن قبلِ عامةِ الناسِ ...
صحيحٌ أنَّ المؤسساتِ الإعلاميةِ التي يَملكُهَا المقابلُ مَا لا يُمكن أن يُجَابهَ بهذهِ الوسائلِ مِن العصرِ الحجري, ولكن بالمقابلِ فأنَّ القربَ في المكانِ, وإجادةِ اللغةِ والحوارِ نفسهِ, وكثيراً مِن المُشتركاتِ الأخرى, بأجمَعِهَا تكونَ مبرراً كافياً للصمودِ بوجهِ هذا الإعلامِ والطودَ العظيمِ والجبارِ واللامحدودِ !!!
نعم ..
هُم يسعونَ الى تغييرِ الكثيرِ مِن المفاهيمِ ليسَ على مستوى البلادِ الإسلاميةِ, بل على مُستوى العالمِ بأسرهِ, لأنَّ حريةَ التعبيرِ التي كفلتْهَا لهُم الأنظمةُ الرأسماليةُ تُلزُمُهُم أنَّ يقنعوا شعوبَهُم أولاً ببعضِ القضايا التي يؤمنونَ بخلافِهَا عبرَ الأجيالِ, وهذا الإقناعُ لهُم سيجعلُ تطبقَ المشروعِ أهونَ وأسهلَ في الخارجِ ...
#فمثلاً :
أنَّ كرهَ الساميةِ واليهوديةِ, مِن المسلماتِ والموروثاتِ عندَ المجتمعِ المسيحي في بقاعِ الأرضِ, حتى قبلَ ظهورِ الإسلامِ في أرضِ الجزيرةِ العربيةِ على يدِ خاتمِ الأنبياءِ والمرسلينَ (صلى اللهُ عليهِ والهِ وصحبهِ وسلمَ), لأنَّ العقيدةَ المسيحيةَ مبنيةٌ على أنَّ المَسْلَكَ السامي -الصهيوني- هُو مَن قتلَ نبيَّ الطهارةِ عيسى أبنِ مريمٍ (عليهِمَا الصلاةُ السلامُ), وقضى على كلَّ أصحابهِ, وحَرَقَ أتباعَهُ, وتقديمُ أطفالَ المسيحِ للمسلخِ كقرابينَ وتدنيسِ خُبزِ القربانِ, وحاربَهُم أيمَا حربٍ على مرِ العصورِ !!!
لذا عملتْ ألمانيا والنمسا وفرنسا وغيرُهَا مِن الدولِ الى طباعةِ بروتكولاتِ تحرضَ الناسَ على اليهودِ, وإتهامِهِم بأنَّهُم مواطنونَ غيرُ مخلصينَ لبلدانِهِم, ونتيجةً لذلكَ تمَ طردُ اليهودِ مِن عمومِ دولِ أوربا الغربيةِ الى الوسطى والغربيةِ والمغربِ العربي, وحتى أنَّ الكتابَ الذي ألفهُ هتلر قد حققَ أعلى مبيعاتٍ في بداياتِ القرنِ التاسعِ عشرِ, حيثُ أبيعَ منهُ ملايينَ المسخِ, والذي حرضَ الناسَ على إخراجِ اليهودِ مِن عمومِ أوربا ومِن ألمانيا على نحو الخصوصِ ...
بل وصلَ بالمسيحِ الحالُ أن يتهوا اليهودَ بأنَّهُم مِن أصولٍ غيرِ أوربيةٍ, وليسَ لهُم الحقُ في البقاءِ في أوربا, وأعتبرتُم الكثيرُ مِ، العقائدِ المسيحيةِ على كونهِم أرواحاً شريرةً تهددُ الأمنَ والسلمَ في البلدانِ, لذلكَ ظهرتْ عليهمِ الكثيرِ مِن الإحتجاجاتِ مِن قبلِ الناسِ, وهدموا دورَ عبادَتِهِم, وهشموا نوافذَ محلاتِهِم, حتى عُرِفَتْ هذهِ الليالي بالليلي الزجاجِ المكسورِ, مِن كثرةِ مَا حُطِمَ مِن نوافذِ وشرفِ محلاتِهِم وأماكنِ سُكناهِم !!!
ولَم يَكُن حالُ اليهودِ في البلادِ العربيةِ أحسنُ حالاً منهُ في أوربا, حيثُ أنَّ المعاداةِ في البلادِ العربيةِ لهؤلاءِ المارقةِ عن البشريةِ, كانَ جزءاً مِن العقيدةِ والموروثِ الديني, وبالتأكيدِ فأنَّ التصرفاتِ في الغالبِ لا تكشفُ عن التوجيهاتِ الدينيةِ التي يَعمُهَا الطابعُ الإنساني, ولكنَ هذهِ المعاداتِ أتسمتْ بالحقدِ والكراهيةِ لهذا المكونِ المارقِ عن الإنسانيةِ !!!
وبالحقيقةِ أنَّ العداءَ العربي لَم يكن عداءاً مِن قبلِ المسلمينَ فقط, بل حتى شملَ المؤمنينَ بالدياناتِ غيرِ السماويةِ كالدروزيةِ, الذينَ قتلوا ونهبوا وسلبوا كلَّ مايَملكُهُ اليهودُ في صفد الفلسطينيةِ, ومَا حصلَ عليهِم في العراقِ لا يقلُ أبداً عمَا حصلَ عليهِم في المحيطِ العربي, حيثُ قامَ البغداديونَ في إبادةِ المكونَ اليهودي بعدَ سقوطِ حكومةِ رشيدِ عالي الكيلاني !!!
#لذا :
بعدَ إنتهاءِ الحربِ العالميةِ الثانيةِ تحديداً, وبعدَ أن قُدِمَتْ أرضُ فلسطينَ على طبقٍ مِن الذهبِ الى اليهودِ, لتشكيلِ نواتِهِم الأولى كدولةٍ سياسيةٍ عُمُرُهَا لا تتجاوز السبعينَ عاماً, وبعدَ أن لعبتْ أوربا والمسيحيةِ بذكاءٍ على وترِ الدينِ والعقيدةِ المسيحيةِ, حيثُ إستغلوا عقائدَ الناسِ وأديانِهِم في مأربِهِم السياسيةِ, وهجروا الطبقةَ العظمى مِن اليهودِ في أوربا الى أرضِ العربِ, ليمارسوا حياتَهُم السياسيةَ بعيداً عن المسيحيةِ, #جاءَ_مُصطلحُ_معاداةُ_الساميةِ !!!
نعم ...
بعدَ أن آمنَ المسيحُ شرَ هؤلاءِ, وآمنَ الناسُ شرَ عقائدِ هؤلاءِ, وبعدَ أن أصبحَ الملوكُ والسلاطينُ بمآمنِ مِن منافَسَتِهِم, وبعدَ أنَّ إستقرتْ البلادُ الأوربيةُ مِن فِتَنِهِم وشحذِ وإذكاءِ ملماتِ الفتنِ, جاءَ وقتُ المطالبةِ بحقوقِ السامسةِ المساكينَ, الذينَ عانوا الويلاتِ تلو الويلاتِ مِنذُ القديمِ, بل حتى قبلَ ولادةِ المسيحِ عيسى أبنِ مريمِ (عليهِمَا السلامُ), حيثُ عانوا بطشَ وغلواءَ البابلينَ والفرسِ والحثيينَ الآشوريينَ والمصريينَ, وبعدَ الولادةِ الميمونةِ, جاءَ دورُ العربِ والمسلمينَ والفرسِ والنازيينَ والأوربيينَ عموماً, بل والعالمِ أجمعِ !!!
لذا لابدَ مِن إنصافِهِم وإحترامِهِم وقبولِهِم, وإستضافَتِهِم في أيِّ بلدٍ لينشؤوا دَولتَهُم المشؤومةِ إلا في أوربا !!!
وبعدَ أن أصبحَ لهُم كياناً سياسياً, ودولةً مدنيةً, لابدَ مِن محو آثارِ الإضطهادِ ومحو ذكراتِ هذا الشعبِ المظلومِ المهتضمِ, ولا يتحققُ هذا المحو وعودةُ التطبيعِ برؤيةِ المقابلِ إلا مِن خلالِ أمورٍ مهمةٍ جداً :
#الأمرُ_الأولُ :
مقابلةُ مصطلحِ معادةِ الساميةِ بالإسلامِ فوبيا, وأنَّ مَن يستحقَ القتلَ والدمارَ والتهجيرَ هُم أولئكَ العربُ والمسلمونَ لأنَّهُم أخطرُ ودوداً في أوربا خصوصاً والعالمِ عموماً مِن التواجدِ اليهودي فيهمَا ...
لذا فإنَّ بوادرَ المعاداةِ المسيحيةِ للإسلامِ والمسلمينَ باتتْ واضحةً وجليةً هذهِ السنينَ, حيثُ أنَّ المقابلاتِ التلفزيونيةِ لا تتمُ عندَ أئمةِ التكفيرِ صنيعةِ الماسونيةِ العالميةِ إلا أن يكونَ ذلكَ التكفيري والقاتلُ بجوارهِ قراناً كريماً أو رمزاً إسلامياً, حتى يُرسلوا صراحةً أنَّ هؤلاءِ التكفيرينَ مسلمونَ ومؤمنونَ بنبوةِ الني محمدٍ (صلى اللهُ عليهِ والهِ وصحبهِ وسلمَ), وهُم مَن يستحقَ الإقصاءِ والإبعادِ مِن أرضِ الغربِ أولاً, ومحاربَتَهُم في قَعْرِ دارِهِم ثانياً !!!
وعندَ إظهارِ المصطلحِ المقابلِ لمعاداةِ الساميةِ, سوفَ ينتهي هذا الإصطلاحُ بمرورِ الزمنِ, أي أنَّ المقابلةَ مقابلةٌ عمليةٌ لا نظريةٌ, بل سوفَ يتأكدُ الناسَ بأنَّ مَن يستحقَ الويلَ والثبورَ هُم أولئكَ المسلمينَ منذُ البدايةِ ...
#الأمرُ_الثاني :
إعادةُ التأريخِ بطريقةٍ عمليةٍ, وبمسرحيةٍ واقعيةٍ بعيدةٍ عن برجوازيةِ خشباتِ المسارحِ وشاشاتِ السينما والتلفاز, مِن خلالِ العملِ على تهجيرِ الأقلياتِ الأخرى مِن غيرِ المسلمينَ مِن المسيحِ خصوصاً, لأنَّ العربَ لا يرغبونَ ببقاءِ أهلِ الأديانِ الأخرى مِن غيرِ المسلمينَ, بالتالي توصيدُ أرضيةٍ صلبةٍ في مخيلةِ فكرِ الغربي والأوربي بأنَّ المآسي والويلاتِ والثبورِ التي جرتْ على اليهودِ في العالمِ مصدرهُ هؤلاءِ العربِ, وقد إنتقلتْ عدوى معاداةِ الساميةِ منهُم الى الغربِ والشرقِ المسيحي !!!
#الأمرُ_الثالثُ :
إقامةُ دولةٍ يهوديةٍ في قلبِ الأراضي العربيةِ, على أن تكونَ دولةً مثاليةً في العلمانيةِ والمدنيةِ, لإثباتِ أنَّ اليهودَ بالرغمِ مِن حداثَةِ سنِهِم في الحكمِ وقيادةِ الدولِ, إلا أنَّهُم أجدرُ مِن العربِ والمسلمينِ بالقيادةِ والرئاسةِ, بالرغمِ مِن أنَّ العربَ حكموا أراضيهُم وأسسوا البلدانَ منذُ آلافِ السنينَ, وبالرغمِ من طولِ الفترةِ وتقادمِ الزمانِ إلا أنَّهُم لا يستطيعونَ أن يُغيروا واقعَ حالِهِم الى جزءِ مليونِ ما توصلتْ لهُ الدولةُ اليهوديةُ في سنواتٍ قليلةٍ لا تتعدى عمرَ الإنسانِ الواحدِ !!!
#الأمرُ الرابعُ :
خلقُ الكثيرِ مِن الطواغيتِ والظالمينَ وجيوشٍ جرارةٍ مِن الجلاوزةِ الخادمينَ لَهُم, وتسليطُ كلَّ أولئكَ على رقابِ العربِ والمسلمينَ, وصلاً بهِم ليطلبوا العونَ والنجاةَ مِن اليهودِ والنصارى !!!
بل ليصلْ بهِم الحالُ الى أن نتمنى الخلاصَ ليسَ مِن اللهِ تعالى مجدهُ وعلا شأنهُ, بل مِن نفسِ المؤسسةِ القاتلةِ والمجرمةِ بحقِ الإنسانيةِ !!!
بل يتطورُ بنا الحالُ أن نمجدَ الغاراتِ الجويةَ والبريةَ والبحريةَ التي تقومُ بهَا هذهِ المؤسساتِ الصهيونيةِ على أولئكَ الظالمينَ, بل ونقبلُ بهِم حكاماً ومتحكمينً, لننتقلْ مِن سوءِ حالنَا الى أفضلِ حالٍ, ولو بعيشةِ الكفافِ كبشرٍ مستحقينَ للعيشِ الكريمِ كباقي المخلوقاتِ الأخرى على هذهِ الأرضِ !!!
#وهنَا :
قد تحققَ أعظمُ ما حَلُمَتْ بهِ الماسونيةُ العالميةُ عبرَ الأجيالِ, حيثُ إستطاعتْ أن تُسيطرَ على النوعِ الثالثِ مِن القوانينِ التي تحكمُ التجمعِ البشري, ألا وهو القانونُ التعايشي والإجتماعي, حيثُ أسستْ لنفسِهَا القدرةَ على التحكمِ بتحركاتِ الناسِ والتجمعاتِ البشريةِ !!!
فبعدَ أن عجزَ هذا الدجالُ الأعظمُ والشيطانُ الأكبرُ أنَّ يُسيطرَ على القوانينَ الطبيعيةَ والفطريةَ, إستطاعَ أن يُسيطرَ سيطرةً تامةً على القانونِ الثالثِ الأكثرُ تأثيراً على أفكارِ الناسِ وعقائدِهِم وإمانِهِم ورؤيتِهِم للحقائقِ, حيثُ إستطاعَ هذا الإلهُ والربُ أنَّ يحققَ ما أخبرَ بهِ الرسولِ الأعظمِ (صلى اللهُ عليهِ والهِ وصحبهِ وسلمَ) مِن أخبارِ آخرِ الزمانِ,
حيثُ قال (صلى اللهُ عليهِ والهِ وصحبهِ وسلمَ) :
- سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة ؟ قال: الرجل التافه في أمر العامة ...
- ولا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش، والبخل، ويخون الأمين، ويؤتمن الخائن ...
- يتهم الأمناء، يصدق الكاذب، يكذب الصادق، يكثر الهرج، قالوا: وما الهرج يا رسول الله ؟ قال: القتل، ويظهر البغي والحسد، والشح، وتختلف الأمور بين الناس، ويتبع الهوى، ويقضى بالظن، ويقبض العلم، ويظهر الجهل، ويكون الولد غيظاً ...
- سيجيء في آخر الزمان أقوام تكون وجوههم وجوه الآدميين، وقلوبهم قلوب الشياطين، أمثال الذئاب الضواري ليس في قلوبهم شيء من الرحمة سفاكين للدماء لا يرعون عن قبيح إن تابعتهم خانوك وإن غبت عنهم اغتابوك وإن حدثوك كذبوك وإن ائتمنتهم خانوك صبيهم عار وشابهم شاطر، شيخهم لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر، الاعتزاز بهم ذل، وطلب ما في أيديهم فقر، الحليم فيهم غاوٍ، والآمر فيهم بالمعروف متهم، المؤمن فيهم مستضعف، والفاسق فيهم مشرف، السنة فيهم بدعة، والبدعة فيهم سنة، عندئذ يسلط الله عليهم شرارهم، ويدعو خيارهم فلا يستجاب لهم ...
#اسألكم_الدعاء