السَاعَاتُ الخِتَامِيةُ في الرِئَاسَةِ الأميركيةِ :
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,(الدكتور مهند جاسم الحسيني)
كَم كانَ مِن اللائقِ بنَا كشعبِ عربي أن نملكَ مِن مراكزِ الدراساتِ الخاصةِ بنَا, والتي يَرجعُ إليهَا العربُ والمسلمونَ في العالمِ بأسرهِ في حالةِ أن إحتاجَ أحدهُم الى أن يَستقي معلومةً معينةً تهوى إليهَا نفسهُ ليتعلمَهَا, بحيثُ تكونَ هذهِ الدراساتِ تعتمدُ تمامَ الإعتمادِ على مقدراتِهَا العلميةِ والعمليةِ والماليةِ, بحيثُ لا يكونَ لأحدٍ عليهَا منةٌ !!!
أليسَ مِن الأولى أن نرسمَ سياساتِ العالمِ ومَا تصبوا إليهِ الدولُ العظمى في المستقبلِ, مِن خلالِ جمعِ البياناتِ والتصريحاتِ واللقاءاتِ التي يُدلو بهَا الموثوقونَ في تلكَ البلدانِ, بحيثُ تتأسسُ لنَا قواعدٌ بيانةٌ توازي تلكَ التي يطرحُهَا المتسلطونَ كمذكراتٍ أو حكاياتٍ أو رواياتٍ بعدَ أن يرتفعَ عن الكثيرِ مَنهَا مَا تعرفُ بالسريةِ, لأنَّ كشفهَا لا يعني سوى الإطلاعِ والمعرفةِ وليسَ ورائِهَا تبعاتٍ قانونيةٍ ولا حتى إنسانيةٍ !!!
ولكن بعدَ أن يعجزُ العربُ أن يُشكلُ مِثلَ هكذا مراكزٍ تعتني بتدوينِ وإستقصاءِ الحقائقِ مِن أفواهِ فاعليهَا أو مَن هُم قريبونَ مِن مراكزِ القرارِ والمطلعونَ عليهِ, لا بأسَ أن تتششكلَ مِثلَ هكذا دراساتٍ على مستوى البلدِ الواحدِ, وتعقدُ لهَا كليةً أو قسماً خاصاً مِن الدراساتِ التاريخيةِ أو الإنسانيةِ أو السياسيةِ أو أي عنوانٍ آخرٍ تدرجُ تحتهُ أو تكونَ قبالهُ, بحيثُ تعتنمي هذهِ المراكزُ البحيثيةُ بإستقراءِ وتدوينِ كلَّ شاردةٍ وواردةٍ يُمكن أن تنفعُ الدارسينَ والباحثينَ في المستقبلِ, ولو على أساسِ التأكدِ ومقاطعةِ المعلومةِ التي تظهرُ فيمَا بعدُ, أو على أساسِ العملُ على إنتاجِ دراساتٍ موازيةٍ تقابلُ وتوازي تلكَ التي يَقومُ بهَا الغربُ حولَ الشرقِ الأوسطِ مثلاً, وتنفردُ هذهِ المراكزُ بالتنبؤاتِ والقراءاتِ المستقبليةِ كمَا نلاحظهُ في المراكزِ الغربيةِ الشرقيةِ حولَ العالمِ العربي ...
وبهذهِ الطريقةِ وبعدَ أقلِ من العقدينِ, سنملكُ مِن المكاتبِ التاريخيةِ والدراساتِ السياسيةِ آلافَ الكتبِ والمدوناتِ والبحوثِ, والتي تشتركُ جميعاً في إثراءِ العقلِ العربي والعملِ على عزلهِ عن إستقاءِ المعلوماتِ ولو على نحو البعضِ مِن الغربِ, بل ويستطيعُ أن يقاطعُ بعضَهَا بعضاً, ويعرفُ أينَ تكمنَ المؤامرةِ مِن الحقيقةِ ...
وبهذهِ الطريقةِ سوفَ ننتجُ جيلاً في غضونِ عدةِ سنواتٍ لا تؤثرُ فيهِ الفتنِ كمَا نراهُ اليومَ, بحيثُ أن أبسطَ شركةٍ أو منظمةٍ يُمكنُهَا أن تتحكمَ برأي تيارٍ عامٍ مِن المجتمعاتِ العربيةِ, بحيثُ رأينَاهُم يتلاعبونَ في مجتمعاتِنَا تلاعبَ أمواجِ البحارِ في فردٍ كُسِرَتْ بهِ سفينَتَهُ, ونحنُ لا نملكَ لهُم نفعاً ولا ضراً, بل أنَّ نفسَ هذا التيارَالعامَ المُتأثرَ سيكونُ وبالاً على عُلْيَّةِ القومِ, وحائلاً لهُم وللمخلصينَ مِن قيادةِ المجتمعِ والأخذِ بيدهِ الى برِ الأمانِ !!!
لذا فالمشكلةُ مركبةُ, يشتركُ بهَا الخارجُ والداخلُ, حيثُ يقابلُ مَا يُكتبُ مِن دراساتٍ وأبحاثٍ لإنهاءِ تواجدِنَا كَأُمةٍ, يقابلهُ خنوعٌ وكسلٌ وفترةٌ وتقاعسٌ وعجزٌ, بل ويقابلهُ تبريرٌ وتغريرٌ ورجمٌ بالغيبِ, فبعدَ أن نعجزَ أن نفهمَ الحالَ, أو نجدَ لهُ العلاجَ الناجعَ, أو نحاولَ التخفيفَ مِن وطأةِ الإنهيارِ الحاصلِ في النسيجِ الفكري المجتمعي, يبدأ الحديثُ عن أنَّ الكثرةَ مجانبةٌ للصوابِ, ولا خيرَ فيهَا ولا أملَ مرجو مِنَهَا, وأنَّ أمرَ الهدايةِ والصلاحِ والإصلاحِ بيدِ اللهِ تعالى مجدهُ وعلا شأنهُ !!!
وبمَا أنَّ الغيبَ ومَا وراءِ عالمِ الشهادةِ غيبٌ عن الجميعِ, فلا بأسَ أن نعلقَ على أكتافهِ كلَّ أنواعِ عجزِنَا وفشلِنَا وكَسَلِنَا وخلودِنَا للراحةِ والنومِ, لأنَّ هذا التعليقُ والإلقاءُ على أكتافِ الغيبِ, سيجرُ منكرهُ الى الكفرِ بوجودهِ والإلحادِ بوجوبهِ, وبالتالي يَكونَ قبولُ الفكرةِ أحجى مِن التعليقِ عليهَا, فيا للهِ ويا للغيبِ !!!
ولكن بعدَ أن نتيقنَ ونقطعَ أن الأملَ في وجودِ والعملِ على وجودِ هكذا مراكزٍ وأقسامٍ حتى على مستوى البلدِ الواحدِ, بل حتى لو وِجِدَتْ ستكونُ جزءاً لا يتجزأ مِن الماكنةِ الإعلاميةِ التي تعملُ على قلبِ الحقيقةِ والبرهانِ, وتجعلُ الناسَ في حالةِ نومٍ مغناطيسي عميقٍ, لذا لا يبقى أمَامَنَا سوى الإعتمادُ على الجهودِ الذاتيةِ في التدوينِ والتحليلِ والإستقراءِ والإستنتاجِ, وعلى اللهِ تعالى فليتوكلْ المؤمنونَ ...
#لذا :
يكونُ مِن المناسبِ جداً أن نستعرضَ إستعراضاً يتناسبُ مع كتابةِ المقالِ الى أبرزِ ما حصلَ في ولايتي الرئيسِ الأميركي أوباما, وأن نتابعُ بعضهَا ونربطُهَا ببعضٍ حتى نصلَ الى القناعةِ المقبولةِ في أنَّ مَا حصلَ في الشرقِ الأوسطِ وشمالِ أفريقيا عموماً, هل هو نتيجةً للإهمَالِ الأميركي أم دراسةٍ ومخططٍ عملتْ عليهِ هذهِ الرئاسةِ ؟!!
ولا أرى أنَّ في المقامِ صعوبةً كبيرةً, لأنَّ الجوابَ في قضيةٍ مانعةُ الخلو, أي أنَّ أحدَ السيناريوهينِ متحققٌ جزماً, فأمَا مَا جرى على المنطقةِ نتيجةً للإهمَالِ وغضِ البصرِ أو نتيجةً للتدخلاتِ الخارجيةِ المبنيةِ على دراسةِ معدةٍ مُسبقاً, وكلا الأمرينِ لا يُبررانِ الجانبِ الأميركي مطلقاً, أي في كلا الحالتينِ يكونُ الجاني هو نفسُ الجانبِ الأميركي, وهي مَن تتحملُ كلَّ التبعاتِ القانونيةِ والإنسانيةِ مستقبلاً إن شاءَ اللهُ تعالى ربُ العالمينَ ...
ولا ننسَ أن عددَ الحروبِ التي خاضتهَا أميركا بشكلٍ علني خلالَ القرنِ الواحدِ والعشرينَ هي ستتْ حروبٍ فقط, طبعاً وبعضُهَا مستمرةٌ الى اليومِ كتلكَ التي في إفغانستانَ, وثلاثةٌ مِنهَا أدتْ الى إسقاطِ حكوماتِ البلدانِ المقابلةِ, الأولى على إفغانستانَ عامُ (2001) والثانيةُ على العراقِ عامُ (2003) والثالثةُ على ليبيا عامُ (2011) ...
وكلُّ هذهِ الحروبِ عدا مَا حَصلتْ على ليبيا جاءتْ ضمنَ الحربِ على الإرهابِ بعدَ أحداثِ الحادي عشرِ مِن سبتمبر عامِ (2001), والتي إنتهَى هذا المصطلحُ في بعدَ تولي الرئيسُ أوباما الولايةَ الأولى لأميركا, حيثُ أعلنَ إنهَاءَ هذهِ الحربِ تحتَ هذا المُسمى, ولكن بعدَ عامٍ تقريباً شنَّ حربهُ على ليبيا ساقطاً بهَا حكومَتَهَا, وتاركاً فيهَا الفوضى الى اليومِ !!!
أي أنَّ للرئيسِ السابقِ جورج بوش خمسةُ حروبٍ فقط, وأسقطَ في إثنينِ مِنهَا حكومتينِ همَا إفغانستانَ والعراقَ, بينمَا أسقطَ الرئيسُ أوباما حكومةً واحدةً فقط خلالِ بدايةِ الولايةِ الأولى لهُ, وهي الحكومةُ الليبيةُ بزعامةِ القذافي, مع الإستمرارِ طيلةِ فترةِ ولايتيهِ على إكمَالِ مَا تَمَ ترحيلهُ إليهِ مِن الرئيسِ جورج بوش مِن الحربِ على إفغانستانَ !!!
#وهنَا :
إذا إعتبرتْ القياداتُ الأميركيةُ إسقاطَ الحكومةَ الإفغانيةِ والعراقيةِ منقبتينِ مِن مناقبِ التي تُمْدَحُ عليهَا إدارةُ جورج بوش, بالرغمِ مِن عشراتِ الملياراتِ التي أطلقهَا الكونكرسُ الأميركي لهاتينِ الحربينِ, فقد أنهى الرئيسُ أوباما ولا يتيهِ وقد أسقطَ خمسَ حكوماتٍ, أربعةٌ مِنهَا لَم تشاركُ بهَا حكومتهُ بإطلاقِ رصاصةٍ, وهي سقوطُ الحكومةِ التونسيةِ والمصريةِ مرتينِ واليمنيةِ, والخامسةُ الحكومةُ الليبيةُ, والتي دخلتْ بهَا الولاياتُ المتحدةُ ضمنَ تحالفٍ مكونٍ مِن ثمانِ عشرِ دولةٍ وهي أحدُهَا !!!
وبالتالي أنَّ الحربَ التي أطلقتهَا الإدارةُ الأميركيةُ في ولايتي أوباما مِن الجيلِ الجديدِ, حيثُ إستطاعتْ هذهِ الإدارةُ أن تقضي على أعتى الدولِ دونَ أن توغِلَ بأيِّ جندي لهَا في أرضِهَا, وهذا الجيلُ مِن الأجيالِ المتطورةِ حقاً في الحروبِ, وهو أفضلِ مِن جيلِ الحربِ على الإرهابِ, بمصطلحاتهِ الفضفاضةِ, التي عجزَ عباقرةُ السياسةِ عن فهمِ المعنى والمرادِ منهُ حتى اعلنتْ الإدارةُ إنتهاءَ حقبتِهَا, بالكشفِ عن الجيلِ الجديدِ, والذي لَم يَنكشفْ لأبرعِ المخابراتِ العالميةِ حتى سقطتْ أربعُ حكوماتٍ بفترةٍ قياسيةٍ, وبعدَهَا تفهمتْ الحكوماتُ الخطرَ المُحدقِ بهَا, وكيفيةَ التسدي لهكذا حراكٍ مِن الجيلِ الجديدِ مِن حربِ إنهاءِ الحكوماتِ !!!
#ومِن_هنَا :
إذا إستطعنَا أن نعتبرَ أن الربيعَ العربي كَمَا أطلقَ عليهِ الرئيسُ أوباما, هو جيلٌ جديدٌ مِن الخططِ الحربيةِ, التي تضعُ أركانَهَا أبرعَ العقولِ وأكثرهَا شيطنةً ودهاءاً على مُستوى التأريخِ البشري, والتي لا يُمكن أن يرتقِ إليهَا العقلُ العسكري البشري ويفهَمَ كُنْهَهَا إلا بعدَ أن يضرسهَا بنابيهِ, ويَرتشِفَ صديدَهَا بشفتيهِ, إستطعنَا أن نحكمَ على مَا حصلَ مِن الفوضى في شمالِ أفريقيا ومنطقةِ الشرقِ الأوسطِ كلَّهُ مِن التدبيرِ العقليةِ الأميركيةِ العسكريةِ !!!
وعندَهَا لا يُمكن أن يُنظرَ الى الرئيسِ أوباما كالحملِ الوديعِ, بل يُنظرَ إليهِ على أنَّهُ شيطانٌ مِن شياطينِ الإنسِ, وعفريتٌ مِن عفاريتِ الجنِ, لأنَّهُ إستطاعَ أن يُنفذَ أصعبَ الخططِ, بأروعِ الأدوارِ !!!
وهذا مَا يُؤكدهُ لنَا سببَ جعلهِ خلالَ هذهِ الفترةِ على الرئاسةِ الأميركيةِ, لأنَّ الكلَّ تيقنَ صلاحَ هذا الشخصِ, وإعتقدَ بمهدويتهِ الموعودةِ الى المسلمينَ كافةً, لأنَّهُ مِن إصولِ المسلمينَ, وجذورِ الأفريقيينَ, ومثالٍ حيٍّ عِن السودِ المضطهدينَ, حتى إعتقدَ الناسُ بصلاحِ مذهبهِ, ورجاحةِ عقلهِ, وبعدَ نظرهِ !!!
وليتمَ هذا السيناريو الهليودي, فقد تعاطفَ مع العربَ أيمَا تعاطف, حيثُ أولى القضيةَ الفلسطينيةَ أيمَا إهتمام, فقد جعلهَا مِن أولوياتِ أعمالهِ, ومِن أساساتِ حَمْلَتِهِ, حيثُ أوعدَ العربَ بشطرِ الدولتينِ, ولا يقبلُ إلا بحدودِ التي أتفقتْ عليهَا في الجمعيةِ العامةِ للأممِ المتحدةِ عامِ 1947 !!!
وهنَا صارَ الرئيسُ أوباما مِن أكثرِ الرؤساءِ الأميركيينَ شعبيةً في الوطنِ العربي, وأُشْرِبَ في قلوبِهِم حُبَهُ, بعدَ أن عانى المسلمونَ ويلاتَ الحادي عشرِ مِن سبتنبرَ -يوليو-, حيثُ أضطهدَ الرئيسُ جورج بوش الأراضي العربيةَ والإسلاميةَ بذريعةِ الحربِ على الإرهابِ, وهذا ما عجلَ التعاطفَ العربي مع الرئيسِ الجديدِ أوباما, لا لشيءٍ سوى الرغبةُ في نسيانِ الحقبةِ الزمنيةِ التي عاشهَا المسلمونَ وحكوماتُهم خلالَ رئاسةِ الرؤساءِ الثلاثةِ السابقينَ عليهِ !!!
#وبالحقيقةِ :
أنَّ ماعاناهُ المسلمونَ في فترةِ إدارةِ أباما هي الفترةُ الأصعبُ على طولِ التأريخِ بعدَ هجومِ المغولِ والتتارِ على أرضِ العرب, بل الأصعبِ حتى بعدَ الإحتلالاتِ الفرسيةِ والبريطانيةِ والإسبانيةِ, بل الأصعبُ حتى بعدَ تقسيمِ منطقةِ الشرقِ الأوسطِ ضمنَ إتفاقيةِ سايكس بيكو, لأنَّ المنطقةَ ماجتْ موجَ البحرِ في الموسمِ العاصفِ, فلم يبقَ فيهَا بلادٌ إلا وقد دخلتْ عليهِ الفتنُ, فأصبحتْ الحكوماتُ تتحينُ الفرصُ للحفاظِ على عروشِهَا بدلاً مِن الحفاظِ على أمنِ مواطنيهَا !!!
وبعدَ أن ماجتْ أرضُ العربِ والمسلمينَ بأهلِهَا, بعدَ أن أتيحتْ لهَا الوسائلُ كافةً لدعمِ حراكِهَا الشعبي دبلماسياً وإعالمياً, وأتركتْ تواجهُ مصيرَهَا بنفسِهَا, حيثُ تحطمتْ جيوشُهَا, وتساقطتْ حكوماتُهَا, وتداعتْ أركانُهَا, فلم يبقَ حجرٌ على حجرٍ, وكأنَّ ناراً نزلتْ بهشيمِ أغصانِهَا, في ريحٍ صرصرٍ عاتيةٍ, فمَا مِن طرفٍ إلا وأضرمتهُ, ومَا مِن صارخٍ مِن شديدِ بطشِهَا إلا وألجمتهُ, حتى تمنى الكلُّ لو أن الذي كانَ لَم يكن, لمَا رأوهُ مِن عظيمِ البلاءِ, ودوامِ اللأواءِ, وتظافرِ الأعداءِ !!!
#ومِن_هنَا :
إذا أردنَا أن ننسبَ مَا حصلَ مِن ربيعٍ عربي في شمالِ أفريقيا والشرقِ الأوسطِ الى الحركةِ العفويةِ للشعوبِ, بحيثُ خرجتْ دونَ سابقِ إنذارٍ, وبدونَ تدخلٍ لأجهزةِ المخابراتِ الأميركيةِ بوجهِ التحديدِ, فهذا لا يُمكن أن تنطبقَ إلا على تونسَ, أما مَا حصلَ بعدَهَا في مصر واليمنِ وسوريا, فلا يُمكن أن ننسبَ الغفلةَ الى المخابراتِ الأميركيةِ, وإلا مَا عملُ السفاراتِ والقنصلياتِ في تلكَ البلادِ, وهل حفظُ المصالحِ يُمكن أن نتخيلهُ إلا مِن خلالِ العملِ على تغييرِ دفةِ الحراكِ الشعبي أو إنهائهِ أو إستغلالهِ كمَا حصلَ في سوريا !!!
علمَا أن الولاياتِ المتحدةَ الأميركيةَ مسيطرةٌ حتى على المناهجِ الدراسيةِ في المدارسِ الإبتدائيةِ, ويجبُ أن تكونَ مطابقةً للمعاييرِ الدوليةِ, فكيفَ يُمكن أن نتخيلَ أنهَا لَيسَ لهَا علاقةٌ بمَا حصلَ في الوطنِ العربي مِن حراكٍ شعبي ضدَ الحكوماتِ ؟!!
ونحنُ نسمعُ تصريحَ هيلاري كلنتون تصرحُ في آخرِ أيامِ ولايتِهَا الأولى بمنصبِ الخارجيةِ الأميركيةِ, حيثُ رأتْ : (القوة الذكية تتمثل في تأكيد قيم الولايات المتحدة الأمريكية وقيادتها في عالم يواجه تهديدات متنوعة، وحكومات مركزية، وكيانات غير حكومية تتزايد أهميتها، عن طريق جمع القوة الصلبة العسكرية بالدبلوماسية وقدرة الولايات المتحدة الأمريكية على استخدام القوة الناعمة في الاقتصاد العالمي، ومساعدات التنمية، والتكنولوجيا، والإبداع، والدفاع عن حقوق الانسان) ...
وهذا التصرحُ يكافيء معنى -الخَّلاق- الذي يُمثلُ أحدَ طرفي #الفوضى_الخلاقَّة, حيثُ تكفلتْ هذهِ الإدارةُ بإثارةِ الفوضى على صعيدِ غيرِ العسكري, وهو اللامبالاةُ لمَا تمرُ بهِ المنطقةُ بأسرهَا, والإكتفاءِ بالتصريحِ وبإداءِ القلقِ المفرطِ على الصعيدِ اللفظي فقط, بينمَا المفردةُ الأخرى والطرفُ الآخرُ مِن الجملة -الخلاقة- فلم يجنِهَا ويحصلْ على ثمارِهَا إلا نفسَ مَن وطدَ وأسسَ وأذكى أوارَ الفوضى في المنطقةِ عموماً !!!
فإنَّ مَا حصلَ في المنطقةِ لَم يكن في صالحِ أهلِهَا, لأنَّ المبدأ السياسي لهذهِ العبارةِ لَم يُطبقْ بشكلٍ كاملٍ كمَا بينهُ أساطينَ السياسةِ وعلماءِ النفسِ والإقتصادِ, كنوقلاي ميكافيلي ومارتن كروز ووالنمساوي جوزيف شامبيتر, حيثُ أن الفوضى المُنبثقةَ مِن نفسِ المبدأ ستخلقُ جيلاً جديداً خلاقاً يُؤمنُ بالنظامِ,
أي أنَّ مَن يعاني ألمَ الفوضى هو ذاتهُ سوفَ يذوقُ حلاوةَ النظامِ والترتيبِ ...
بينمَا أنَّ ما طبقتهُ الإدارةُ الأميركيةُ في المنطقةِ عموماً, هي الفوضى في طرفٍ -- العربُ والمسلمونَ- والخَّلاقُ في الطرفِ الآخرِ وهي المصالحُ الأميركيةُ على الصعيدينِ القومي والعالمي, أي أنَّ المستفيدَ مِن القتلِ والدمارِ والتهجيرِ والترويعِ والتحطيمِ لكلِّ أساساتِ الدولِ والحكوماتِ ولكلِّ مقوماتِ المدنيةِ والتحضرِ هُم الولاياتُ المتحدةُ الأميركيةُ !!!
#وبالتأكيدِ :
فإنَّ التعاملَ مع هذهِ المؤامرةِ على البلادِ والعبادِ لصالحِ الطرفِ الأميركي, لا تحصلُ كالتعاملِ مع المعادلةِ الكيميائيةِ أو الرياضيةِ, لأنَّ العناصرَ المستعملةِ غيرُ العناصرِ المستعملةِ في الجماداتِ في الموادِ, وغيرُ الإعتبارياتِ في الرياضياتِ, بل أنَّ المعادلةَ البشريةَ كالمعادلةِ التي لا تقبلُ إلا التوازنَ أو الإضطرابَ !!!
وللتعاملِ مع هذهِ الفوضى لابدَ مِن تسليطِ الحازمينَ مِن الرؤساءِ الذينَ يستثمرونَ هذهِ الفوضى التي أنشئتْ أميركياً, لأنَّ مَا يحصلُ الآنَّ مِن فوضى وإن كانتْ مِن الجيلِ الجديدِ والمتطورِ على مَا حصلَ في بداياتِ القرنِ المنصرمِ, مِن السيطرةِ وبسطِ النفوذِ بواسطةِ الحراكِ العسكري, ولكنَّ هذهِ الطريقةِ باتتْ مكشوفةً أكادمياً وعلى أبسطِ المستوياتِ,
لذا رأينَا أنَّ الرئيسَ السابقِ جورج بوش قد رفضَ تواجدَ الإحتلالِ على أرضِ العراقِ, لأنَّ الإحتلالَ مِن المبادئ المرفوضةِ أكامياً, لذا أستعاضَ عنهُ بعقدِ الإتفاقياتِ طويلةِ الأمدِ لشرعنةِ البقاءِ على أرضٍ أجنبيةٍ !!!
ولكنَّ هذهِ الفوضى الخلاقة التي أُمنيَتْ بهَا الأمةُ الإسلاميةُ والعربيةُ اليومَ, لا يُمكن أن تنتهي إلا بوجودِ الإحتلالِ والإيمانِ بوجودهِ وإنحصارِ الخلاصِ بوجودهِ على الأرضِ !!!
#أنظرْ :
فالإحتلالُ العسكري الذي يُؤمنُ الجميعَ برفضهِ وبطلانهِ, سيكونا واجباً بعدَ هذهِ الفوضى, حيثُ أنَّ البلادَ التي عاشتْ الفوضى والتي تخشى حصولهَا وإنتقالِ عدوتِهَا على أراضيهَا, وهي ترفسُ برجلِهَا على حدودِ بلادِهَا, سوفَ لا تشعرُ بالأمانِ إلا بوجودٍ أجنبي على أراضيهُ, كمَا رأيناهُ في العراقِ وسوريا واليمن, حيثُ لَم تستطعْ هذهِ البلادَ أن تأمنَ بالحكمِ والسطوةِ والسيطرةِ إلا مِن خلالِ وجودِ الأجنبي على أراضِهَا !!!
وحقاً أنَّ الفوضى التي أرادتْ أميركا فعلُهَا في المنطقةِ, لَم تكن خلاقةً كَمَا رسمتْ لهَا مِن قبلُ, بل خلقتْ هذهِ الفوضى أقطاباً وقوى و تواجدٍ عسكري مقابلاً للتواجدِ العسكري الأميركي, بل وخلقتْ نيةً الى إنشاءِ تحالفاتٍ جديدةٍ في المنطقةِ, مع إمبثاقِ قوى لَم تخطرْ على أذهانِ أهلِ الصحافةِ السياسيةِ ...
#لذا :
فإنَّ القيادةَ الحاسمةَ عسكرياً ستكونُ واجباً جداً لإستثمارِ هذهِ الفوضى, وإلا فإنَّ الفوضى لا أثرَ لهَا إلا السلبُ على الجانبِ الأميركي, فلذا لابدَ مِن العودةِ الى الجيلِ الأولِ مِن الحركةِ العسكريةِ في المنطقةِ, لا لشيءٍ سوى لإستثمارِ هذهِ الفوضى بأبشعِ الطرقِ !!!
وهُنَا إذا رأيتُم أن الجيوشَ الأميركيةَ والغربيةَ والشرقيةَ قد إزدحمَ بهَا المكانُ, فلا يُمكن أن يَنعتهَا الرؤساءُ والمقتنعينَ بهِم مِن الناسِ بالإحتلالِ, بل سوفَ يكونُ وجودُهُم مبرراً جداً, بل ونصرتَهُم واجبةٌ, لأنَّهَا مقدمةٌ لوجوبِ الحفاظِ على البلادِ والعبادِ, بل ويتأكدُ هذا الوجوبُ عندمَا تكونَ بيضةُ الإسلامِ بخطرٍ مِن خلالِ تهديدِ قبلةِ المسلمينَ والمقدساتِ ومقاماتِ الأولياءِ بالخطرِ ...
عندَهَا سوفَ تكونُ حرباً مقدسةً بحقٍ, فيقاتلُ الكلُّ الكلَّ, ونسألُ اللهَ تعالى أن يَمُنَّ على الإسلامِ والمسلمينَ بالأمنِ والآمانِ ...
خارجُ النصِ :
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, مَا أجبرني أنَّ أعطفَ بالكتابةِ الى هذا الموضوعِ, ما سمعتهُ مِن حيرةِ المحللينَ في وكالاتِ الأنباءِ والفضائياتِ مِن صعوبةِ أن يُقيموا المرحلةَ التي رأسهَأ أوباما, حيثُ أختلفَ فيهِ الكلُّ بينَ محبٍ ومبررٍ ومُتوقفٍ وغيرٍ متأكدٍ على حكمٍ, لذا أردتُ أن ْأفصِلَ في المسألةِ في آخرِ ساعاتِ هذا #العبدِ_الأسودِ, الذي ضحكَ على أحرارِ العالمِ بأسرهِ !!!
وجزى اللهُ تعالى الشاعرَ #أحمد_مطر عندمَا قالَ :
أُطِلُّ ، كالثعبان ، من جحري عليكم فإذا
ما غاب رأسي لحظةً ، ظلَّ الذَنَبْ !!!
فلتشعلوا النيران حولي واملأوها بالحطبْ
إذا أردتم أن أولِّيَ الفرارَ والهربْ ...
وحينها ستعرفون ، ربما ،
مَن الذي ـ في كل ما جرى لكم
كان السببْ ؟!!!
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,(الدكتور مهند جاسم الحسيني)
كَم كانَ مِن اللائقِ بنَا كشعبِ عربي أن نملكَ مِن مراكزِ الدراساتِ الخاصةِ بنَا, والتي يَرجعُ إليهَا العربُ والمسلمونَ في العالمِ بأسرهِ في حالةِ أن إحتاجَ أحدهُم الى أن يَستقي معلومةً معينةً تهوى إليهَا نفسهُ ليتعلمَهَا, بحيثُ تكونَ هذهِ الدراساتِ تعتمدُ تمامَ الإعتمادِ على مقدراتِهَا العلميةِ والعمليةِ والماليةِ, بحيثُ لا يكونَ لأحدٍ عليهَا منةٌ !!!
أليسَ مِن الأولى أن نرسمَ سياساتِ العالمِ ومَا تصبوا إليهِ الدولُ العظمى في المستقبلِ, مِن خلالِ جمعِ البياناتِ والتصريحاتِ واللقاءاتِ التي يُدلو بهَا الموثوقونَ في تلكَ البلدانِ, بحيثُ تتأسسُ لنَا قواعدٌ بيانةٌ توازي تلكَ التي يطرحُهَا المتسلطونَ كمذكراتٍ أو حكاياتٍ أو رواياتٍ بعدَ أن يرتفعَ عن الكثيرِ مَنهَا مَا تعرفُ بالسريةِ, لأنَّ كشفهَا لا يعني سوى الإطلاعِ والمعرفةِ وليسَ ورائِهَا تبعاتٍ قانونيةٍ ولا حتى إنسانيةٍ !!!
ولكن بعدَ أن يعجزُ العربُ أن يُشكلُ مِثلَ هكذا مراكزٍ تعتني بتدوينِ وإستقصاءِ الحقائقِ مِن أفواهِ فاعليهَا أو مَن هُم قريبونَ مِن مراكزِ القرارِ والمطلعونَ عليهِ, لا بأسَ أن تتششكلَ مِثلَ هكذا دراساتٍ على مستوى البلدِ الواحدِ, وتعقدُ لهَا كليةً أو قسماً خاصاً مِن الدراساتِ التاريخيةِ أو الإنسانيةِ أو السياسيةِ أو أي عنوانٍ آخرٍ تدرجُ تحتهُ أو تكونَ قبالهُ, بحيثُ تعتنمي هذهِ المراكزُ البحيثيةُ بإستقراءِ وتدوينِ كلَّ شاردةٍ وواردةٍ يُمكن أن تنفعُ الدارسينَ والباحثينَ في المستقبلِ, ولو على أساسِ التأكدِ ومقاطعةِ المعلومةِ التي تظهرُ فيمَا بعدُ, أو على أساسِ العملُ على إنتاجِ دراساتٍ موازيةٍ تقابلُ وتوازي تلكَ التي يَقومُ بهَا الغربُ حولَ الشرقِ الأوسطِ مثلاً, وتنفردُ هذهِ المراكزُ بالتنبؤاتِ والقراءاتِ المستقبليةِ كمَا نلاحظهُ في المراكزِ الغربيةِ الشرقيةِ حولَ العالمِ العربي ...
وبهذهِ الطريقةِ وبعدَ أقلِ من العقدينِ, سنملكُ مِن المكاتبِ التاريخيةِ والدراساتِ السياسيةِ آلافَ الكتبِ والمدوناتِ والبحوثِ, والتي تشتركُ جميعاً في إثراءِ العقلِ العربي والعملِ على عزلهِ عن إستقاءِ المعلوماتِ ولو على نحو البعضِ مِن الغربِ, بل ويستطيعُ أن يقاطعُ بعضَهَا بعضاً, ويعرفُ أينَ تكمنَ المؤامرةِ مِن الحقيقةِ ...
وبهذهِ الطريقةِ سوفَ ننتجُ جيلاً في غضونِ عدةِ سنواتٍ لا تؤثرُ فيهِ الفتنِ كمَا نراهُ اليومَ, بحيثُ أن أبسطَ شركةٍ أو منظمةٍ يُمكنُهَا أن تتحكمَ برأي تيارٍ عامٍ مِن المجتمعاتِ العربيةِ, بحيثُ رأينَاهُم يتلاعبونَ في مجتمعاتِنَا تلاعبَ أمواجِ البحارِ في فردٍ كُسِرَتْ بهِ سفينَتَهُ, ونحنُ لا نملكَ لهُم نفعاً ولا ضراً, بل أنَّ نفسَ هذا التيارَالعامَ المُتأثرَ سيكونُ وبالاً على عُلْيَّةِ القومِ, وحائلاً لهُم وللمخلصينَ مِن قيادةِ المجتمعِ والأخذِ بيدهِ الى برِ الأمانِ !!!
لذا فالمشكلةُ مركبةُ, يشتركُ بهَا الخارجُ والداخلُ, حيثُ يقابلُ مَا يُكتبُ مِن دراساتٍ وأبحاثٍ لإنهاءِ تواجدِنَا كَأُمةٍ, يقابلهُ خنوعٌ وكسلٌ وفترةٌ وتقاعسٌ وعجزٌ, بل ويقابلهُ تبريرٌ وتغريرٌ ورجمٌ بالغيبِ, فبعدَ أن نعجزَ أن نفهمَ الحالَ, أو نجدَ لهُ العلاجَ الناجعَ, أو نحاولَ التخفيفَ مِن وطأةِ الإنهيارِ الحاصلِ في النسيجِ الفكري المجتمعي, يبدأ الحديثُ عن أنَّ الكثرةَ مجانبةٌ للصوابِ, ولا خيرَ فيهَا ولا أملَ مرجو مِنَهَا, وأنَّ أمرَ الهدايةِ والصلاحِ والإصلاحِ بيدِ اللهِ تعالى مجدهُ وعلا شأنهُ !!!
وبمَا أنَّ الغيبَ ومَا وراءِ عالمِ الشهادةِ غيبٌ عن الجميعِ, فلا بأسَ أن نعلقَ على أكتافهِ كلَّ أنواعِ عجزِنَا وفشلِنَا وكَسَلِنَا وخلودِنَا للراحةِ والنومِ, لأنَّ هذا التعليقُ والإلقاءُ على أكتافِ الغيبِ, سيجرُ منكرهُ الى الكفرِ بوجودهِ والإلحادِ بوجوبهِ, وبالتالي يَكونَ قبولُ الفكرةِ أحجى مِن التعليقِ عليهَا, فيا للهِ ويا للغيبِ !!!
ولكن بعدَ أن نتيقنَ ونقطعَ أن الأملَ في وجودِ والعملِ على وجودِ هكذا مراكزٍ وأقسامٍ حتى على مستوى البلدِ الواحدِ, بل حتى لو وِجِدَتْ ستكونُ جزءاً لا يتجزأ مِن الماكنةِ الإعلاميةِ التي تعملُ على قلبِ الحقيقةِ والبرهانِ, وتجعلُ الناسَ في حالةِ نومٍ مغناطيسي عميقٍ, لذا لا يبقى أمَامَنَا سوى الإعتمادُ على الجهودِ الذاتيةِ في التدوينِ والتحليلِ والإستقراءِ والإستنتاجِ, وعلى اللهِ تعالى فليتوكلْ المؤمنونَ ...
#لذا :
يكونُ مِن المناسبِ جداً أن نستعرضَ إستعراضاً يتناسبُ مع كتابةِ المقالِ الى أبرزِ ما حصلَ في ولايتي الرئيسِ الأميركي أوباما, وأن نتابعُ بعضهَا ونربطُهَا ببعضٍ حتى نصلَ الى القناعةِ المقبولةِ في أنَّ مَا حصلَ في الشرقِ الأوسطِ وشمالِ أفريقيا عموماً, هل هو نتيجةً للإهمَالِ الأميركي أم دراسةٍ ومخططٍ عملتْ عليهِ هذهِ الرئاسةِ ؟!!
ولا أرى أنَّ في المقامِ صعوبةً كبيرةً, لأنَّ الجوابَ في قضيةٍ مانعةُ الخلو, أي أنَّ أحدَ السيناريوهينِ متحققٌ جزماً, فأمَا مَا جرى على المنطقةِ نتيجةً للإهمَالِ وغضِ البصرِ أو نتيجةً للتدخلاتِ الخارجيةِ المبنيةِ على دراسةِ معدةٍ مُسبقاً, وكلا الأمرينِ لا يُبررانِ الجانبِ الأميركي مطلقاً, أي في كلا الحالتينِ يكونُ الجاني هو نفسُ الجانبِ الأميركي, وهي مَن تتحملُ كلَّ التبعاتِ القانونيةِ والإنسانيةِ مستقبلاً إن شاءَ اللهُ تعالى ربُ العالمينَ ...
ولا ننسَ أن عددَ الحروبِ التي خاضتهَا أميركا بشكلٍ علني خلالَ القرنِ الواحدِ والعشرينَ هي ستتْ حروبٍ فقط, طبعاً وبعضُهَا مستمرةٌ الى اليومِ كتلكَ التي في إفغانستانَ, وثلاثةٌ مِنهَا أدتْ الى إسقاطِ حكوماتِ البلدانِ المقابلةِ, الأولى على إفغانستانَ عامُ (2001) والثانيةُ على العراقِ عامُ (2003) والثالثةُ على ليبيا عامُ (2011) ...
وكلُّ هذهِ الحروبِ عدا مَا حَصلتْ على ليبيا جاءتْ ضمنَ الحربِ على الإرهابِ بعدَ أحداثِ الحادي عشرِ مِن سبتمبر عامِ (2001), والتي إنتهَى هذا المصطلحُ في بعدَ تولي الرئيسُ أوباما الولايةَ الأولى لأميركا, حيثُ أعلنَ إنهَاءَ هذهِ الحربِ تحتَ هذا المُسمى, ولكن بعدَ عامٍ تقريباً شنَّ حربهُ على ليبيا ساقطاً بهَا حكومَتَهَا, وتاركاً فيهَا الفوضى الى اليومِ !!!
أي أنَّ للرئيسِ السابقِ جورج بوش خمسةُ حروبٍ فقط, وأسقطَ في إثنينِ مِنهَا حكومتينِ همَا إفغانستانَ والعراقَ, بينمَا أسقطَ الرئيسُ أوباما حكومةً واحدةً فقط خلالِ بدايةِ الولايةِ الأولى لهُ, وهي الحكومةُ الليبيةُ بزعامةِ القذافي, مع الإستمرارِ طيلةِ فترةِ ولايتيهِ على إكمَالِ مَا تَمَ ترحيلهُ إليهِ مِن الرئيسِ جورج بوش مِن الحربِ على إفغانستانَ !!!
#وهنَا :
إذا إعتبرتْ القياداتُ الأميركيةُ إسقاطَ الحكومةَ الإفغانيةِ والعراقيةِ منقبتينِ مِن مناقبِ التي تُمْدَحُ عليهَا إدارةُ جورج بوش, بالرغمِ مِن عشراتِ الملياراتِ التي أطلقهَا الكونكرسُ الأميركي لهاتينِ الحربينِ, فقد أنهى الرئيسُ أوباما ولا يتيهِ وقد أسقطَ خمسَ حكوماتٍ, أربعةٌ مِنهَا لَم تشاركُ بهَا حكومتهُ بإطلاقِ رصاصةٍ, وهي سقوطُ الحكومةِ التونسيةِ والمصريةِ مرتينِ واليمنيةِ, والخامسةُ الحكومةُ الليبيةُ, والتي دخلتْ بهَا الولاياتُ المتحدةُ ضمنَ تحالفٍ مكونٍ مِن ثمانِ عشرِ دولةٍ وهي أحدُهَا !!!
وبالتالي أنَّ الحربَ التي أطلقتهَا الإدارةُ الأميركيةُ في ولايتي أوباما مِن الجيلِ الجديدِ, حيثُ إستطاعتْ هذهِ الإدارةُ أن تقضي على أعتى الدولِ دونَ أن توغِلَ بأيِّ جندي لهَا في أرضِهَا, وهذا الجيلُ مِن الأجيالِ المتطورةِ حقاً في الحروبِ, وهو أفضلِ مِن جيلِ الحربِ على الإرهابِ, بمصطلحاتهِ الفضفاضةِ, التي عجزَ عباقرةُ السياسةِ عن فهمِ المعنى والمرادِ منهُ حتى اعلنتْ الإدارةُ إنتهاءَ حقبتِهَا, بالكشفِ عن الجيلِ الجديدِ, والذي لَم يَنكشفْ لأبرعِ المخابراتِ العالميةِ حتى سقطتْ أربعُ حكوماتٍ بفترةٍ قياسيةٍ, وبعدَهَا تفهمتْ الحكوماتُ الخطرَ المُحدقِ بهَا, وكيفيةَ التسدي لهكذا حراكٍ مِن الجيلِ الجديدِ مِن حربِ إنهاءِ الحكوماتِ !!!
#ومِن_هنَا :
إذا إستطعنَا أن نعتبرَ أن الربيعَ العربي كَمَا أطلقَ عليهِ الرئيسُ أوباما, هو جيلٌ جديدٌ مِن الخططِ الحربيةِ, التي تضعُ أركانَهَا أبرعَ العقولِ وأكثرهَا شيطنةً ودهاءاً على مُستوى التأريخِ البشري, والتي لا يُمكن أن يرتقِ إليهَا العقلُ العسكري البشري ويفهَمَ كُنْهَهَا إلا بعدَ أن يضرسهَا بنابيهِ, ويَرتشِفَ صديدَهَا بشفتيهِ, إستطعنَا أن نحكمَ على مَا حصلَ مِن الفوضى في شمالِ أفريقيا ومنطقةِ الشرقِ الأوسطِ كلَّهُ مِن التدبيرِ العقليةِ الأميركيةِ العسكريةِ !!!
وعندَهَا لا يُمكن أن يُنظرَ الى الرئيسِ أوباما كالحملِ الوديعِ, بل يُنظرَ إليهِ على أنَّهُ شيطانٌ مِن شياطينِ الإنسِ, وعفريتٌ مِن عفاريتِ الجنِ, لأنَّهُ إستطاعَ أن يُنفذَ أصعبَ الخططِ, بأروعِ الأدوارِ !!!
وهذا مَا يُؤكدهُ لنَا سببَ جعلهِ خلالَ هذهِ الفترةِ على الرئاسةِ الأميركيةِ, لأنَّ الكلَّ تيقنَ صلاحَ هذا الشخصِ, وإعتقدَ بمهدويتهِ الموعودةِ الى المسلمينَ كافةً, لأنَّهُ مِن إصولِ المسلمينَ, وجذورِ الأفريقيينَ, ومثالٍ حيٍّ عِن السودِ المضطهدينَ, حتى إعتقدَ الناسُ بصلاحِ مذهبهِ, ورجاحةِ عقلهِ, وبعدَ نظرهِ !!!
وليتمَ هذا السيناريو الهليودي, فقد تعاطفَ مع العربَ أيمَا تعاطف, حيثُ أولى القضيةَ الفلسطينيةَ أيمَا إهتمام, فقد جعلهَا مِن أولوياتِ أعمالهِ, ومِن أساساتِ حَمْلَتِهِ, حيثُ أوعدَ العربَ بشطرِ الدولتينِ, ولا يقبلُ إلا بحدودِ التي أتفقتْ عليهَا في الجمعيةِ العامةِ للأممِ المتحدةِ عامِ 1947 !!!
وهنَا صارَ الرئيسُ أوباما مِن أكثرِ الرؤساءِ الأميركيينَ شعبيةً في الوطنِ العربي, وأُشْرِبَ في قلوبِهِم حُبَهُ, بعدَ أن عانى المسلمونَ ويلاتَ الحادي عشرِ مِن سبتنبرَ -يوليو-, حيثُ أضطهدَ الرئيسُ جورج بوش الأراضي العربيةَ والإسلاميةَ بذريعةِ الحربِ على الإرهابِ, وهذا ما عجلَ التعاطفَ العربي مع الرئيسِ الجديدِ أوباما, لا لشيءٍ سوى الرغبةُ في نسيانِ الحقبةِ الزمنيةِ التي عاشهَا المسلمونَ وحكوماتُهم خلالَ رئاسةِ الرؤساءِ الثلاثةِ السابقينَ عليهِ !!!
#وبالحقيقةِ :
أنَّ ماعاناهُ المسلمونَ في فترةِ إدارةِ أباما هي الفترةُ الأصعبُ على طولِ التأريخِ بعدَ هجومِ المغولِ والتتارِ على أرضِ العرب, بل الأصعبِ حتى بعدَ الإحتلالاتِ الفرسيةِ والبريطانيةِ والإسبانيةِ, بل الأصعبُ حتى بعدَ تقسيمِ منطقةِ الشرقِ الأوسطِ ضمنَ إتفاقيةِ سايكس بيكو, لأنَّ المنطقةَ ماجتْ موجَ البحرِ في الموسمِ العاصفِ, فلم يبقَ فيهَا بلادٌ إلا وقد دخلتْ عليهِ الفتنُ, فأصبحتْ الحكوماتُ تتحينُ الفرصُ للحفاظِ على عروشِهَا بدلاً مِن الحفاظِ على أمنِ مواطنيهَا !!!
وبعدَ أن ماجتْ أرضُ العربِ والمسلمينَ بأهلِهَا, بعدَ أن أتيحتْ لهَا الوسائلُ كافةً لدعمِ حراكِهَا الشعبي دبلماسياً وإعالمياً, وأتركتْ تواجهُ مصيرَهَا بنفسِهَا, حيثُ تحطمتْ جيوشُهَا, وتساقطتْ حكوماتُهَا, وتداعتْ أركانُهَا, فلم يبقَ حجرٌ على حجرٍ, وكأنَّ ناراً نزلتْ بهشيمِ أغصانِهَا, في ريحٍ صرصرٍ عاتيةٍ, فمَا مِن طرفٍ إلا وأضرمتهُ, ومَا مِن صارخٍ مِن شديدِ بطشِهَا إلا وألجمتهُ, حتى تمنى الكلُّ لو أن الذي كانَ لَم يكن, لمَا رأوهُ مِن عظيمِ البلاءِ, ودوامِ اللأواءِ, وتظافرِ الأعداءِ !!!
#ومِن_هنَا :
إذا أردنَا أن ننسبَ مَا حصلَ مِن ربيعٍ عربي في شمالِ أفريقيا والشرقِ الأوسطِ الى الحركةِ العفويةِ للشعوبِ, بحيثُ خرجتْ دونَ سابقِ إنذارٍ, وبدونَ تدخلٍ لأجهزةِ المخابراتِ الأميركيةِ بوجهِ التحديدِ, فهذا لا يُمكن أن تنطبقَ إلا على تونسَ, أما مَا حصلَ بعدَهَا في مصر واليمنِ وسوريا, فلا يُمكن أن ننسبَ الغفلةَ الى المخابراتِ الأميركيةِ, وإلا مَا عملُ السفاراتِ والقنصلياتِ في تلكَ البلادِ, وهل حفظُ المصالحِ يُمكن أن نتخيلهُ إلا مِن خلالِ العملِ على تغييرِ دفةِ الحراكِ الشعبي أو إنهائهِ أو إستغلالهِ كمَا حصلَ في سوريا !!!
علمَا أن الولاياتِ المتحدةَ الأميركيةَ مسيطرةٌ حتى على المناهجِ الدراسيةِ في المدارسِ الإبتدائيةِ, ويجبُ أن تكونَ مطابقةً للمعاييرِ الدوليةِ, فكيفَ يُمكن أن نتخيلَ أنهَا لَيسَ لهَا علاقةٌ بمَا حصلَ في الوطنِ العربي مِن حراكٍ شعبي ضدَ الحكوماتِ ؟!!
ونحنُ نسمعُ تصريحَ هيلاري كلنتون تصرحُ في آخرِ أيامِ ولايتِهَا الأولى بمنصبِ الخارجيةِ الأميركيةِ, حيثُ رأتْ : (القوة الذكية تتمثل في تأكيد قيم الولايات المتحدة الأمريكية وقيادتها في عالم يواجه تهديدات متنوعة، وحكومات مركزية، وكيانات غير حكومية تتزايد أهميتها، عن طريق جمع القوة الصلبة العسكرية بالدبلوماسية وقدرة الولايات المتحدة الأمريكية على استخدام القوة الناعمة في الاقتصاد العالمي، ومساعدات التنمية، والتكنولوجيا، والإبداع، والدفاع عن حقوق الانسان) ...
وهذا التصرحُ يكافيء معنى -الخَّلاق- الذي يُمثلُ أحدَ طرفي #الفوضى_الخلاقَّة, حيثُ تكفلتْ هذهِ الإدارةُ بإثارةِ الفوضى على صعيدِ غيرِ العسكري, وهو اللامبالاةُ لمَا تمرُ بهِ المنطقةُ بأسرهَا, والإكتفاءِ بالتصريحِ وبإداءِ القلقِ المفرطِ على الصعيدِ اللفظي فقط, بينمَا المفردةُ الأخرى والطرفُ الآخرُ مِن الجملة -الخلاقة- فلم يجنِهَا ويحصلْ على ثمارِهَا إلا نفسَ مَن وطدَ وأسسَ وأذكى أوارَ الفوضى في المنطقةِ عموماً !!!
فإنَّ مَا حصلَ في المنطقةِ لَم يكن في صالحِ أهلِهَا, لأنَّ المبدأ السياسي لهذهِ العبارةِ لَم يُطبقْ بشكلٍ كاملٍ كمَا بينهُ أساطينَ السياسةِ وعلماءِ النفسِ والإقتصادِ, كنوقلاي ميكافيلي ومارتن كروز ووالنمساوي جوزيف شامبيتر, حيثُ أن الفوضى المُنبثقةَ مِن نفسِ المبدأ ستخلقُ جيلاً جديداً خلاقاً يُؤمنُ بالنظامِ,
أي أنَّ مَن يعاني ألمَ الفوضى هو ذاتهُ سوفَ يذوقُ حلاوةَ النظامِ والترتيبِ ...
بينمَا أنَّ ما طبقتهُ الإدارةُ الأميركيةُ في المنطقةِ عموماً, هي الفوضى في طرفٍ -- العربُ والمسلمونَ- والخَّلاقُ في الطرفِ الآخرِ وهي المصالحُ الأميركيةُ على الصعيدينِ القومي والعالمي, أي أنَّ المستفيدَ مِن القتلِ والدمارِ والتهجيرِ والترويعِ والتحطيمِ لكلِّ أساساتِ الدولِ والحكوماتِ ولكلِّ مقوماتِ المدنيةِ والتحضرِ هُم الولاياتُ المتحدةُ الأميركيةُ !!!
#وبالتأكيدِ :
فإنَّ التعاملَ مع هذهِ المؤامرةِ على البلادِ والعبادِ لصالحِ الطرفِ الأميركي, لا تحصلُ كالتعاملِ مع المعادلةِ الكيميائيةِ أو الرياضيةِ, لأنَّ العناصرَ المستعملةِ غيرُ العناصرِ المستعملةِ في الجماداتِ في الموادِ, وغيرُ الإعتبارياتِ في الرياضياتِ, بل أنَّ المعادلةَ البشريةَ كالمعادلةِ التي لا تقبلُ إلا التوازنَ أو الإضطرابَ !!!
وللتعاملِ مع هذهِ الفوضى لابدَ مِن تسليطِ الحازمينَ مِن الرؤساءِ الذينَ يستثمرونَ هذهِ الفوضى التي أنشئتْ أميركياً, لأنَّ مَا يحصلُ الآنَّ مِن فوضى وإن كانتْ مِن الجيلِ الجديدِ والمتطورِ على مَا حصلَ في بداياتِ القرنِ المنصرمِ, مِن السيطرةِ وبسطِ النفوذِ بواسطةِ الحراكِ العسكري, ولكنَّ هذهِ الطريقةِ باتتْ مكشوفةً أكادمياً وعلى أبسطِ المستوياتِ,
لذا رأينَا أنَّ الرئيسَ السابقِ جورج بوش قد رفضَ تواجدَ الإحتلالِ على أرضِ العراقِ, لأنَّ الإحتلالَ مِن المبادئ المرفوضةِ أكامياً, لذا أستعاضَ عنهُ بعقدِ الإتفاقياتِ طويلةِ الأمدِ لشرعنةِ البقاءِ على أرضٍ أجنبيةٍ !!!
ولكنَّ هذهِ الفوضى الخلاقة التي أُمنيَتْ بهَا الأمةُ الإسلاميةُ والعربيةُ اليومَ, لا يُمكن أن تنتهي إلا بوجودِ الإحتلالِ والإيمانِ بوجودهِ وإنحصارِ الخلاصِ بوجودهِ على الأرضِ !!!
#أنظرْ :
فالإحتلالُ العسكري الذي يُؤمنُ الجميعَ برفضهِ وبطلانهِ, سيكونا واجباً بعدَ هذهِ الفوضى, حيثُ أنَّ البلادَ التي عاشتْ الفوضى والتي تخشى حصولهَا وإنتقالِ عدوتِهَا على أراضيهَا, وهي ترفسُ برجلِهَا على حدودِ بلادِهَا, سوفَ لا تشعرُ بالأمانِ إلا بوجودٍ أجنبي على أراضيهُ, كمَا رأيناهُ في العراقِ وسوريا واليمن, حيثُ لَم تستطعْ هذهِ البلادَ أن تأمنَ بالحكمِ والسطوةِ والسيطرةِ إلا مِن خلالِ وجودِ الأجنبي على أراضِهَا !!!
وحقاً أنَّ الفوضى التي أرادتْ أميركا فعلُهَا في المنطقةِ, لَم تكن خلاقةً كَمَا رسمتْ لهَا مِن قبلُ, بل خلقتْ هذهِ الفوضى أقطاباً وقوى و تواجدٍ عسكري مقابلاً للتواجدِ العسكري الأميركي, بل وخلقتْ نيةً الى إنشاءِ تحالفاتٍ جديدةٍ في المنطقةِ, مع إمبثاقِ قوى لَم تخطرْ على أذهانِ أهلِ الصحافةِ السياسيةِ ...
#لذا :
فإنَّ القيادةَ الحاسمةَ عسكرياً ستكونُ واجباً جداً لإستثمارِ هذهِ الفوضى, وإلا فإنَّ الفوضى لا أثرَ لهَا إلا السلبُ على الجانبِ الأميركي, فلذا لابدَ مِن العودةِ الى الجيلِ الأولِ مِن الحركةِ العسكريةِ في المنطقةِ, لا لشيءٍ سوى لإستثمارِ هذهِ الفوضى بأبشعِ الطرقِ !!!
وهُنَا إذا رأيتُم أن الجيوشَ الأميركيةَ والغربيةَ والشرقيةَ قد إزدحمَ بهَا المكانُ, فلا يُمكن أن يَنعتهَا الرؤساءُ والمقتنعينَ بهِم مِن الناسِ بالإحتلالِ, بل سوفَ يكونُ وجودُهُم مبرراً جداً, بل ونصرتَهُم واجبةٌ, لأنَّهَا مقدمةٌ لوجوبِ الحفاظِ على البلادِ والعبادِ, بل ويتأكدُ هذا الوجوبُ عندمَا تكونَ بيضةُ الإسلامِ بخطرٍ مِن خلالِ تهديدِ قبلةِ المسلمينَ والمقدساتِ ومقاماتِ الأولياءِ بالخطرِ ...
عندَهَا سوفَ تكونُ حرباً مقدسةً بحقٍ, فيقاتلُ الكلُّ الكلَّ, ونسألُ اللهَ تعالى أن يَمُنَّ على الإسلامِ والمسلمينَ بالأمنِ والآمانِ ...
خارجُ النصِ :
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, مَا أجبرني أنَّ أعطفَ بالكتابةِ الى هذا الموضوعِ, ما سمعتهُ مِن حيرةِ المحللينَ في وكالاتِ الأنباءِ والفضائياتِ مِن صعوبةِ أن يُقيموا المرحلةَ التي رأسهَأ أوباما, حيثُ أختلفَ فيهِ الكلُّ بينَ محبٍ ومبررٍ ومُتوقفٍ وغيرٍ متأكدٍ على حكمٍ, لذا أردتُ أن ْأفصِلَ في المسألةِ في آخرِ ساعاتِ هذا #العبدِ_الأسودِ, الذي ضحكَ على أحرارِ العالمِ بأسرهِ !!!
وجزى اللهُ تعالى الشاعرَ #أحمد_مطر عندمَا قالَ :
أُطِلُّ ، كالثعبان ، من جحري عليكم فإذا
ما غاب رأسي لحظةً ، ظلَّ الذَنَبْ !!!
فلتشعلوا النيران حولي واملأوها بالحطبْ
إذا أردتم أن أولِّيَ الفرارَ والهربْ ...
وحينها ستعرفون ، ربما ،
مَن الذي ـ في كل ما جرى لكم
كان السببْ ؟!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق